بقدر ما أصيب كثير من المهتمين بشأن الكرة السعودية عموما والهلاليين منهم خصوصا بخيبة أمل بعد الإعلان عن رحيل مدرب الهلال البلجيكي إيريك جيريتس لتدريب منتخب المغرب قبل نهاية عقده الذي يمتد حتى نهاية موسم 2011 إلا أن أحدا لم يتجرأ على المدرب الكبير ليتهمه في شخصه أو يتنكر لعمله أو حتى بالتقليل من أهمية رحيله كما كان يحدث مع غيره من المدربين. فقد اعتاد الوسط الرياضي السعودي في حالات مماثلة كحالة جيريتس في خروج أصوات من الجماهير وكذلك الإعلام في النيل من المدرب الراحل، فثمة من يخرج ليردد الأسطوانة المعهودة بأن رحيله خسارة له وليس للفريق، في حين يخرج آخرون غامزين في قناة أخلاقياته من جهة عدم وفائه لعقوده واحترامه لكلمته، وأقل الناقمين هم من يكتفون بالتنكر لما قدمه مع الفريق من عمل إما بتجيير نجاحه للإدارة أو للاعبين او لمساعديه. بالنسبة لجيريتس وعلى الرغم من الضجة الكبرى التي أحدثها خبر رحيله بتلك الطريقة إلا أن أحدا لم يتعرض له بشيء من ذلك، والسبب يعود لأخلاقياته التي فرضها على الجميع، ولمهنيته التي شهد بها القاصي والداني، ثم لاحترافيته في التعاطي مع الحدث حيث ظل يتجنب الدخول في أي ردات فعل سواء لما يصدر من مواقف في المغرب أو السعودية، إذ ترك الأمر لإدارة الهلال وللاتحاد المغربي في معالجة الأمر. ومما يحسب لجيريتس على الرغم من رحيله في وسط الموسم أنه سيخلف وراءه بصمة كبرى ليس على مستوى الأمور الفنية وإنما في كافة شؤون عمله في الهلال، إذ ثبت أن هذا المدرب وإن لم يكن أشهر مدرب مر على تاريخ الكرة السعودية إلا أنه يكاد يكون المدرب الأكثر احترافية من بينهم جميعا وبلا منازع، وهو ما تثبته سيرته في العامين اللذين قضاهما في الهلال. تجربة جيريتس الناجحة بامتياز في الهلال تحتاج إلى قراءة فاحصة لاستلهامها، وخير من يمكن له تقديم هذه القراءة هو سامي الجابر الذي كان الأقرب له على الإطلاق لأن في تلك القراءة منفعة كبرى على الأقل للمدربين الوطنيين لاسيما من ينشد النجاح منهم.