شهدت مدينة ياموسوكرو عاصمة ساحل العاج أمس تنصيبا "دوليا" للرئيس الحسن واتارا بحضور أكثر من 23 رئيس دولة في مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون. وشارك لبنان بوفد رسمي رفيع يتألف من وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي ممثلا لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومدير المغتربين هيثم جمعة ومدير المنظمات الدولية السفير محمد الحجار. وتكتسي مشاركة لبنان في هذا الحدث الإفريقي أهمية خاصة نظرا إلى أن الجالية اللبنانية هي الأكبر فيه وقوامها 80 ألف لبناني، وقد تعرضت إلى عمليات سلب وسرقة واعتداءات إبان الاشتباكات الدامية التي وقعت في نيسان الماضي وأدت إلى تنحي الرئيس لوران غباغبو وتسلم الحسن واتارا. ويحرص لبنان على توجيه رسائل إيجابية إلى الرئيس الجديد نظرا إلى المصالح اللبنانية حيث يعمل اللبنانيون في أبيدجان في قطاعات التجارة والتحويل الزراعي، وفي الصناعات البلاستيكية وأعمال البناء. ولا يشتكي اللبناني البتة من معاملة السلطات العاجية التي طالما قدمت تسهيلات شتى للجالية مدركة مدى إسهامها بإنماء البلد، حتى أن الرئيس المؤسس فيليكس هوفويت بوانييه كان يقول "توجد 62 إتنية في ساحل العاج والجالية اللبنانية هي الإتنية ال63". "الخوف من اللوبي الإسرائيلي والعودة الفرنسية المنافسة بحدة تتطلب من الجالية اللبنانية تفكيرا استراتيجيا ذا رؤية بعيدة الأمد"، هذا ما يقوله أحد رجال الأعمال اللبنانيين، مشيرا الى أنه "يترتب على الدولة اللبنانية تكثيف زيارات المسئولين فيها إلى ساحل العاج والى توقيع اتفاقيات مشتركة بين البلدين". من جهته اجتمع وزير الخارجية علي الشامي مع نظيره الإيفواري جان ماري كاكو جرفيه وأكد على "التزام اللبنانيين بالتطوير والتنمية في المجتمع الإيفواري"، فيما قال جرفيه بأن " اللبنانيين ذو نشاط اقتصادي ديناميكي وهم جزء من المجتمع العاجي". السفارة اللبنانية في حي كوكودي عاد إليها الهدوء بعد أن حاصرتها الحوادث والجثث على الطرقات المحيطة لمدة 15 يوما من الاشتباكات، وعاد السفير اللبناني علي العجمي يقيم المآدب والدعوات ويعقد الاجتماعات لوجهاء الجالية والمسئولين فيها والذين باتت أسماؤهم على كل شفة ولسان إبان الحوادث الماضية. رئيس الجالية نجيب زهر هو أحدهم، وهو يعيش في أبيدجان منذ 55 عاما، الرجل متحفظ جدا، ويبدو حريصا على مصلحة ساحل العاج يدعو إلى عدم تدخل اللبنانيين في السياسة العاجية بالانكباب على متابعة مصالحهم، يقول زهر ل"الرياض:" تقدّر خسائر اللبنانيين ب30 مليون دولار، وقد وعد الرئيس واتارا بالتعويض ونحن نشكره وهي المرة الأولى التي يخاطب فيها رئيس دولة تدمّر الناس ويحض اللبنانيين على البقاء والعودة الى البلد ويعتبر الرئيس الوحيد في غربي إفريقيا الذي يعمل عن طريق المؤسسات". وسيعود اللبنانيون الى أشغالهم وخصوصا في بياتري وكوكودي وماركوري وهي أحياؤهم المعهودة ململمين آثار السرقة والنهب التي تعرضت لها مصانعهم ويحصون حجم خسائرهم. وقد كبر حجم النجاح اللبناني حدّ إثارة منافسة بدأت تحتد مجددا عقب الحوادث الأخيرة لاسيما مع الفرنسيين الذين يسعون إلى استعادة الأمجاد والمصالح التي خسروها في عهد غباغبو والتي تسلمها اللبنانيون، هذا ما يهمس به البعض من اللبنانيين، لكن العارفين في التركيبة الإيفوارية يشيرون إلى أن التنافس ليس مع الفرنسيين الذين يهتمون بقطاعات مختلفة هي النفط والكهرباء والمياه وهي قطاعات لم ينخرط فيها اللبنانيون. إلا أن اللوبي اليهودي لا يخفي منافسة معهودة ضدّ اللبناني الناجح.