عادت المشغولات اليدوية التقليدية من أقبية الاهمال إلى منصات التتويج؛ لتصبح الهدية المناسبة التي يبحث عنها الزائر، ويعود الفضل في ذلك إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار التى أعطت اهتماماً كبيراً بتنمية الحرف اليدوية؛ لتصبح الأكثر حضوراً في المهرجانات السياحية، وتدر ريعاً على العاملين فيها، كما كان لهذه الحرف قبولاً عند المواطن والزائر لتميزها وندرتها، كما تطورت هذه المشغولات اليدوية لتكون هدايا تذكارية تقدم في المناسبات السعيدة. وقال عبدالله حمد القديم: إنني مهتم بعرض المشغولات التقليدية في المعارض التى يبحث عنها الزائر؛ لتكون ضمن ديكور منزله وهديته في المناسبات السعيدة وضمن استخداماته اليومية، كما نجد حالياً للمشغولات اليدوية التقليدية مكانة بارزة في مجتمعنا بعد أن اهملت لفترة طويلة. المواطن يزيد فهد النصار امتهن إنجاز دروع من الخشب تحتوي على (آيات) وحكم على شكل أبواب تراثية، حيث بين أن تسويق مثل هذه الدروع في تطور مستمر ويلقى إقبالاً متزايداً وتباع بأسعار تبدأ من ثلاث مئة ريال، مؤكداً على أن عمله تطور حسب رغبة الزبون، وتم وضع هذه الدروع في علب زجاجية لتكون هدية مميزة تقدم في المناسبات العامة. وقال الحرفي محمد سالم عبدالله من الباحة: إن السيوف والجنابي تصنع حالياً لتكون شكلاً جمالياً يشارك بها الناس في العرضات الشعبية، مبيناً أن له محلا في سوق الحرف الشعبية في الباحة والذي أصبح يلقى إقبالاً متزايداً من المهتمين بدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار. وكشف على محمد السعودي من القصيم: ان أدوات الألعاب الشعبية كادت أن تكون خبراً من الماضي لكن المهرجانات السياحية أعادتها للحياة، وأصبح لها محبوها، مما جعل صناعة أدواتها يعود رواجها وبدأ الأطفال يهتمون بها لجمالها، ومن هذه الألعاب «الدوامة»، و»الوشاشة»، و»النبيلة»، والكعابة»، والدنانة»، و»أم تسع»، كما تم تصنيع بعض الألعاب من مواد خام بسيطة للتحول إلى لعبة مميزة. ووجد ناصر الجديعي في أحجار الرياض الرسوبية بأنواعها فرصة لتنفيذ أعمال جميلة تدل على أدوات تراثية قديمة، مشيراً إلى أن هذه الأعمال بناء على خبرات ذاتية وخبرات اكتسبها من الخارج؛ لتكون هذه الاعمال محط اهتمام للباحثين عن التميز. «الحساني» متمكن من النقش والنحت على الرمل ويزاول زكريا الصالح الحساني من الشرقية النقش والنحت على الرمل بعد تكوينه على شكل مجسمات، حيث يختار أنواعا من الأتربة من مختلف المواقع، كما يبحث عن التربة المميزة ليصنع منها دروعاً تحكي أجمل الذكريات بطرق مبتكرة، وقال: «الذي يعمل في هذا المجال يجب أن يكون صاحب مهارات في الرسم والنحت والخط». وقالت الحرفية هند الرميد: إنني تعلمت المهنة من الوالدة، وأصبحت بعض منتجاتي تصل الى خارج المملكة، وأجد إقبالاً على أعمالي التراثية خاصة (السدو)، أما فاطمة هادي حسن من أبها فقالت: «بدأت هذه المهنة في مجال المشغولات قبل ستة أشهر وتعلمت من سيدة أخرى في هذا المجال»، بينما ترى خيرية العتيبي أهمية تقديم نماذج متنوعة من الأعمال التراثية حسب متطلبات المجتمع ورغباته، إلى جانب ابتكار أنواع جديدة من الأشكال التراثية، مشيرة إلى أنها بدأت الآن التعامل بالبريد الالكتروني لتلقي الطلبات من الزبائن من مختلف أنحاء المملكة. وتأتي حصة أحمد العراجي بالقديم وتطوره للاستخدام في الوقت الحاضر؛ ليكون جزءاً من الاستخدام اليومي. وأكدت أم عبدالعزيز على أن المرأة السعودية قادرة على الإنتاج والابتكار؛ لأنها تعرف ما يحتاجه مجتمعها ولذلك يجب دعم هذه الحرف؛ لتجد المرأة نفسها قادرة على رفع مستوى انتاجها من المشغولات اليدوية. ووجدت بخيتة العمراني من تبوك قبولاً كبيراً لمنتوجاتها، وقالت انه شرف لي أن وضعت أعمالي من المنسوجات في جناح تبوك في معرض السياحة والسفر بالرياض، وكانت اعمالي موضع اهتمام زوار وزائرات الجناح.