يبدو أن بعض المصانع البتروكيماويات المحلية والعالمية المنتجة لمواد ذات صلة بصناعية السيارات مثل منتجات البولي بروبلين، والنايلون، والأكريلونيتريل والبيوتاديين والستايرين والبولي اريثين والرغاوي المرنة، والمطاط الصناعي، وكذلك الداخلة في صناعة الطلاء والقماش قد تأثرت مبيعاتها وحصصها التسويقية في اليابان وذلك بعد دخلت كبريات مصانع السيارات في اليابان وأبرزها مصانع تويوتا موتور منعطفاً مظلماً ومحرجاً في الربع الثاني من العام الجاري الذي سوف يشهد مزيدا من التراجع في أدائها المالي بعد تراجع عملياتها الإنتاجية بسبب الكوارث الطبيعية التي ضربت شمال شرق اليابان في شهر مارس والتي أصابت قطاع توريد قطع غيار السيارات بالشلل بعد تعطل خطوط الإنتاج وتأخر استئناف عمليات الإنتاج والتي نتج عنها إلغاء أوامر الشراء وبالتالي تأكد تراجع أرباحها خلال الربع الثاني من 2011. وقد تعطلت عمليات إنتاج 40 مصنعا لقطع غيار السيارات بسبب نقص الطاقة الكهربائية في أعقاب الزلزال في الوقت الذي تعد مصانع السيارات المستخدم النهائي الأكبر لمواد مثل البولي بروبلين، والنايلون، والأكريلونيتريل والبيوتاديين والستايرين والبولي اريثين والرغاوي المرنة، والمطاط الصناعي، وكذلك الطلاء والقماش. وأبدت شركة تويوتا أكبر مصانع السيارات في العالم أسفها لتراجع صافي أرباحها للربع الأول من هذا العام والتي انخفضت إلى 25,4 بليون ين ما يعادل 314 مليون دولار بالمقارنة مع أرباح الفترة ذاتها من العام الماضي التي بلغت 112,2 بليون ما يعادل 1.386 مليار دولار. وكذلك الحال لشركة هوندا موتور والتي تراجع صافي دخلها خلال الربع الأول من عام 2011 إلى 44.5 بليون ين ما يعادل 550 مليون دولار، فيما انخفضت مبيعاتها بنسبة 66.4% حيث أعلنت الشركة ان هوندا وفروعها المحلية هناك منيت بخسائر جسيمة بلغت 45,7 بليون ين ما يعادل 564 مليون دولار نتيجة الكوارث الطبيعية. وعلى الرغم من أن تويوتا لم تكشف توقعاتها للسنة المالية الجديدة، إلا أن الواقع يشير إلى انخفاض حاد يحدق في نتائج أعمالها في الربع الثاني والذي لن يكون إيجابياً إطلاقاً لوضع تويوتا المالي في أعقاب الكارثة الطبيعية التي ضربت أسواقها المحلية وعملياتها الإنتاجية. وتتوقع تويوتا أن تعمل بنصف طاقتها الإنتاجية وسط استمرار الشكوك بشأن وفرة إمدادات قطع الغيار حيث إن المشكلة تنبع من المصادر المزودة لقطع الغيار في اليابان والتي تؤثر على الجداول الزمنية لإنتاج تويوتا في المصانع التابعة لها في الخارج مما حد بالشركة لإعلان إعادة ضبط إنتاج مصانعها في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. وسوف يلقي الانخفاض الحاد الذي شهدته مصانع تويوتا في أدائها المالي خلال الربع الأول بظلاله المعتم على أرباح الشركة للعام بأكمله. ومن الأرجح أن تتضح ملامح معاودة الشركة لوضعها الطبيعي من ناحية العودة بأرباحها السنوية للسنة المالية القادمة من خلال نتائج الربع الثالث والرابع من العام الجاري والتي ستحدد بشكل كبير حجم الأرباح المنتظرة في ظل استقرار الأوضاع الطبيعية ومعاودة الشركة العمل بكامل طاقاتها الإنتاجية بعد توضيح الصورة عن مدى تأثير الكارثة على أدائها المالي في المدى المتوسط. وتسعى تويوتا نحو تنمية الدخل التشغيلي اعتماداً على الجهود المبذولة لخفض التكاليف على الرغم من الأثر السلبي للخسائر التي قدرت ب100 بليون ين ما يعادل 123 مليون دولار، في الوقت التي لا تزال بيئة الأعمال الحالية لدى الشركة صعبة. في الوقت الذي تواجه شركة هوندا أيضاً مشاكل في الحصول على إمدادات كافية من الكهرباء وكذلك المواد الخام وسلسلة مواد التوريد التابعة لها التي لا تزال في حالة اضطراب فيما تستبعد الشركة معاودة عملياتها الإنتاجية لمستوياتها الطبيعية قبل نهاية العام الجاري 2011.