عقد المجلس البلدي بمدينة الرياض أمس الأول أول محاور ورشة عمل القضايا الملحة الذي يتركز حول قضايا المياه والصرف الصحي، وتميزت الورشة التي امتدت على مدار يوم عمل كامل، بأوراق عمل متخصصة وقفت على واقع الحال في قضية المياه والصرف الصحي، كما استشرفت المستقبل من خلال بعض الخطط الاستراتيجية لشركة المياه الوطنية. وقد أظهرت الورشة تفاعل المختصين في هذه الشأن من خلال الحضور المميز، إذ شاركت بعض الجهات بعدد جيد من منسوبيها كوزارة الزراعة، وأمانة منطقة الرياض، والشركة الوطنية للمياه، والغرفة التجارية فضلا عن عدد من أساتذة الجامعات والمهتمين. وقد تمت جدولة الورشة بحيث تغطي كافة الجوانب، فقدم المهندس نمر الشبل من شركة المياه الوطنية؛ عرضا للوضع القائم لخدمات المياه والصرف الصحي وخطط طوارئ المياه. حيث أكد أن نقلة نوعية طرأت على عمل الشركة مع بدء التخصيص إذ عمدت إلى تطبيق أفضل الممارسات العالمية في الإدارة والتنفيذ، ومن أبرز ما أشار إليه هو حجم الفاقد في الشبكة الذي يعادل إنتاج 9 محطات تحلية، وفي موضوع الصرف الصحي أفاد أن حجم تغطية الشبكة لمدينة الرياض لا يتجاوز55%، وتطمح الشركة بالوصول إلى 80% في عام 2014. كما أشار إلى أن رضا العملاء عن أعمال الشركة بلغ هذا العام85%، وذلك لعدد من العوامل أهمها تخفيض مدة تنفيذ الطلبات إلى نسب مرضية للمواطن. وشاركت وزارة المياه والكهرباء بورقة عمل قدمها م.تركي المخلفي حول ترشيد استهلاك المياه بالقطاعات العامة، أبرز ما جاء فيها هي نسبة الوفر المتحقق في المياه جراء استخدام وسائل الترشيد، فقد بلغت25%. فيما ناقش م.يحيى اليوسف من شركة المياه الوطنية، المخطط الاستراتيجي للمياه والصرف الصحي لمدينة الرياض. واستعرض د.وليد زاهد من جامعة الملك سعود التأثيرات البيئية لمياه الصرف الصحي، وشدد على ضرورة الأخذ بالحسبان التقييم البيئي في جميع مشاريع الصرف الصحي. فيما قدم د.علاء الدين بخاري من جامعة الملك فهد تصورا بعنوان (استراتيجية مقترحة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة) ذكر فيها أهم القطاعات المستفيدة من المياه المعالجة كالزراعة والصناعة وغيرهما، وأكد على ضرورة إعادة تقييم استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بشكل دقيق على أساس المنافع والاعتبارات الاقتصادية. واستعرضت شركة المياه الوطنية عبر م.عبد الله الحقباني مسألة تمويل مشاريع المياه والصرف الصحي، وقد دعا إلى إيجاد الخطوات العملية لتسريع مشاريع الصرف الصحي. فيما سلط المهندس سعد الحسين مدير عام مكتب المتابعة والتنسيق في أمانة منطقة الرياض الضوء على واقع تنفيذ أعمال حفريات شبكات المياه والصرف الصحي وتأثيرها على البنية التحتية. وفي ختام الورشة عبر نائب رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض رئيس اللجنة المشرفة على هذا المحور المهندس طارق بن عثمان القصبي عن سعادته بتفاعل مختلف الجهات، من خلال حجم المشاركة المميز وأوراق العمل المتنوعة التي ستقدم بإذن الله جهدا طيبا نحو إرساء الحل الاستراتيجي لقضية المياه والصرف الصحي. وأشار المهندس عبد الله بن عبد الرحمن البابطين بأن الورشة ستقدم توصياتها خلال الأيام القادمة لعرضها على المجلس لاتخاذ القرار المناسب بشأنها، ثم أشار إلى أن هذه المحور هو الأول في سلسلة محاور ورشة القضايا الملحة، التي تتلمس حاجة مدينة الرياض للمشاريع الطموحة التي ترتقي إلى تطلعات المواطنين وأمانيهم. ونوه إلى أن المحور التالي سينعقد بعد أسابيع قليلة، ويختص بتصريف مياه الأمطار والسيول.