افادت منظمة حقوقية امس ان قوات الامن السورية داهمت قرى بالقرب من مدينة بانياس الساحلية (غرب) واعتقلت العشرات فيما واصلت حملة الاعتقالات في بانياس نفسها ولا سيما في صفوف المثقفين والكوادر العليا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان "ان الجيش والاجهزة الامنية داهموا صباح اليوم - امس - قريتي البيضا والقرير المجاورتين لبانياس حيث اعتقلوا عشرات الاشخاص". واضاف المرصد ان "حملة الاعتقالات استمرت في بانياس "واستهدفت بشكل خاص المثقفين والكوادر العليا"، لافتا الى "اعتقال المحامي جلال كندو". وتبحث السلطات الامنية في بانياس عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد. واعتقلت قوات الامن السورية الاحد قادة حركة الاحتجاج في بانياس وبينهم الشيخ انس عيروط الذي يعد زعيم الحركة، وبسام صهيوني الذي اعتقل مع والده واشقائه. وكان رئيس المرصد رامي عبد الرحمن افاد الاربعاء وكالة فرانس برس بان "مدرعة تمركزت في الساحة الرئيسية التي تجري عادة فيها المظاهرات في بانياس" التي دخلها الجيش السبت بالدبابات لقمع حركة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. من جهته افاد عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان المعضمية (ريف دمشق)، "المدينة التي تحاصرها الدبابات، شهدت حملة اعتقالات واسعة طالت عائلات باكملها". ونقل قربي عن شهود عيان "ان المئات تم اعتقالهم" مشيرا الى ان بحوزته "لائحة باسم نحو 300 معتقل طالت معارضين وموالين". واشار رئيس المنظمة الى ان "السلطات اضطرت لاستخدام المدارس الموجودة في المدينة لايواء المعتقلين كما احكمت السيطرة على الجوامع التي حولتها الى مراكز لتجمع عناصر الجيش". واضاف قربي "ان حظر التجول فرض في المدينة التي تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي والاتصالات احيانا". كما اشار الى "ان قطنا (ريف دمشق) محاصرة بناقلات الجنود التي امتدت على الطريق العام تمهيدا لشن حملات اعتقالات" لافتا الى اعتقال "نجل القيادي جورج صبرا" الذي افرج عنه . وفي ريف درعا، جنوب البلاد، اشار قربي الى "انتشار الدبابات على الطريق المؤدية الى الشيخ مسكين (25 كلم شمال درعا). واوضح القربي ان احداث بلدة الحارة غرب منطقة درعا التي ادت الى مقتل 13 شخصا بينهم طفل في سن الثامنة قتلوا برصاص قناصة "كانوا متمركزين على عدة مناطق منها خزان المياه الغربي والجنوبي وعلى جامع خولة بنت الازور". كما كشف عن المنازل "التي تعرضت للقصف " واورد اسماء سكانها. واضاف القربي ان قوات الامن ما تزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وانخل. على الصعيد ذاته تريد الولاياتالمتحدة ان تزيد من حدة لهجتها ازاء سورية لكنها ليست مستعدة حتى الان للمطالبة بتغيير النظام ادراكا منها لخطورة مثل هذا التصريح. وصرح السناتور الجمهوري ماركو روبيو ان الاسد "يجب ان يستقيل منذ الان. واذا رفض فآمل شخصيا ان يقوم السكان والجيش بقلب نظامه". الا ان موقف ادارة اوباما بعيد عن هؤلاء النواب. وروى مسؤول رفيع المستوى لوكالة فرانس برس انه يتم التحضير "لفرض عقوبات اضافية"، وذلك بعد ثماني اسابيع على بدء التظاهرات. واوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته "اننا نتوخى الحذر ونتجب كل التعقيدات الممكنة. الوضع يتدهور ميدانيا ومن المهم ان نبدأ في التعبير عن آرائنا بوضوح". وفي ما يتعلق بالمطالبة برحيل الرئيس السوري، قال الدبلوماسي "لم نصل الى هذه المرحلة بعد. انه قرار خطير والامر لا يقوم فقط على التفوه بالكلمات بل تحمل عواقبها". كما تريد واشنطن ان يندرج موقفها ضمن "الاسرة الدولية"، "لاننا لا نريد ان نكون الوحيدين الذين يدلون بتصريحات مماثلة"، بحسب الدبلوماسي. واعتبرت المحللة منى يعقوبيان على موقع مجلس العلاقات الخارجية ان الادارة "تتفهم تعقيدات" الوضع في سورية. واعتبرت آن ماري سلوتر التي شغلت حتى مطلع العام منصب مستشارة مقربة من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "لسنا في وضع يخولنا اللجوء الى القوة". وصرحت امام مجلس العلاقات الخارجية ان "الوضع في سورية مؤسف لانه يبدو ان الحكومة ستظل تفلت من العقاب لممارستها الوحشية نفسها كما قبل عشرين عاما". الى ذلك اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس انها لا تستبعد توسيع نطاق العقوبات على سورية لتشمل الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت اشتون في مقابلة مع الاذاعة النمسوية الرسمية ان "الرئيس الاسد ليس على اللائحة، لكن ذلك لا يعني ان وزراء الخارجية لن يعودوا لبحث هذا الموضوع".