كم كانت تحية فرقة الجاز الأمريكية لطارق عبد الحكيم معبرةٌ وذات أثرٍ بليغْ؛ عندما أصرت فرقة (زيد ناصر) النيويوركية، افتتاح ليلة حفلها على مسرح القنصلية الأمريكية بالظهران مساء الثلاثاء؛ بتقديم لحن أغنية (يا ريم وادي ثقيف) للموسيقار السعودي القدير طارق عبد الحكيم؛ ولكن عبر ايقاعات «لون» الجاز الأمريكي، وباستعمال آلات الموسيقى الغربية من (تشيلو) و(الدرامز)؛ بقيادة عازف (الساكسفون) الأمريكي المسلم من أصول أفريقية زيد ناصر وبمشاركة نجم برنامج (arab›s got talent) علي البوري على آلة البيانو وعازف الجيتار السعودي محمد سلمان. ليلة الجاز كانت أيضا ليلة البهجة، عندما تعمدت فرقة (زيد ناصر) أن تواصل «مغازلتها» الجمهور العربي؛ عازفة - بفخامة الساكسفون والتشيلو وقوة طبلة (الدرامز)-؛ أغنية فيروز (بنت الشلبية) الأمر الذي أشعل حماسة الجمهور وأيقظ فرحه بينما الفرقة تعزف اللحن الرحباني وفق الإيقاع الراقص من موسيقى الجاز الأمريكية. إلا أن أجواء الأمسية لم تقتصر بطبيعة الحال على الموسيقى العربية وإنما واصلت الفرقة القادمة من نيويورك تقديم موسيقى أمريكية متنوعة المناخات والتي بعضها يذكرنا في كلاسيكيته، بأفلام هوليود الخمسينيات. غير أن المشاركة السعودية ضمن الفرقة الأمريكية، وهبَ الليلة الموسيقية مناخا جديدا، عندما قدم محمد سلمان لحنا حزينا من تأليفه. واختار علي البوري عزف لحنه الرابع «جنا» ذو الإيقاع المستلهم من موسيقى أنغام الصوت البحرية؛ بارعا في تحريك يديه بخفة وسرعة وليونة على شريط مفاتيح البيانو؛ بينما زميله محمد سلمان، مستمرٌ في التزلج بأنامله على أوتار جيتاره الكلاسيكي وسط حيرة ودهشة الجمهور والفرقة الأمريكية من انسجام وموهبة الشابين السعوديين وهم يقدمان الإيقاع الخليجي عبر آلتي الموسيقى الغربية، إلى أن اشتركت فرقة (زيد ناصر) بكامل أعضائها عزفاً ونغماً مع الموسيقيين السعوديين في الإيقاع الخليجي، لتكتمل عِمارة الموسيقى الشرق - غربية، في أجمل تجلياتها الإنسانية. ولم يكن هذا كل شيء، عندما استضافت فرقة (زيد ناصر) مجددا، مشاركة سعودية أخرى (فريد بخاري) ولكن عبر آلة الإيقاع الشرقي الذي اشتبك معه (الدرامز) الغربي في أكثر من ايقاع، لتظهر الفرقة الأمريكية محبتها مجددا للموسيقى العربية وهي تتمايل هذه المرة عبر الإيقاع المغربي. من الحفل الجاز الأمريكية تحيي تاريخ طارق عبدالحكيم