أكد مسؤولون أمريكيون على أهمية زيارة وفد رجال الأعمال السعودي إلى الولاياتالمتحدة المشارك في منتدى «برنامج العروض التجارية» الذي تشمل فعالياته خمس مدن أمريكية رئيسية بدأت أمس الاول في نيويورك وتنتهي في سان فرانسيسكو في الثامن عشر من شهر مايو - أيار الجاري. ويهدف المنتدى إلى عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة على مدى الخمسة عشر عاماً القادمة والتي يصل اجماليها إلى (623) بليون دولار. كما شدد المسؤولون الامريكيون الذين شاركوا في افتتاح المنتدى في اولى محطاته، نيويورك، امس الاول، على النجاح الكبير لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، مؤخراً إلى الولاياتالمتحدة معتبرين ان الزيارة من خلال محادثات سموه مع الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش قد وطدت علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في شتى جوانبها. وفيما يلي احاديث المسؤولين الامريكيين ل «الرياض»: ٭ السيد وليام لاش مساعد وزير التجارة الأمريكي لشؤون الدخول إلى الاسواق استهل حديثه ل «الرياض» بالقول عن الابعاد المشجعة التي اثمرت عنها زيارة سمو ولي العهد الامين إلى الولاياتالمتحدة واجتماع سموه مع الرئيس بوش والانعكاسات الايجابية للزيارة على العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة، حيث قال السيد وليام لاش: «لقد كان اجتماعاً رائعاً في كراوفورد لأن ليس هناك سوى قادة قلائل ممن حضروا إلى مزرعة الرئيس بوش مرتين على التوالي وسمو ولي العهد الأمير عبدالله هو واحد من هؤلاء القادة وفي هذا دلالة احترام من الرئيس بوش لولي العهد ولشعب وحكومة المملكة العربية السعودية. كما أعتقد ان ذلك بمثابة اشارة لكلا الشعبين، الامريكي والسعودي، مؤشر ليس سياسياً بقدر ما هو تعبير صداقة وشراكة بأن يقوم الرئيس بدعوة السعوديين إلى مزرعته التي تمثل منزله الخاص. وعلاقات الولاياتالمتحدة مع المملكة ظلت دائماً علاقات قوية وفي اعتقادنا انها ستكون اقوى فالمملكة العربية السعودية قامت باصلاحات اقتصادية وتجارية عديدة والرئيس بوش يدرك ذلك ونريد أن تتكرر مثل هذه المناسبة في حضور رجال أعمال سعوديين لأن هذا سيظهر مدى جدية العلاقات ومدى اهميتها ومدى عمقها كون أننا حريصون على تمتين العلاقات القائمة بيننا وترسيخها في مجال التجارة وغيره من المجالات الاخرى المتعددة». وحول النتائج المتوقعة من زيارة وفد رجال الأعمال السعوديين إلى الولاياتالمتحدة والتقائه بنظرائه رجال الأعمال الامريكيين لاستعراض الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة في المملكة على مدى الخمسة عشر عاماً القادمة، قال مساعد وزير التجارة الامريكي لشؤون دخول الاسواق، وليام لاش، ل «الرياض»: «عندما ترى قيادة مجلس الغرف التجارية السعودية هنا والعمل الذي قام به المجلس الاقتصادي الأعلى في المملكة العربية السعودية وهذه الجولة لوفد رجال الأعمال السعوديين عبر الولاياتالمتحدة فان كل ذلك يجعل الجميع هنا على معرفة جيدة بالسعوديين ليس فقط في قطاع الطاقة ولكن من خلال الفرص الاستثمارية الاخرى المتاحة. كما ان الاجتماع برجال الأعمال السعوديين وادراك انهم أناس يوفون بما يقولون ويمكن التعامل معهم يعد خطوة هامة الا ان الاكثر اهمية في الامر اننا بذلك