تواصلت أمس فعاليات المؤتمر الدولي لأنظمة وتقنيات وتطبيقات الاستشعار عن بعد المتطورة لمراقبة الأرض، لليوم الرابع على التوالي، وسط حضور من المهتمين بأنظمة تقنيات الفضاء سواء على مستوى الأفراد أو القطاعات الحكومية والخاصة، حيث عقدت خمس جلسات علمية منها جلسة رئيسة وأربع جلسات متخصصة موزعة على الفترتين الصباحية والمسائية. وكانت الجلسة الأولى بعنوان «اكتساب معلومات الأمكنة ذات مقياس الرسم الكبير وعمل الخرائط»، وشارك فيها عدد من الباحثين برئاسة الدكتور أتوكويلبل ومقررها الدكتور عبدالعزيز العبيداء. وتم خلالها مقارنة بين تحليل الصور الجوية الرقمية صور الأقمار الاصطناعية، وكيفية الحصول على خرائط دقيقة وكذلك نظرة عامة عن العلوم المساحية والخرائط في المملكة. كما تم إلقاء نظرة عامة عن المعلومات التضاريسية الجغرافية، والحصول على معلومات خرائطية. وفي مشاركة للأميرة الدكتور مشاعل بنت محمد آل سعود من معهد بحوث الفضاء في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تم استعراض ما أعد من خرائط بيانات (لاندسات TM) لواحة الاحساء، لتحديد الخصائص الأرضية الأساسية لواحة الاحساء وهي: الكثبان والفرشات الرملية، السبخات، الأراضي الزراعية والتخطيط العمراني باستخدام تقنية متطورة تعتمد على الخصائص المميزة للانعكاس الطيفي لكل خاصية من الخصائص الأرضية المذكورة. وبينت الأميرة مشاعل في ورقتها بعنوان «تمييز الخصائص الأرضية في واحة الاحساء بالمملكة باستخدام تقنية النسب اللونية الطيفية لبيانات القمر الصناعي لاندسات TM، أن هذه التقنية هي عملية تبادلية لخلط أو دمج لوني طيفي (النسب اللونية) ثنائي، وثلاثي بين أطياف لاندسات TM السبع، وقد تم التواصل إلى سبع نسب ثنائية طيفية ملونة، ونسب لونية ثلاثية الأطياف تظهر الخصائص الأرضية إلى حد كبير. وأشارت إلى أنه بسبب تفاوت النسب اللونية الطيفية المختلفة فيما بينها في درجة توضيح خاصية أرضية مميزة، فقد اتضح أن أفضل النسب اللونية الطيفية لإبراز كافة الخصائص الأرضية في تباين مناسب بواحة الحساء التالية: وتمكنت الباحثة من خلال هذه التقنية استخلاص الخرائط التفصيلية التي تبيّن بوضوح التوزيع المكاني للخصائص الأرضية في واحة الاحساء (الكثبان والفرشات الرملية والسبخات، والأراضي الزراعية، والعمران)، وكذلك حساب وتقدير التغير الزمكاني لها من فترة لأخرى بالمقارنة مع لقطات فضائية أخرى للاندسات TM بتواريخ مختلفة. وتمكن أهمية هذه التقنية في عطائها الأكاديمي حيث أمكن التوصل إلى قاعدة معلومات للدمج (النسب اللونية الطيفية) المناسبة في تمييز الخصائص الأرضية المختلفة في كافة المناطق الجافة في المملكة. كما عقدت جلستان متخصصتان الأولى بعنوان «تدريس وتطبيقات العلوم الخرائطية»، والثانية بعنوان «تطبيقات الغطاء النباتي والأحداث البيئية»، شارك فيها الدكتور أتو كويلبل، والدكتور نضال الحنبلي، والدكتور زائق جيكان، والدكتور راتشن تسولمون. وتم خلالها استعراض العلوم الخرائطية في المملكة، وكذلك تطور المعلومات الخرائطية في الإنترنت، وعن احتياجات دولة الكويت للاستشعار عن بعد. وألقى المتحدثون نظرة عامة العلوم الخرائطية في الجامعات واحتياجات التعليم لها. وفي الفترة المسائية، عقدت جلستان متخصصة الأولى بعنوان «تقنيات البيئة»، والثانية بعنوان «تقنيات طرق متقدمة لاستثمار الصور»، شارك فيها كل من: الدكتور هينز روذر، والدكتور أحمد الدوسري، والدكتور جوسي كولومر، والدكتور عبدالعزيز الماضي. وبحثت الجلستان استخدام الأقمار الاصطناعية في الدراسات البيئية واستخدام تقنية الاستشعار عن بعد في إنتاج خرائط للموارد الأرضية في هنغاريا، واستخدام صور الأقمار الاصطناعية في صحة البيئة. وتختتم اليوم الأربعاء فعاليات المؤتمر بعقد ست جلسات علمية منها جلستان رئيسة وأربع جلسات تخصصية في الفترتين الصباحية والمسائية، تناقش مواضيع «لواقط بصرية عالية التباين والرادار ذو الفتحة الاصطناعية المحمولة فضائياً» و«لواقط بصرية عالية التتباين والرادار ذو الفتحة الاصطناعية» بالإضافة إلى موضوع «تقنيات: تحليل الاستشعار عن بعد من أجل المخاطر الطبيعية». وتعقد بعد الظهيرة ثلاث جلسات تبحث الأولى موضوع «تقنيات: الاستشعار عن بعد لمساندة إدارة المناطق الساحلية» فيما تناقش الجلسة الثانية موضوع:«تطبيقات استكشاف المعادن والنفط والغاز». ويعقد سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث، والدكتور رعد عبدالكريم صالح الرئيس التنفيذي لمجموعة الاستشعار العالمية الزمريكية (GSG) جلسة عامة ختامية برئاسة سموه. وقد قام ضيوف المؤتمر عقب ظهر اليوم بجولة في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أطلعوا من خلالها على المعاهد والمختبرات العلمية فيها، وما تقدمه من دراسات وأبحاث علمية يقوم عليها كوادر وطنية مؤهلة.