في أول مشاركة رسمية للمجلس الوطني الانتقالي في فعالية بالجامعة العربية، حذر مسئول مكتب التنسيق والطوارئ في الحكومة الانتقالية في بني غازي أحمد بن موسى خلال افتتاح الاجتماع الثاني للمؤسسات المعنية بالمساعدات الإنسانية إلى ليبيا من وقوع مجاعة في مناطق غرب ليبيا خاصة في منطقة جبل نفوسة. وقال إنه في جبل "نفوسة" دق ناقوس المجاعة عاليا ووصل الوضع إلى حد الكارثة الإنسانية، بعدما تم قطع طريق المساعدات الإنسانية وظهر نقص في الأدوية والمعدات الطبية، لذا وجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك فورا لايجاد ممر آمن للمساعدات لهذه المناطق، وأردف قائلا إما أن تنقذونا أو تفقدونا. وأضاف ابن موسى في كلمة في الاجتماع باسم ليبيا أحييكم من وطن أبى إلا ان ينتزع حريته فإما أن يثور أو يثور ، بلاد ظن حاكمها أنه أدهى من محتلها ، وأن الشعب لن ينجب عمر المختار آخر. وأضاف أن الجرحى يقدرون بعشرات الآلاف ، والمعتقلون كثرتهم اضطرت لاستخدام المدارس كمعتقلات ، وقال " لقد طالب الشعب الليبي بالدستور والعدالة الاجتماعية ، فوجهت له البنادق ، فارتفع سقف المطالب ، إلى الحرية ثم إسقاط النظام". وقال إنه في الزنتان يستمر القصف ليلا ونهار ، والمستشفى تلقى ثلاث قذائف صاروخية ، ولقد زرنا المدينة المنكوبة ، ومعظم سكان المدينة اضطروا لأن يقبعوا تحت القصف ، لعدم وجود وقود. وقال إنه على الحدود التونسية هناك 60 ألف ليبي بعضهم يقيمون لدى العائلات التونسية ، أو المخيمات بعضها جيدا وبعضها رديئ ، مشيرا إلى أن القصف لاحق اللاجئين حتى داخل تونس. وقال إنه في مصراتة يكتب التاريخ صفحتين إحداهما ملحمية والآخرى بشعة، فالقصف الصاروخي يقبع في ذيل قائمة الجرائم والانتهاكات، وهي القائمة التي تحوي إلقاء القنابل العنقودية ، وتلغيم الجثث ، واستخدام مروحيات تحمل شعار الهلال والصليب الأحمر ، وعلميات الاعتداء الجنسي. وأوضح أن القصف المستمر على الأحياء السكنية في مصراتة يصعب عملية التوزيع طبيا، والمستشفى الوحيد الذي يعمل تلقى نصيبه من القصف، وطالب المجتمع الدولي بتسيير رحلات بحرية، لنقل الجرحى وآلاف السكان من الأحياء الجنوبية. وقال إنه في منطقة الشرقية ، المخزون سينفذ خلال ثلاثة أسابيع ، وهناك 200 ألف نازح ، 106 آلاف فقط تم تسجيلهم ، كما تم إنشاء عدة مراكز للأطراف الصناعية . وأضاف أن طرابس والمناطق غير المحررة ، هناك ضبابية ، والمعلومات القليلة تنذر بوجود كارثة إنسانية، مشيرا إلى أن اللجنة الإنسانية للإغاثة تهتم بشدة بالوضع الإنساني في المناطق غير المحررة ، وقال إن هدفنا أن يتحصل كل المدنيين على المساعدة متى احتاجوها. وتابع قائلا "نرى كارثة إنسانية تلوح في الأفق القريب ، وإلا فقد يحدث ما لا يحمد عقباه من مجاعة ونزوح جماعي للأقطار المجاورة". وقد دعا المشاركون في الاجتماع الثاني للمؤسسات المعنية بالمساعدات الإنسانية إلى ليبيا ينظمه المنتدى الإنساني الدولي بالتعاون مع الجامعة العربية إلى إنشاء صندوق للتضامن مع الشعب الليبي في مواجهة أزمته الحالية والعمل على تنسيق إرسال المساعدات من قبل المنظمات المعنية، مؤكدين ضرورة أن تتوجه القافلة التي ستتمخض عن الاجتماع من جهة تونس لتصل للمنكوبين في المناطق الغربية لليبيا لأنها الأكثر معاناة. من جانبه نبه الدكتور أحمد حسين مسئول الشئون الإنسانية في منظمة المؤتمر الإسلامي بمصر إلى أن الوضع الإنساني في ليبيا أصبح غاية في الخطورة. وأضاف أن منظمة المؤتمر الإسلامي حرصت على التكامل مع المنظمات الإنسانية عموما، وتقوم المنظمة بإصدار تقرير يومي دوري لتنسيق العمل الإنساني، كما تحرص على إمداد الهيئات بالمعلومات اللازمة، وتواجدت في ليبيا وتونس ومصر وقامت بالتنسيق مع اللجنة الإسلامية للهلال الدولي. وقال نحن نأمل أن تكون مخرجات هذا المؤتمر واضحة المعالم، محددة بقدر الإمكان حتى نستطيع أن تكون مخرجات قابلة للقياس. ودعا إلى إرسال قافلة إنسانية تنطلق من هذا المؤتمر ، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء موقع التواصل الاجتماعي بالشراكة مع الجامعة العربية لتنسيق العمل الإنساني من أجل ليبيا.