أصبح مألوفاً أن نسمع ويتردد عن البطالة فقد اصبحت واقعا نعيشة ونتعامل معه ، لم يعد أي نقاش أو جدل بهذا الآن ، وزير العمل قدم لي مفاجأة كنت اسمعها كثيرا وكنا نتوقع انها مبالغة أو شيء من التهويل ، ولكنها حقيقة ، يقول الوزير المهنس عادل فقيه ان لدينا نساء سعوديات عاطلات عن العمل ويحملن درجة الماجستير والبكالوريوس ، أي اعلى مستويات التعليم لدينا ، وأقر الوزير بوجود 338 الف عاطل عن العمل ووجود 8 ملايين اجنبي ( بدون المقيم غير الشرعي ) وان الاقتصاد يفقد 100 بليون ريال نتيجة ذلك سنويا أي 8.3 مليارات شهريا فقط بهذا الجانب . بهذا الأحصاء المبسط نجد أن التعليم ومخرجاته تسبب خسائر اضافية، إذاً لماذا نعلم المرأة وهي لا تشارك بسوق العمل بالقطاع الخاص أو الخاص بها كمشاريع ومؤسسات وشركات ؟ لماذا لا نكتفي وفق هذه المعطيات أن تصل لمستويات الثانوية والمتوسطة ونوقف الهدر المالي بالدراسات الجامعية والمرأة لا تجد « الحق والحقوق « لها بالعمل ؟ المؤكد وهو ما اعرفه ويعرفه معالي الوزير أن العمل بالملايين كفرص متاحة بالقطاع الخاص ، خاصة وأن تخصصات النساء علمية ووجدتها في الحاسب الآلي واللغة الانجليزية والفيزياء والكيمياء وغيرها لكنها قدرات معطلة تماما . الخلل يا معالي الوزير أنه لديكم كوزارة وأقصد به « نظام العمل « نفسه الذي يسمح أو لا يسمح بعمل المرأة ، فصدرت قرارات عمل للمرأة لم تنفذ أبسطها « البيع بمحلات التجزئة « لا شك أن الأنظمة لا تنقصنا ولا التنظيمات ولا الإمكانيات ولكن ينقصنا « العزم والقدرة « على تنفيذ القرارات والتشريعات . عمل المرأة حق لها ومن حقوقها وأصبحنا نعيش أزمة فعلية من البطالة التي لم توجد حلول لها رغم ان الحل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، وندور حول المشكلة والبطالة وغيرها ولا نلامس « المانع « لها حقيقة ، المرأة السعودية هي أكفأ علميا من الرجل لدينا وبالأرقام ، وأكثر جدية ورغبة بالعمل لأنها تحفر في الصخر بحثا عن الفرصة ، لكن الفرصة لا تتاح ، ونصر على دراسات عليا وجامعات وكليات ويتخرج الآلاف سنويا ثم ماذا ؟ قدرات معطلة وهدر مالي هائل . الأغرب ان تجد المقيم الأجنبي يعمل وبراتب جيد وقد لا يجيد القراءة والكتابة أو بالكاد يفك الحروف ، ولا يجيد إلا لغته المحلية ، مثال البائعين بالمحلات التجارية ابسط مهنة بل قد يشتري التأشيرة بمبالغ باهظة وكأنه مستشار أو خبير وهو بائع عادي القدرات ولمهارة ، وابنة الوطن تحمل ماجستيراً أو بكالوريوساً ولا تجد فرصة عمل من اي نوع أو اي مكان . رؤية ومنطق لا تفهم لماذا يحدث كل ذلك والحلول واضحة لنقضي على البطالة خلال سنة على الأغلب ؟ من يجيب على هذا التناقض الذي لم أجد له إجابة حتى من حوار معالي الوزير ؟!