في كل حديث للمشرف العام على كرة القدم في نادي الهلال سامي الجابر تجد نفسك مجبراً على احترام ما يقول، بل إن هذا الاحترام يصل إلى الإعجاب باللغة التي يتناولها الجابر، وبالطروحات التي ينثرها سامي في كل تصريح، نجح الجابر في تقديم نفسه إدارياً له القدح المعلى في الاحترافية، فما يقدمه الجابر في عمله هو دليل على ذلك النجاح الذي وصل إليه وهو نجح في كونه لم يعط منتقديه مجالاً للانتقاص من العمل الجبار الذي يقدمه هو وفريقه المعاون الذي أثمر بطولتين قابلتين للزيادة في هذا الموسم. تحدث الجابر في الأسبوع الماضي عن عزمه على الرحيل بعد ثلاث سنوات قدم فيها عملاً دؤوباً وخلاقاً وغير مسبوق، ورسم صورة لما يجب عليه أن يكون عمل المشرف على كرة القدم، وأعطى خارطة طريق تؤدي لا محالة للنجاح والتفوق. وعلى رغم أن بعض الإعلاميين لم يلتقطوا الرسالة التي بعث بها الجابر والمتضمنة رحيله بداعي التعب والابتعاد عن أسرته الصغيرة بعد أن تفرغ لأسرته الكبيرة وأعني الأسرة الهلالية، إلا أن رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد فطن للنوايا الجابرية وأعلن أن "الميانة" بينه وبين الجابر ستضع حداً لمخططات الجابر الابتعادية، نعم عندما نطالب بعدم رحيل الجابر إلا اذا كان لمكان أعلى لخدمة الرياضة السعودية فإننا ندعم بقاء المتميزين ونساند الناجحين ونتمنى استمرار الفكر الرياضي والاحترافية المهنية. نعم يمكننا القول إن الجابر أسس لمرحلة جديدة للاحترافية الإدارية بدأت بتسنمه دفة القيادة في الهلال، لم يعباً بالمحاربين له منذ أن كان لاعباً، ولم يلتفت للمصالح الخاصة، وعمل بعقل كبير قدمه على عاطفته في كثير من المواقف التي كادت أن تعصف بعمله. كان الجميع يعتقد أن عمل مدير الكرة يقتصر على مسألة تحضير اللاعبين ومراقبة غيابهم، لكن الجابر أحدث مفهوماً جديداً بإنقلابه على المفاهيم السائدة آنذاك واستحدث عناوين جديدة لمرحلة التفوق استمدها من نجاحه من يوم أن كان لاعباً ناجحاً بكل المقاييس متكئاً على خبرة عريضة، ثم ناقداً تلفزيونياً يشار إليه بالبنان جلس إلى جانب كبار المدربين الناجحين عالميا. الساعون إلى نجاح الكرة السعودية يتمنون أن يستمر الجابر في مكانه مشرفاً للكرة سواء أكان في الهلال أو في أي مكان آخر يخدم من خلاله الكرة السعودية. ولا يزال البحث مستمرا وإذا كنا نشيد بمسيرة نجاح لسامي الجابر فإننا بالقدر ذاته نضع الكثير من علامات الاستفهام حول تأخر الاتحاد السعودي بالإعلان عن هوية مدرب المنتخب السعودي المقبل، إذ لم يتبق سوى جولتان من عمر الدوري السعودي وهما أصلان لا تضعان أي مدرب على المحك لمعرفة قدرات اللاعبين الذين سيستدعيهم للمنتخب، هذا إذا سلمنا جدلاً أن هوية المدرب ستعلن قريباً، الخطأ يتكرر سيأتي مدرب - إلا إذا كان المدرب الجديد سيكون من بين مدربي الأندية الحاليي ن- ونقدم له تشكيلة من اللاعبين لم يكن له حرية اختيار أي منهم، ثم نبدأ بإلقاء اللائمة عليه عند أي فشل، وننصب له المشانق وحينها لا ينفع التذكير أو الندم.