اكدنا الاسبوع الماضي على ان الإنزيمات ضرورية لهضم الأطعمة وتنبيه المخ وإعطاء الطاقة الخلوية وتجديد وإصلاح جميع الأنسجة والأعضاء والخلايا . والإنزيم جزيء بروتيني يسرع التفاعل الكيميائي في الكائنات الحية. وبدون الإنزيمات فإن التفاعلات تحدث ببطء شديد أو قد لا تحدث أبداً ، وبهذا تصبح الحياة غير ممكنة . ويحتوي جسم الإنسان على آلاف من أنواع الإنزيمات يؤدي كل نوع وظيفة واحدة محددة ، وبدون الإنزيمات لا يمكن للمرء أن يتنفس أو يرى أو يتحرك أو يهضم الطعام . كما أن عملية التركيب الضوئي في النبات تعتمد على عمل مثل هذه الإنزيمات . يقوم كثير من الإنزيمات بتفكيك مواد معقدة إلى مواد أبسط وتقوم إنزيمات أخرى ببناء مركبات معقدة من أخرى بسيطة ، وتبقى معظم الإنزيمات في الخلايا التي تنتجها ، ولكن بعض الإنزيمات تؤدي وظيفتها في أماكن أخرى . فعلى سبيل المثال يفرز البنكرياس إنزيم الليباز الذي ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة حيث يقوم بتحليل الدهون . واستكمالا للموضوع نتطرق اليوم إلى وجود الأنزيمات هل هو في جسم الإنسان ام في الطعام أيضاً ؟ ففي حين يستطيع الجسم أن يصنع ما يحتاجه من الإنزيمات فإنه يستطيع كذلك الحصول على الأنزيمات من الطعام . ولكن لسوء الحظ فإن الأنزيمات في الطعام حساسة جداً للحرارة فحتى درجات الحرارة المنخفضة مثل 47ْ مئوية فما فوق تدمر أغلب الأنزيمات في الطعام . ولكي نحصل على الإنزيمات من الطعام فإنه يجب تناول الأطعمة النيئة ، حيث إن تناول الأطعمة النيئة أو تناول مكملات الإنزيمات كبديل لها يساعد على منع استنزاف إنزيمات الجسم وبالتالي تقلل الضغوط التي يتعرض لها الجسم . إن المصادر النباتية والحيوانية غنية جداً بالإنزيمات فالأفوكادو والبابايا والأناناس والمانجو والموز كلها غنية بالإنزيمات والنباتات حديثة الأنبات أو التبرعم تعتبر أغنى المصادر بالإنزيمات . والإنزيمان المستخرجان من الأناناس والبابايا وهما البروميلين والبابين على الترتيب من الإنزيمات المحللة للبروتينات ويوجد مستحضرات مقننة لهذين الإنزيمين وإذا نظرنا إلى الدهون لوجدنا أنها تحتوي على إنزيم الليباز الذي يحلل الدهون . وفي الواقع أن دهون الطعام التي تتعرض فقط لإنزيم الليباز البنكرياسي (الذي ينتج في الجسم) في الأمعاء بالتحديد لا تهضم بنفس كفاءة هضم الدهون التي بدأ هضمها في المعدة بتأثير الليباز الموجود في الطعام . يقوم إنزيم الليباز البنكرياسي Pancreatic lipase بهضم الدهون في وسط قلوي في الأمعاء ، بينما إنزيم الليباز الموجود في الطعام يعمل في وسط أكثر حمضية مثل المعدة . يوجد إنزيم سوبر أكسيد ديسميوتاز بصورة طبيعية في عديد من مصادر الطعام مثل نبات الشعير ونبات القمح والكرنب والبروكلي ومعظم الخضروات . الأناناس هل هناك مكملات للإنزيمات ؟ نعم هناك مكملات للإنزيمات فأغلب الإنزيمات مكملات الإنزيمات المتوافرة تجارياً هي أنزيمات هضمية تم استخلاصها من مصادر طبيعية مختلفة . حيث لم يتمكن العلماء من تشييد الإنزيمات صناعياً . إن أغلب مكملات الإنزيمات المتوافرة تجارياً قد تم تصنيعها من الإنزيمات الحيوانية مثل البنكرياتين والببسين التي تساعد على هضم الطعام بمجرد وصوله إلى الجزء السفلي من المعدة ثم القناة المعوية . وبعض الشركات تنتج المكملات من الإنزيمات المستخرجة من فطر الأسبرجيلس ASpergillus . وهذه الإنزيمات تبدأ مفعولها الهاضم في الجزء العلوي من المعدة . وجميع هذه المستحضرات تستخدم للمساعدة على هضم الأطعمة وامتصاص العناصر الغذائية وبالأخص البروتينات . سنذكر بعض الأنزيمات المحللة للبروتينات المتوافرة في شكل مكملات غذائية هي : الببسين والتريبسين والرينين والبنكرياتين والكيموتريبسين . وبالإضافة إلى مساعدة تلك الإنزيمات على عملية الهضم فإنها ذات فائدة كبيرة كعوامل مضادة للالتهاب. وإنزيم البنكرياتين المشتق من إفرازات البنكرياس الحيواني قد صار حقلاً لأبحاث السرطان ، إذ ثبت أن مرضى السرطان يعانون غالباً نقصاً في هذا الإنزيم . ويستخدم البنكرياتين في علاج القصور البنكرياسي والتليف الكيسي ومشكلات الهضم وحالات الحساسية من الأطعمة واضطرابات المناعة الذاتية وحالات العدوى الفيروسية والإصابات الرياضية . كما توجد الأنزيمات المضادة للأكسدة مثل السوبرأكسيد ديسميوتاز SOD والكاتالاز في صورة مكملات. تتوافر مكملات الإنزيمات في الأسواق العالمية بدون وصفة طبية في صورة أقراص أو كبسولات أو مساحيق أو سوائل وقد تباع في أشكال مختلفة أو كل على حدة . ولكي نحصل على أعلى فائدة فيجب أن يحتوي أي مكمل إنزيمي على الإميلاز والبروتياز والليباز ويجب تناول الإنزيمات الهاضمة بعد الوجبات مباشرة ما لم تكن تتناول أطعمة مجهزة أو مطهية ، ففي هذه الحالة يستحب تناول الأنزيمات أثناء الوجبة ويجب التأكد عند تناولك مكملات السوبر أكسيد ديسيموتاز أن يكون هذا المكمل مغلفاً ضد أحماض المعدة وألا يذوب إلا في الأمعاء . ونظراً إلى أنه كلما تقدم الإنسان في السن فإن قدرة الجسم على إنتاج الإنزيمات في الوقت الذي يزيد فيه ضعف امتصاص العناصر الغذائية ، ويزيد تهدم الأنسجة وتزداد الحالات الصحية المزمنة فإن تناول مكملات الأنزيمات يساعد على تأمين الحصول على القيمة الغذائية الكاملة من الأطعمة . ونجزم أن مكملات الأنزيمات تكون حيوية لكبار السن . ومكملات الإنزيمات التالية هي التي ينصح بتناولها وهي : 1 مستحضر Infla-Zyme Forte وهذا المستحضر عبارة عن تركيبة من الأنزيمات ومضادات الأكسدة وتشمل مكوناته . الأميلاز والبروميلين والكاتالاز والكيموتريبسين ول-سيستين والليباز والبنكرياتين والبابين والروتين وسوبر أكسيد ديسميوتاز والتريبسين والزنك وإذا كان الغرض من استخدام هذا المستحضر كهاضم فإن الجرعة الموصى بها هي قرص إلى 3 أقراص يومياً بعد كل وجبة . أما إذا استخدم في أغراض أخرى كعلاج الالتهابات الحادة أو المزمنة فيؤخذ 3-6 أقراص قبل كل وجبة بساعة . إن هذا المستحضر يمكن تناوله بوساطة المرضى الموضوعين على نظام غذائي قليل الصوديوم . 2 مستحضر Wobenzym N : يتكون هذا المستحضر من البروميلين والكيموتريبسين والبنكرياتين والبابين والروتوسيد والتريبسين . 3 هناك مستحضرات جيدة مشتقة من فطر الأسبرجيلس تحتوي على الأميلاز والسليولاز واللكتاز والليباز والبروتياز والسُّكرار . طريقة حفظ مكملات الإنزيمات : يجب حفظ جميع صور الإنزيمات في مكان بارد للمحافظة على فعاليتها ويمكن حفظ الأقراص والسوائل في الثلاجة . أما الكبسولات والمساحيق فلا تحفظ بالثلاجة لكي لا تتعرض الرطوبة التي تفسد فعاليتها . ويجب حفظها في مكان بارد وجاف .