قال مسؤول بشركة أرامكو السعودية أمس الاثنين إن المملكة العربية السعودية ستطرح أسهما للاكتتاب العام في مصفاة مشتركة لتكرير النفط من المقرر اقامتها في ينبع بهدف التصدير. وتبحث الشركة المملوكة للدولة بناء مصفاة طاقتها 400 ألف برميل يوميا في مشروع تبلغ استثماراته مليارات الدولارات مع عدد من الشركاء العالميين المحتملين. وقال عصام البيات نائب رئيس أرامكو لتطوير المشروعات الجديدة إن الشركة تتوقع فتح باب الاكتتاب العام في أسهم المشروع بما يتيح للمستثمرين المحليين الفرصة في امتلاك أسهم في المشروع. ولم يذكر البيات اطارا زمنيا للاكتتاب الذي قال إنه سيشمل جانبا من حصة الشريك وجزءا من حصة أرامكو. وكان مسؤول في أرامكو قال الشهر الماضي إن الشركة تجري مباحثات مع شركاء محتملين من مختلف أنحاء العالم وتأمل استكمال صفقة بناء المصفاة في ينبع في غضون عام تقريبا. وقال البيات للصحفيين في مؤتمر عن المشروعات الكبرى في قطاعات النفط والكهرباء والمياه والبتروكيماويات في المملكة إن المباحثات مستمرة مع العديد من المستثمرين الدوليين وان الشركة لم تضع القائمة النهائية للشركات التي يحتمل مشاركتها في المشروع والتي قال انها امريكية واسيوية واوروبية. ومصفاة ينبع واحدة من ثلاثة مشروعات كبرى لشركة أرامكو لتطوير شبكة التكرير السعودية وتوسيعها ودفع الشركة الى قطاع البتروكيماويات المربح. ويمكن للشبكة الان تكرير نحو 2,1 مليون برميل يوميا من النفط الخام. وستستثمر أرامكو وشركة سوميتومو كيميكال اليابانية ما بين ستة وسبعة مليارات دولار لتطوير مصفاة رابغ المطلة على البحر الاحمر وبناء مصنع للبتروكيماويات بحلول عام 2008. وقال البيات إن مشروعا ضخما ثالثا يماثل مشروع رابغ يشمل دمج مجمع للبتروكيماويات في مصفاة رأس تنوره التابعة لارامكو لخلق مجمع متكامل على المستوى العالمي للتكرير والبتروكيماويات. وأضاف أن مجمعا لتكسير الايثان والنفتا واستخلاص العطريات سيضاف في مجمع رأس تنوره الذي يشمل الان مصفاة للتكسير الهيدروجيني بطاقة 325 ألف برميل في اليوم ووحدة للمكثفات بطاقة 200 ألف برميل يوميا. ولم يذكر البيات تقديرا لكلفة مشروع رأس تنوره لكنه قال إن أرامكو تعتزم انفاق عشرات المليارات من الدولارات على مشروعات التكرير وتطوير الحقول النفطية. وتهدف أرامكو لزيادة طاقة انتاج النفط من نحو 10,5 مليون برميل يوميا الى 12,5 مليون برميل في اليوم في السنوات القليلة المقبلة لتلبية الطلب العالمي القوي على النفط الخام. وقال البيات إنه خلال السنوات الخمس المقبلة ستدخل أرامكو عصرا جديدا من التوسع لم يسبق له مثيل بانفاق يتجاوز 20 مليار دولار على المواد والمعدات. وأضاف ان الانفاق على خدمات النفط والغاز في تلك الفترة سيتجاوز 23 مليار دولار. إلى ذلك اختتمت أمس في الدمام فعاليات المنتدى الأول للمشاريع السعودية العملاقة وسط مشاركات محلية ودولية متميزة قدم خلال أيامه الثلاثة فرصاً استثمارية بعشرات المليارات من الريالات يتوقع أن تجتذبها السعودية خلال الخمس سنوات القادمة. وتوقع