انطلقت يوم افتتاح منتدى الغد في الأسبوع المنصرم مؤسسة الغد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزير أمير منطقة الرياض، ورئاسة صاحبة السمو الأميرة نوف بنت فيصل. مؤسسة هدفها مستقبل الوطن وهاجسها شبابه. وأرجو أن تكون منبراً لهم ومنارة لإسماع صوتهم وإيصال رسالتهم. كانت تجلس بجانبي إحدى الشابات المشاركات في المنتدى، وفي الإستراحة التفتت إلي وقالت أنا أقرأ لك دائماً، وسألتني لماذا اسم زاويتك عقارية بينما أغلب مواضيعك اجتماعية؟! أجبتهالأن خلفيتي العلمية ومعظم حياتي المهنية كانت إنسانية اجتماعية، لذا أجد غالباً كما ذكرت بأن زاويتي تكبلني فهي اقتصادية عقارية! إنني أتمنى لو أنني لا أكتب إلا عن الناس، عن المجتمع ونبض حياته اليومي، وأحاول أن أترك التحليل الإقتصادي العقاري البحت لزملائي الكتاب الاقتصاديين وأركز على أن أعالج المواضيع العقارية من الزاوية الإنسانية والاحتياجات الاجتماعية. قالت أتمنى لو تكتبي أكثر عنا نحن الشباب، عن واقعنا، عن طموحاتنا عن آملنا وأحلامنا. إن الشباب يشكلون أكثر من 60% من السكان في المملكة، أي إنهم الغالبية من إجمالي عدد المواطنين. نظرت في وجهها الشاب النضر وبريق التفاؤل يشع من عينيها، فشعرت بغصة في حلقي ولفني شعور بغيض بالإحباط. ماذا جهزنا لهم؟ ماذا أعددنا لجيلهم؟ تعليم لايرقى لطموحاتهم، رعاية طبية تقصر في حقهم، فرص عمل تشح عن احتوائهم، وحياة عامة اجتماعية تخنقهم! سعدت أنها وجيلها يرون الدنيا بحماس الشباب وبنظرة وردية للحياة، لم يعتم عدساتهم غبارالماضي أو ضباب المستقبل! رأيت شباب الغد طاقات مبدعة، فشلنا بأن نضمن لهم مقاعدهم في قاعات الجامعات، ومن حالفه الحظ بأن يحظى بفرصة التعليم الجامعي ونال شهادته بخطىً فتية سريعة يصطدم بطوابير الانتظار الطويلة ليطبق ماتعلمه ويفعل طاقاته بإيجابية في دفع عجلة التنمية الوطنية. ومن لم يحالفه الحظ في إتمام رحلته التعليمية لايجد بعد الاتظار الطويل فرصة العمل اللائق الشريف، فبيئة العمل المتاحة بساعات طويلة ومرتبات متدنية بالكاد تغطي أساسيات الاحتياجات اليومية! ولا أمل لكليهما في التخطيط للمستقبل وتكوين أسرة والاعتماد على الذات بالاستقلال المادي والمعنوي. أردت أن أنهض من مكاني وأن أبتعد عن هذه الشابة المفعمة بالحيوية والتفاؤل خوفاً أن تنضح مني مخاوفي وإحباطاتي فتقتل طموحاتها وتئد آمالها بغد مشرق!