رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الثقافة الروسي الكسندر افدييف امس الاثنين حفل افتتاح معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي يستضيفه متحف الارميتاج في مدينة سانت بطرسبيرغ بروسيا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. وحضر حفل الافتتاح مدير متحف الارميتاج السيد ميخائيل بيتروفسكي , وسفير المملكة في روسيا الأستاذ علي حسين جعفر, ونائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف الدكتور علي بن إبراهيم الغبان, ووكيل وزارة الاعلام للشئون الثقافية الاستاذ صالح المغيليث وعدد من المسئولين والمثقفين في جمهورية روسيا الاتحادية. رئيس الهيئة العامة للسياحة: رسالتنا الأساسية من المعرض تعريف العالم بالبعد الحضاري للمملكة وقد قام الأمير سلطان بن سلمان ووزير الثقافة الروسي بجولة في المعرض، استمعا فيها إلى شرح من الدكتور علي الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار على ما يحويه المعرض من قطع أثرية تعرض للمرة الأولى خارج المملكة وتمثل الأطوار التاريخية المتتالية على أرض المملكة. وقد ألقى الأمير سلطان بن سلمان كلمة في الحفل أكد فيها أن استضافة روسيا ومتحف الارميتاج بشهرته العالمية الواسعة لمعرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" يمثل محطة هامة لتعريف الشعب الروسي وزوار المتحف العالمي بتاريخ المملكة وبعدها الحضاري. مشيرا إلى أن رسالة المعرض تتجسد في أن المملكة ليست طارئة على التاريخ والمكانة التي تتبوؤها اليوم سياسياً واقتصادياً هي امتداد لإرث حضاري عريق, وهي بلد متنوع الحضارات حيث كان ولا يزال وسوف يستمر بإذن الله تعالى منطلقا للمبادرات الإنسانية والحضارية. وأكد أن هذا المعرض سيسهم بشكل رئيسي في إبراز الوجه التاريخي والحضاري للمملكة, وتعريف العالم بالآثار السعودية وما تزخر به المملكة من إرث كبير قامت عليه ثقافتها التي أسهمت في التاريخ البشري، وما تتبوؤه اليوم - في ظل اهتمام القيادة يحفظها الله- من مكانة في التواصل الإنساني. وأضاف بأن قطع المعرض اختيرت لتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض في صنع التاريخ الإنساني، وتجسيد دوره الاقتصادي عبر العصور والتأثير في الحضارات المتعاقبة انطلاقا من الموقع الجغرافي المميز للجزيرة العربية التي كانت محورا رئيسا في مجال العلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسر للتواصل الحضاري بينها. وقال بأن استضافة روسيا لهذا الحدث المتميز تمثل تقديرا لمكانة المملكة, معربا عن اعتزازه بما سمعه من المسئولين في متحف الارميتاج من إشادة واهتمام كبير بقطع المعرض وما تمثله من قيمة تاريخية, وما تكشفه من معلومات مجهولة عن تاريخ المملكة وحضاراتها المتعاقبة وإسهامها الحضاري والإنساني على مر العصور. وأكد سموه أن الحضارة الإسلامية شكلت نقلة تاريخية هامة, مشيرا إلى أنه لا يمكن تناول تاريخ الحضارة الإسلامية دون البدء من مركز انطلاق هذه الحضارة في الجزيرة العربية. ونوه إلى دور المعرض في تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة وروسيا الذي يعكس تلاقي الحضارتين العربية والروسية, ويكشف جانبا من التواصل التاريخي والحضاري بينهما. يشار إلى أن هناك عددا من الفعاليات الثقافية للمعرض والتي تشارك فيها مع الهيئة وزارة الثقافة والإعلام.حيث سيقام خلال يوم الافتتاح والأيام الثلاثة القادمة أنشطة ثقافية تشمل محاضرات عن آثار المملكة وحضاراتها, بالإضافة إلى عروض فلكلورية من مناطق المملكة, وجناح للصور والأفلام الوثائقية عن المملكة. ويحوي المعرض في محطته الثالثة بمتحف الارميتاج (347) قطعة أثرية، من القطع المعروضة في المتحف الوطني في الرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ودارة الملك عبدالعزيز، وعدد من متاحف المملكة المختلفة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة. وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر الدولة السعودية، وقد تم إضافة (27) قطعة أثرية إلى المجموعة السابقة التي عرضت في فرنسا وأسبانيا والبالغ عددها (320) قطعة.