فضل شودري وهو أحد المسؤولين في ارامكو السعودية أن تجتذب المنطقة الصناعية في رأس الزور 25 بليون دولار كاستمثارات، وبين أن المشروع يستهدف تحقيق هدفين رئيسيين في نفس الوقت هما خلق فرص عمل جانبية وتحقيق التنمية الاقتصادية وفتح فرص عمل جديدة. وتحدث عن مساهمتها في التأثير الايجابي في الاقتصاد والمساهمة في زيادة الناتج المحلي الاجمالي، وايجاد المزيد من الفرص الوظيفية، وفتح المجال أمام تطوير وزيادة حجم الصناعات التحويلية. وذكر شودري أن مجمع البتروكيماويات يفتح المجال لوظائف من 30 إلى 50 وظيفة لكل استثمار بنحو 100 مليون دولار فيما ستوفر الصناعات التحويلية البلاستيكية بين 300 إلى 600 فرصة لكل استثمار يصل إلى 100 مليون دولار مع امكانية توفير الفرص الوظيفية الرئيسية. وقال شودري أن الظروف المتغيرة في أسواق الطاقة تعطي المملكة قيمة جذابة للصناعات خاصة في مجال الطاقة مبيناً أن المملكة غنية بالثروات المعدنية إلى جانب الزيت والغاز. من جانبه قال العضو المنتدب للشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات أحمد العوهلي في ورقة عمل قدمتها الصناعات غير النفطية أن الزيت الخام يمثل نحو 80٪ من الصادرات وتوقع أن تتحول الاستثمارات من القطاع النفطي إلى اقتصاديات القطاع غير النفطي موضحاً أن قطاع البتروكيماويات سيشارك بشكل رئيسي في الاقتصاد السعودي بنسبة تصل إلى 9٪ ويمثل الانتاج البتروكيميائي في المملكة نحو 10٪ من الانتاج العالمي. وقال العوهلي أن مشاريع البتروكيماويات تستوعب نحو 20000 موظف 75٪ منهم سعوديين وهناك العديد من المواطنين الذين يعملون في القطاعات ذات الصلة من خدمات وانشاءات وأوضح أن مشاركة قطاع البتروكيماويات والمنتجات غير النفطية في الدخل العام للمملكة ينمو بنسبة 15٪. وتناول العوهلي الفرص والعوامل المشجعة لاستقطاب القطاع الخاص والتي حددها بالتكلفة التنافسية المغذية للأسهم ووجود بنية تحتية عالية للمشروعات الصناعية التي تحقق منتجات ومواصفات عالمية مع توفر تسهيلات الشحن والمناخ الاستثماري الجانب الذي وفرته الدولة والموقع الجغرافي للمملكة وقربها من الأسواق العالمية والعلاقات المتميزة مع الشركاء الأجانب الذين يوفرون الأسواق والاستثمارات وعدم التقييد على انتقال الرساميل والأرباح من وإلى المملكة. من جانبه قال رئيس مجموعة الشبيلي للاستثمارات العقارية خالد بن سعود الشبيلي أن المجموعة بدأت بإطلاق المرحلة الثانية من مشروعات التطوير والتنمية بالشرقية باستثمار يصل إلى 6 مليارات ريال من خلال إقامة 12 مشروعاً استراتيجياً لتضع أسس النمو الاستراتيجي للمنطقة بتنفيذ مشروعي (الشبيلي قرائل مول - الشبيلي رزورت) مما سيكون له الأثر في توجيه نمو المنطقة. وتوقع الشبيلي في ورقة عمل قدمها خلال مؤتمر المشاريع العملاقة الذي تستضيفه الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية أن يرتفع الطلب على الوحدات السكنية خلال العشرين سنة المقبلة بمقدار 3,9 ملايين وحدة وهو ما يمثل زيادة مقدارها 195,000 وحد سكنية بالسنة.