• لا أعلم لماذا يستهويني الدور الذي يقوم به مدير الكرة بنادي الهلال سامي الجابر برغم أني لم أكن في يوم من الأيام من مناصريه كلاعب، ولا أعرف سر ذلك الاستهواء فربما إيماني الكامل بأن الشخص الناجح يصنع الفرق أينما كان أو لقناعتي الشخصية بأن فلسفة العمل الاحترافي تقدر من يملك خفاياها وتحضر طائعة احتراما لوعي وثقافة من يوجهها وإجلالا لقدرته على تسيير الأمور دون انحناء لها. • نعم سامي الجابر منح لمنصب مدير الكرة بعدا إضافيا وحفظ ماء وجهه بعد أن ظل لسنوات طويلة يأن ألما وحسرة تحت وطأة أقدام من ابتليت بهم أنديتنا وأصبح موقعا لا صلاحية تمكنه ولا شخصية تطوره. • كارزمة جذابة خلقها الجابر وأستقطبتني نحو موقعه على خارطة الفريق الأزرق كواحد من نجوم الفريق وعلامة مضئية حملها معه المدرب العالمي جيرتس بعد أن انارة طريقه مرددا (سأعود إذا كان سامي الجابر رئيسا) إنها لشهادة على مهنية هذا الرجل الاحترافي. • هناك من اختلف على نجومية الجابر عندما كان يرقص على هز الشباك، لكن الجميع اتفق على نجوميته في إدارة الكرة لذلك لا نمانع بأن نتمنى أن تزخر أنديتنا بأمثال سامي الجابر بدلا من أولئك الذين ملأوا الممرات ضجيجا وزرعوا التوترات والانقسامات بيننا لا لشيء وإنما ليكونوا موجودين متشبثين بأطراف دائرة الضوء على حساب مصلحة النادي، فمتى نجد سامي الجابر في الاتحاد وآخر في الأهلي مثله في النصر حتى نطمئن على احترافية العمل من الداخل؟ فكثيرون الذين يمارسون إدارة الكرة وقليلون منهم من يدرك حقيقتها. • برغم أن طبيعية العمل الإداري الموحد إلا أنني عندما أقارن بين ما يقوم به الجابر وبين ما يقوموا به الآخرين فأنني أجزم بأنهم يعبثون يا سامي. • وقفة • الأهلي لا يحتاج عاشق لاتخاذ القرار؛ لأن العاشق عادة يحن على معشوقه في صنع قراراته الصعبة، لذلك الأهلي محتاج لمن يزرع الطموح في شريانه. • فالنتائج التي ذاب الأهلي في تحقيقها في الآوانة الأخيرة فاقدة الطموح (حتى لو فاز على الهلال اليوم) إلا أنه لا يغير في الأمر شيء فالمسألة تقف عند تحديد أهدافك بالدوري، قل ما هي طموحك أقول لك أين تصل. • فالأهلي تغيرت طموحاته مع تقادم الوقت وتعاقب الأجيال فأصبح أقصى طموحاته هو التأهل لدوري آسيا، فمن الطبيعي أن يتراوح مكانه في منتصف الدوري وعندما يبحث عن الثبات والبعد عن الانزلاق فأنه مؤهل لمصارعة الهبوط. • نتائج الفريق ستشكل مع الأيام هوية جديدة لهذا النادي العملاق بعيدا عن هوية البطل، وستتوارث الأجيال المقبلة طموح الوسطية في المنافسات بعدما كان لا يرضي غرورها بطولة كل موسم. • والسبب غياب التحفيز المعنوي والمهاري لدى اللاعبين في الأهلي وشيخوخة طموحات القائمين عليه.