في عدد مضى من هذه الجريدة الأثيرة الوضاءة ومع بداية دوري زين لهذا العام وبالتحديد قبل ثمانية أشهر كتبت مقالاً مفصلاً عن تواضع انطلاقة فريق الحزم أو بمعنى أصح عن تردي مستواه بخلاف ما كان عليه في الأعوام السبعة الماضية المتواصلة في دوري الكبار، وقد تطرقت في ثنايا المقال الآنف الذكر إلى واقع منشآت النادي المتهالكة. كان الأمل يحدوني بأن تتغير الأحوال، على الأقل تبدأ رئاسة رعاية الشباب بتحقيق وتنفيذ وعد رئيسها السابق الأمير سلطان بن فهد بتطوير منشآت النادي وبالأخص أمره بزيادة مدرج آخر يخفف العبء عن المدرج اليتيم الذي لا يليق بمكانة وسمعة ناد عريق مضى على تأسيسه أكثر من خمسين عاماً وظل في فرق المقدمة والصدارة سبعة أعوام متواصلة وحتى نهاية الموسم.. هنا أعود إلى الجانب المهم في المقال السابق إذ ناشدت أبناء الحزم داخل الرس وخارجه بالوقوف الفاعل والمثمر بجانب فريق محافظتهم ليستمر في مسيرته المشرفة كواجهة اجتماعية ورياضية وإعلامية وترفيهية لهذه المحافظة الغالية. ولكن مع الأسف الشديد ضاع الحلم وحل محله أضغاث أحلام، أعقبه انحدار مريع، لقد خفت الصوت والصدى مما جعل الفريق الأول يعيش في ليل بهيم ونفق مظلم ينادي ويناشد أبناء الحزم قائلاً: يا هل الحزم (ناديكم) يلوم يشكي الضيم منكم والملام وصدق من قال وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر بعد ما ظل فريق القدم خلالها شامخاً مع الكبار بمراكز مشرفة تسعد كل مواطن مخلص شكور، ولكن دوام الحال من المحال، تطلعنا إلى الشهب لعلها تسعف، ونعني بذلك من أكلت الغيرة والحسد قلوبهم، هؤلاء أصف موقفهم وواقعهم ولسان حالهم بهذا البيت: ما شهدنا الحزم في أفراحه بل ضربنا الدف في أتراحه والآن والحزم كما نرى في وضع لا يحسد عليه بل ويسر الشامتين تديره وتشرف عليه إدارة جديدة وجدت نفسها أمام حمل ثقيل ومنعطف مجهول.. وحتى لا نستمر في الندم والحسرة على اللبن المراق يجب أن نستظل بغمامة الأمل والتفاؤل إنها كبوة جواد يتبعها تقدير المواقف واستنهاض الهمم وبعث حدس وروح المواطنة الصادقة المثمرة ونرفع شعار - يا أبناء الحزم.. ناديكم يناديكم - وحتى تكون المساهمة محل تقدير وإكبار الجميع يجب أن نعترف بالفضل لأهله ونسمي الأشياء باسمائها وصفاتها، فالتميز والاخلاص والبذل السخي لا تخطئه العين السليمة المنصفة، وضوء الشمس لا يحجبه كما يقال في الأمثال غربال متهالك مهترئ أو من قبل قال أحد الشعراء: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر المرء طعم الماء من سقم سبع سنوات سمان مرت على الحزم وهو في صدارة الدوري الممتاز ونال نصيبه في المراتب المتقدمة وسيظل عشمنا كبيراً بأن هذا الداعم الوفي لن يقطع صلته بهذا الفريق الذي أحبه وأخلص من أجله وساهم في شموخه وشهرته بعد أن انكشفت أوراق الداعمين الصوريين ممن كانوا يتخيلون بأن ادراك المعالي وتحقيق الشهرة تأتي عن طريق التصريحات المنمقة والعنتريات الصوتية والصور الملونة ولكن هناك في الساحة الرياضية عموماً فرق بين من يبذل بسخاء وبسماحة وطيب نفس ويتحمل الأذى - النقد الجارح مثلاً - وبين من يتفرج عن بعد ويرصد العثرات بدافع الحسد والتشفي وقريباً من هذا المعنى قال أحد الشعراء الشعبيين: اللي وطأ الجمرة ومن جرها صاح يضحك عليه اللي بظل وبرادي وفي الختام لا يسعني إلا أن أناشد أبناء الرس الأوفياء وفي مقدمتهم أصحاب الملايين ومن يملكون المؤسسات التجارية الكبيرة والشركات القابضة أكثرهم في الرياضوجدةوالرس وغيرها من مدن المملكة، استحث همم وشهامة هؤلاء الرجال الالتفات لمحافظتهم والمساهمة في كل ما يحقق لها الرفعة والازدهار في كافة المجالات الرياضية والاجتماعية والانمائية والإنسانية والحضارية. مسك الختام قصيدة من أربعة أبيات من الشعر الخفيف تعبر وتصف واقع نادي الحزم ولسان حاله وخيبة أمله مع من كانوا يصفون أنفسهم بالداعمين الجدد حيث وجد النادي نفسه أخيراً يغرد وحيداً يركض وراء السراب بعد أن خذله البعض بالأوعاد المعسولة التي أوصلته إلى أشقائه الجدد في دوري الدرجة الأولى. ولننظر ماذا قال النادي عن هؤلاء وهل هو محق فيما يقول: عداك الملام عداك الملام فما أنا يا شهم باللائم ولكنني لا أحب الخنوع إلى عائم من بني عائم خبير بصير بسرد الكلام له السبق بالمنطق الناعم لايمانه باحتجاز الريال فليس بعاف ولا راحم