نرسل رسالة من هنا بأن بامكاننا العمل مع السعوديين وبأننا نريد أن نكون شركاء معهم ونرحب بهم كأخوة في منزلنا ونريد منهم أن يسمعوا ذلك منا ثانية. و«بمشيئة الله» - قالها السيد لاش بالعربية - فاننا قد حققنا تقدماً جيداً جداً في السنوات القليلة الماضية فالاصلاحات التي قامت بها المملكة العربية السعودية جعلت كل هذا متاحاً وسوف نستمر باتجاه تمتين علاقاتنا وباتجاه استمرارية شراكتنا وصداقتنا وباتجاه انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية لتأخذ مكانها الذي تستحقه عن جدارة في عالم دول التجارة و«إن شاء الله» - وقالها أيضاً بالعربية - سيتم ذلك قبل نهاية هذا العام». ٭ واتش فاولر، السفير الأمريكي السابق لدى المملكة والذي تولى إدارة حفل افتتاح منتدى «برنامج العروض التجارية» أمس الاول في نيويورك، قال عن هذا الحدث في العلاقات السعودية - الامريكية بتواجد وفد كبير من رجال الأعمال السعوديين في جولة واسعة بالغة الاهمية: «ان لدينا مجموعة رائعة وكبيرة من رجال الأعمال السعوديين وبدون شك ان لدى رجال الأعمال الامريكيين تطلعات حيال الفرص الأكثر من هامة بالنسبة لهم التي تتوفر في المملكة العربية السعودية. وعن مرئياته تجاه زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة واجتماع سموه مع الرئيس بوش وكبار المسؤولين في الإدارة الامريكية، قال السفير واتش فاولر: «لقد اعتقدت منذ البداية ان زيارة سمو ولي العهد الأمير عبدالله ومحادثاته مع الرئيس بوش ستكون حاسمة وجميعنا، الذين شعروا بضرورة تعزيز روابطنا الثنائية، نرى أن الزيارة قد نجحت نجاحاً مبهراً بكل المقاييس فالرئيس بوش اكد مجدداً على صداقتنا وتقديرنا لما يقوم به السعوديون في كل من محاربة الإرهاب وفي الفرص الاستثمارية التي تم عرضها في المنتدى لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية. وسمو ولي العهد كان كعادته ودوداً وقوياً في التزامه بصداقة بلدينا. وفي اعتقادي أن امامنا مستقبلا واعدا فكل الأمور فيما بيننا تسير نحو الأفضل وهذا يعود لقيادة قادتنا في البلدين. ٭ جون دوك انثوني - رئيس مجلس العلاقات العربية - الامريكية الذي كان من بين المشاركين في منتدى «برنامج العروض التجارية» في نيويورك، أمس الاول، قال ل «الرياض» عن زيارة رجال الأعمال السعوديين إلى الولاياتالمتحدة: «اعتقد أننا كنا ننتظر هذه الزيارة منذ وقت طويل لاهميتها في تدعيم مصالح واهتمامات وأهداف كلا البلدين، الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، كون أن غالبية الشعب الامريكي أقل اطلاعاً وادراكاً بالكثير عن المملكة العربية السعودية كما تنقصهم التجربة معها أو السفر اليها ولذلك فحين تأتي المملكة العربية السعودية إلى هنا فهذا هو الشيء الأفضل لفتح حوار والشروع في تعاون يعود بالفوائد المشتركة على كلا الطرفين. اما عن مستقبل العلاقات السعودية - الامريكية على ضوء نتائج الزيارة الأخيرة لسمو ولي العهد الأمين الى الولاياتالمتحدة واللقاء الذي جمع سموه بالرئيس الامريكي جورج دبليو بوش في مزرعة كرافورد بولاية تكساس، قال السيد جون دوك انثوني ل«الرياض»: «العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية علاقات استراتيجية في جوانبها السياسية والجغرافية والاقتصادية والتجارية وقد