تتعدد الإجازات الدراسية في العام الواحد، وهو ما يبرز معاناة الإدارات المدرسية مع بعض المناهج التي لم يتم الانتهاء منها، بل ويتسبب في تكدس المقررات على الطلاب والمعلمين، وهذا يؤدي إلى إرباكهم وإرهاقهم بعد عودتهم من تلك الإجازات، إضافة إلى عدم التزام الطلبة الحضور إلى المدارس بعد انقضاء الإجازة رغم التشديد على حضورهم، كما أن هذه الإجازات تلغي ما تختزنه ذاكرة الطلاب من فهم الدروس، الأمر الذي يهدد بنسيانها وعدم تقديم الأداء عند حلول الاختبار. «الرياض» حاورت عدداً من المعلمين والمعلمات لتعرف وجهة نظرهم في ترتيب الإجازات القصيرة خلال العام الدراسي، وهل هذه الإجازات تهيئهم معلمين ومعلمات لإنهاء المنهج الدراسي من دون ضغط. تهيئة نفسية في البداية قال المعلم سالم الأحمري: يعد ترتيب الإجازات عائقاً كبيراً ولا يفيد المعلم ولا الطالب، والمفترض أن يكون هناك أسبوعان بين الفصلين، إلى جانب أن إجازة منتصف الفصل الثاني تكون مقسمة كل ثلاثة أسابيع يعطى المعلم والطالب إجازة الأربعاء، مثل يوم الطالب المعتمد في الأكاديميات والمدارس العسكرية، كتهيئة نفسية، وبحكم أنها ستصبح ثلاثة أيام متتالية. تأخر المنهج ورأى المعلم محمد التميمي أن الإجازات تأخر المنهج، كما أنها تكون مدعاة للغياب قبلها وبعدها، إضافة إلى أن الطلاب يأتون إلى المدرسة بعدها وهم يشتكون من البرود والكسل والعشوائية، مؤكداً أنه لا يكاد الأغلبية يستفيد منها، بل هي منهكة للمعلمين جسدياً ونفسياً واقتصادياً، وذلك لتعددها وقصرها، مشيراً إلى أنه لو تم دمج بعضها لبعض لكانت أجدى. نسيان الدروس وأضاف: أما الطلاب فما يدرسونه الأربعاء لا تجد منه شيئاً في يوم السبت، متسائلاً: كيف بهم وقد ابتعدوا عن مقاعد الدراسة ما يربوا عن الأسبوع؟، ذاكراً أن الإجازة أحد أهم الأسباب التي تضغط على المعلم وعلى عقلية الطالب، لافتاً إلى أن توزيع الإجازات بلا شك شيء جيد، ولكنها لا تتيح الفرصة ولا تكفي المعلم للقيام بشيء يريحه وينسيه التعب، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع السفر إلى الأهل. لا تسبب أي عائق ورأى المعلم يحيى النجعي أن الإجازات لا تسبب أي عائق في إنهاء المقررات وخصوصاً معلمي التربية الإسلامية، واتفق معه المعلم حسن الشهراني الذي أكد أن ترتيب الإجازات يُعد أمراً مهماً خصوصاً منتصف الفصل الثاني، وهي مناسبة للتهيئة النفسية، بل وتسهم في دفع عجلة التغيير والتقدم أكثر في المناهج، مشيراً إلى أن هذه الإجازات تُعد تجديداً لنفسية الطالب أيضاً، وقطعا للروتين اليومي الذي تعود عليه، مبيناً أنه بالنسبة إلى إنهاء المقرر من دون ضغط، فيتم ذلك إذا كنت متبعاً توزيع المقرر، وربما يتبقى متسع من الوقت. لا يتناسب مع الزمن وقالت صفية العمران معلمة رياضيات: المشكلة التي تواجهنا مع تعدد الإجازات هي كثافة منهج مادة الرياضيات للصف الرابع والخامس، الذي لا يتناسب مع الزمن المطروح، فهو يفوق عدد الحصص المطروحة، مضيفةً أنه عندما تكون هناك إجازات عارضة فهي تؤثر بلا شك على المقرر، ذاكرةً أنهن يواجهن مشكلة بالمادة من دون وجود الإجازات، فما بالك والإجازات العارضة تأتي بعد كل أسبوعين تقريباً، وهذا ما يجعلهن يأخذن حصصاً إضافية من بعض المعلمات لمواد أخرى، خاصة وأن بعض الدروس تحتاج إلى المواصلة من دون انقطاع، وفي حال انقطعت سلسلة الدروس تضطر المعلمة لمراجعة ما سبق، ما يأخذ وقتاً أطول وجهد أكثر. تبسيط الفكرة وأضافت: كمعلمات نحاول أن نعطي الطالبات الفكرة ونبسطها لهن، بل ونشرح لهن بشكل مباشر، مؤكدة أن الحصص لا توفي الدروس الرئيسة فما بالكم بالحصص الترفيهية، لذلك يكون هناك اتفاق بين المشرفة والمعلمة لتخطي بعض الفقرات وكسب الوقت لإنهاء المنهج، مقترحة أن تضاعف المدة الزمنية المخصصة لمادة الرياضيات، لترتفع من (5) حصص بالأسبوع إلى (10)، أو يخفف من كثافة المنهج بدلاً من (15) فصل يرحل فصلين للعام الذي يليه، ذاكرة أن المناهج المطورة ممتعة ولكن الكثافة وكثرة الإجازات ترهق المعلمين والطلاب. الطالبات متكاسلات وأوضحت المعلمة «أم البراء» أن الإجازات أصبحت متكررة بشكل لا يتيح لنا أداء رسالتنا التعليمية على أكمل وجه، فحتى الأمطار والغبار التي هي جزء من طبيعة بلادنا أصبحت تؤثر في أدائنا التعليمي، مضيفة أن الطالبات أصبحن متكاسلات، لذلك نجد الغياب قبل الموعد بيومين وبعد العودة بأسبوع، ما يصعب علينا التزام المناهج وفق الخطة المدرجة بالجدول الزمني، ناصحة بأنه مهما كان لابد من التزام النظام والعملية التعليمية، حتى نجني الآمال المنشودة والمرجوة على أكمل وجه، ومن دون إخلال بمستوى المعلمة أو الطالبة أو هدر لأوقاتهما.