لايمكن لنا أن ننكر بأن هناك روايات محلية قفزت بذائقتنا نحو عالم منفصل عن عوالم الأشياء المادية بتفاصيلها وحكاياتها إلى الأشياء التي نتلمسها فنحبها ... لكنه في مقابل ذلك الزخم الروائي المخيف ، والبائس ، لانستطيع أن ننكر بأن الروايات العالمية والعربية أيضا أعتقتنا من ذواتنا المطحونة في تناقضات مليئة بالأستفهامات والخيبات والأحلام التي قفزت من حدودها المحلية لتجد من يحكي عنها بريشة طائر نقر حروفه الإبداعية في رواية عالمية لنتكشف بعد ذلك بأننا في حكاية من حكايات " باولوكويليو " أو شخصية من شخوص ميلان كونديرا ، أو محنة من محن " نيكوس كازانتزاكي " أوربما تأرجحنا مع هنري ميلر " أو أمطرتنا محن الحياة كما " يمطر " واسيني الأعرج " على حكايات الحزن ، وربما أقترضنا " من أحلام مستغانمي " شيئاً من ذاك الهبل الشهي الصاخب في الحب كمن لم يجرب أن يصاب بالهبل يوما أحد قبلها ، وغيرهم الكثير .. أنها الرواية التي تقلبك قلبا ، تكتشفك ، تلونك ، تشخصك كفيما شاءت ... ثم تعود فتلغيك وتمحوك وربما غيرت من حياتك ، ومنحتك سترة " غيمة " لتطير بها نحو أفق لايراه سواك من البشر ... فقط لأنك سبحت في تجاربهم ، وتعلمت كيف تراقص الوهم فوق أصابعهم الطويلة ، وكيف تركت جسدك يتصبب عرقا حينما تختفي خلف فلسفتهم " نشوة " وروحا تتوق إلى وجود ممتد نحو ذراع الحلم والمتعة وشيء ليس بالقليل من الوجع ، لتكتشف بعد نهاية كل رواية بأنك نسيت وجهة بين طيات كتبهم .!! محمد العباس: لم تظهر تلك الرواية التي يفترض أن تتولد من الهزات والمولدة بدورها لرجة جمالية وفق حساسية جديدة هناك من يرى بأن الرواية الغربية " العالمية " قدمت للقارئ مالم تقدمه الرواية المحلية ، حتى أن البعض قرر أن لايقترض الوقت إلا في قراءاتها ، والنهل منها ..فما حقيقة كون الرواية المحلية فقيرة أمام ثراء الروايات الغربية الكبير ؟؟ يرى الناقد محمد العباس بأن " الإندفاعة التي حدثت باتجاه الرواية المحلية كان مردها الفضول في بداية الأمر، لتأمل المجتمع المغلق وهو يعبر لحظة انكشافه، ويعلن عن انفتاحه من خلال السرد. ثم تحولت إلى حالة من حالات تشجيع المنتج، مع صعود سلطة القارئ الذي اشترك بالفعل في التأسيس لظاهرة الكتابة الروائية الحديثة، لدرجة أن الكثير من القراء تحولوا إلى روائيين. وهنا مكمن الخيبة التي تأتت بعد ركام الروايات البائسة، حيث تراجع القراء عن حماستهم، وعادوا إلى آفاق الرواية العالمية. بمعنى أن أفق التوقع القرائي قد انخفض إلى مرتبة متدنية جداً، ولم يعد من المتوقع التعويل على المنجز الروائي بكامله، بقدر ما صار القارئ الذي طوّر آليات تلقيه هو الآخر، يرصد أسماء بعينها، إذ لم تعبّر تلك المنتجات عن آماله وطموحاته، ولم تعكس هواجسه وقلقه إزاء الواقع الذي يعيشه، ولم تستدخله في الحداثة الاجتماعية التي يحلم بها، ولم تلحقه بالحركة التاريخية التي يتمناها، والأهم أنها لم تحقق النصاب الأدبي المأمول، سواء على المستوى الفني أو المضموني، رغم محاولات تعويض العوز الفني بالعناوين الجريئة، وتحميل الخطاب الروائي عبء التغيير والتحديث. مشيرا إلى أن القارئ راهن على رواية تجريبية صادمة، تعادل الحقيقة، بما يمكن أن تطرحه من مفاهيم متقدمة للحداثة الاجتماعية، وما ينبغي أن تفضحه من تمثلات زائفة، لكنه فوجئ بمنتج يكرس الخيارات الساذجة، ويجنح للذاتي بمعناه الرومانسي، الذي يعادل التسلوي. وبالتالي لم تظهر تلك الرواية التي يفترض أن تتولد من الهزات، والمولّدة بدورها لرجة جمالية، وفق حساسية جديدة. وعليه، لم ينفتح ذلك الأفق الذي تذوب فيه