كانت هناك فرصة ذهبية امام وسائل الاعلام الامريكية لتثقيف الشعب الامريكي لغرض زيادة وعيه وفهمه حيال المملكة العربية السعودية ايجابياً وقامت تلك الوسائل نوعاً ما بذلك من خلال نشر صورة للرئيس بوش وسمو الأمير عبدالله وهما يسيران يداً بيد - وكما يقال ان الصورة تساوي الف كلمة - فقد كان في تلك الصورة رسالة بالغة القوة كونها تعبيراً عن عمق الصداقة ومتانة العلاقات. وهناك جانب آخر يميز هذه الزيارة وهو ان كلاً من الرئيس بوش والأمير عبدالله قد اخليا نفسيهما عن الجدول المعد وقررا الحديث فيما بينهما على انفراد وهو امر ليس من السهولة ان يتم لأي زعيم دولة وفي هذا مثال آخر على المدى الذي الزم به الزعيمان نفسيهما لتحسين العلاقات وحل ما يمكن حله من المسائل وتحويل المسائل الأخرى التي لم تحل لمزيد من التباحث بشأنها مع تقليل سلبية عواقبها». - السيد دان دي مارينو، المساعد السابق لوزير التجارة الأمريكي ورئيس مجلس الغرفة التجارية العربية - الأمريكية حالياً في واشنطن، قال ل «الرياض» عن زيارة وفد رجال الاعمال السعوديين الى الولاياتالمتحدة: «اعتقد ان هذا وقت هام لكل من الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية في الأخذ بعلاقاتنا البعيدة المدى وتوسيعها ووضعها على الخط الثابت في مسيرتنا عبر القرن الجديد الحادي والعشرين. ولكي نقوم بذلك، فعلينا العودة الى الأسس التي بدأت بها تلك العلاقات وهي المصالح التجارية العميقة ونحن كأمريكيين كنا أكثر المشاركين في الفترة الأولى من مرحلة التنمية في المملكة العربية السعودية. ومع دخول المملكة مرحلة اخرى من التنمية في وقتنا الحاضر، فإن لديها النية في التوسع في مجال الخصخصة وزيادة انتاجها من البترول وايجار المزيد من الاسواق المالية ومنح الشركات الامريكية فرصاً في اعتقادي انها اكثر من الفرص التي كانت متاحة في عقد السبعينيات. وحول الانعكاسات الايجابية لزيارة سمو ولي العهد الأمين الى الولاياتالمتحدة على العلاقات السعودية - الأمريكية، قال السيد دان دي مارينو: «اعتقد ان زيارة ولي العهد سمو الأمير عبدالله مؤخراً الى الولاياتالمتحدة كانت زيارة جيدة للغاية وناجحة فولي العهد يحرص دائماً في التأكيد على المصالح ذات المدى البعيد التي تربط البلدين فهو مؤمن بشدة بهذه العلاقات العظيمة واهيمتها لكلا البلدين وهو قائد حكيم تحظى قيادته بكل التقدير من قبل الحكومة الامريكية وهذا ما جعلنا نطور علاقات وطيدة جداً». واقام مجلس الاعمال السعودي - الامريكي فجر أمس بتوقيت الرياض حفل استقبال لوفد رجال الاعمال السعوديين المشاركين في منتدى «برنامج العروض التجارية». وقد رحب رئيس المجلس من الجانب الامريكي، السيد الفريد سي ديكرين، في كلمة ترحيبية باعضاء الوفد ثم طلب من الأستاذ خالد السيف رئيس لجنة تطوير التجارة الدولية في مجلس الغرف التجارية السعودية القاء كلمة بمناسبة زيارة الوفد. وفي كلمته، شكر الأستاذ خالد السيف مجلس الأعمال السعودي - الأمريكي على اقامة الحفل منوهاً على أن المجلس يساهم بدور كبير في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولاياتالمتحدة. عقب ذلك، تحدث للحضور الأستاذ عبدالله الدبيبي، ممثل شركة «سابك» في المنتدى، الذي تطرق في كلمة نالت استحسان الحضور الى ابعاد العلاقات السعودية - الامريكية وجذورها البعيدة المدى. ثم اخذ الحضور من رجال الأعمال السعوديين والامريكيين في مواصلة مناقشاتهم حول الفرص المطروحة التي يمكن الاتفاق بشأنها اثناء فعاليات المنتدى. الى جانب رجال الاعمال، حضر حفل مجلس الاعمال السعودي - الامريكي كل من مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير فوزي بن عبدالمجيد شبكشي والقنصل العام للمملكة في نيويورك السفير الدكتور عبدالرحمن بن محمد الجديع والسفير الامريكي لدى المملكة جيمس اوبرايتر والمساعد السابق لوزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأوسط ريتشار مورفي وعضو مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك جوديت كيبر - كما شاركت مدينة نيويورك بحضور الحفل من خلال مسؤولة العلاقات الخارجية في بلدية المدينة. وثمن القنصل العام للمملكة في نيويورك السفير الدكتور عبدالرحمن بن محمد الجديع زيارة وفد رجال الاعمال السعوديين الى الولاياتالمتحدة لكون أنها تشكل حدثاً هاماً في تعريف رجال الأعمال والمؤسسات التجارية في البلدين. واشار السفير الدكتور عبدالرحمن الجديع في تصريح ل «الرياض» ان زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، الى الولاياتالمتحدة الشهر الماضي قد اسهمت في احداث نقلة نوعية في العلاقات السعودية - الامريكية وخلقت في هذا الاتجاه قنوات اضافية لتعزيز اطر التعامل بين البلدين مما كان لها انعكاساتها واصداؤها الايجابية لدى الشعب الأمريكي. وفيما يلي تصريح السفير الدكتور عبدالرحمن بن محمد الجديع قنصل المملكة العام في نيويورك ل «الرياض»: «يسعدني في هذا اليوم ان اشارك في هذا المحفل الاقتصادي الهام الذي يعكس مدى التفاعل البناء بين المملكة وامريكا. ومما لاشك فيه ان هذه العلاقات المتميزة بين البلدين، ومنذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تزداد رسوخاً وثباتاً مع الأيام. ولقد أسهمت زيارة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في إحداث نقلة نوعية في العلاقات وخلقت في هذا الاتجاه قنوات اضافية لتعزيز اطر التعامل بينهما، مما كان لها انعكاساتها وأصداؤها الإيجابية لدى الشعب الأمريكي. إن هذا المنتدى لرجال الأعمال يشكل حدثاً هاماً في تعرف رجال الأعمال والمؤسسات التجارية على بعضهما ويسلط الضوء في الوقت نفسه على الصورة المشرقة للمملكة وما تشهده في هذه الأيام من إصلاحات قامت بها الدولة على كافة الأصعدة وضمن التمسك بالقيم العربية والإسلامية، ان المملكة تدرك انها تقف حالياً على مرحلة جديدة تحمل في ثناياها اعباء وتحديات ومسؤوليات كبيرة خصوصاً في الميادين الاقتصادية ولاشك ان وعيها بمسؤولياتها تجاه متطلبات استكمال التنمية الوطنية وضرورة مواكبة المستجدات الاقتصادية على الساحة الدولية قد تجلى في سياساتها وإجراءاتها الاقتصادية الحكيمة التي تمثلت في تشكيل الهيئات والمؤسسات التي يمكنها تلبية حاجات وطننا العزيز خصوصاً في قطاعات سوق العمل والبترول وجذب رؤوس الأموال وتشجيع الاستثمار الأجنبي وغيرها الكثير الكثير مما يواكب روح العصر ومتطلباته. ان هذه الجهود التي بدأت تؤتي ثمارها تدريجياً - بفضل السياسة الحكيمة - تبشر بمستقبل واعد لاقتصادنا الوطني الذي سيتمكن من مواجهة المتطلبات المستقبلية بثبات ونجاح إن شاء الله».