الاستيهامات والتطلعات والأحلام، وينهار فيه القيد والمعمار الكلاسيكي لصالح التخييل الذاتي. والسبب باختصار يكمن في ارتهان الرواية لذوات لم تتراكم عندها ما يكفي من خبرات وتقاليد الكتابة الروائية، ولا تمتلك الحد الأدنى مما سمته سوسيولوجيا الأدب (رؤية العالم) بأبعادها الأخلاقية، والمعرفية، والجمالية، والفلسفية، والنفسية، حيث لا يبدو الحرص على أدبية الكتابة متلازماً مع فكرة حضور الروائي في جبهة الدفاع عن قيم التنوير، والتعبير عن مضامين التغيير الاجتماعي. أما العودة للرواية العالمية فلا يمكن اعتبارها حالة ارتدادية، بقدر ما هي عودة إلى الأصل، وإلى مصدر الفن والفكر، حيث الإحساس بهدير ذلك النبع الممتد في أعماق التاريخ، بالنظر إلى ما يجده القارئ فيها من ممازجة بارعة بين العاطفي والاجتماعي والسياسي، وما يلمسه من مقاربات فطنة لأحلام الفرد بواقعية جارحة، كما أنها تنكتب تحت مظلة فلسفية عميقة وشاملة لضروب التفكير الإنساني، وتتميز بقدرة على الغوص في العوالم النفسية المركبة، وجرأة على التوغل في بؤر المسكوت عنه. وهي تتقدم في هذه العوالم بمعالجات قوية ومقنعة، وليس كعناوين يتم التلويح بها، كما يحدث في الرواية المحلية التي تقارب الهم الإنساني بوعظية فجة. في الرواية العالمية محايثة ذكية وإبداعية لتاريخ المخترعات، والثورات العلمية والجمالية والعقلانية، حيث واكبت التطورات الاجتماعية، والانقلابات الاعتقادية، فعكست ظلال الثورة الكوبكرنيكية وعصر الأنوار، وآخر التجليات الأبستمولوجية وهكذا. الأمر الذي يجعلها تتميز بالغنى الواقعي والرمزي والصوفي والتاريخي والنفسي، وبالقدرة على تمثيل صوت الفرد مقابل المجموع، والخاص المنشق مقابل رومانسية الوحدوي وضغوطات الكلي والمركزي، كما يجعلها في حالة حراك دائم لابتكار قوالب تعبيرية مشوقة تتلاءم مع حساسية العصر ومتطلبات التعبير الكتابي، وهي بهذا الحضور الشامل، وليس بالمعنى الأوروبي، تمثل الوعاء الأوسع لما يمور في الحياة الاجتماعية، وهي المضمار الذي يمكن من خلاله رصد التحولات الحضارية وحوادث العصر، الاقتصادية والعسكرية، وهي بحق ملحمة العصور الحديثة، وصوت الإنسان. د عالي القرشي: لابد من ترك مساحة للتجريب حتى يستفاد من هذا الزخم ويؤكد الناقد حسين بافقيه على أن الرواية الغربية رواية عريقة ، وبأننا مازالنا " سنة أولى رواية " ومازال الكثير من الروائيين – وهذا حق من حقوقهم – يجربون علينا محاولتهم في الكتابة الروائية ، التي لاتخلو من نماذج كثيرة من الفصولة في المعنى ، ومن الركاكة في اللغة ، ومن الافتقار للبناء الروائي ، ومن ضعف الحكاية والحدث الروائي ، ويشكو غير قليل من الروائيين السعوديين لضعف الإمكانات الثقافية ، فالرواية في النهاية ليست حكيا فقط ، بل لابد أن تنبني على عالم وفير في تعدد من تعدد الأصوات ، والأزمنة ، والشخوص والأجواء مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى يد صناع مهارة تحاول أن تؤلف مابين هذه المتناقضات ، وتجمع الأشباه إلى النظائر ، فكثير من الروايات السعودية التي نقرأها على طول تاريخ الرواية في المملكة العربية السعودية نماذج ضعيفة ، ففي فترة من الفترات كنا نتمنى أن يكون هذا الضعف باديا على الرواية السعودية لحداثة التجربة ، فحينما نتحدث عن الروايات الأولى قبل خمسين أوستين أو سبعين سنة نجد بأن بعض الروايات الحالية لم تستفد من تجاوز الأزمنة أو اختصار الأزمنة العربية ، فما تزال رواياتهم أقرب إلى مايعبر به الشاميون ( طق حنك ) فهي في حقيقتها لاتتجاوز أن تكون من قبيل إفشاء السر ، أو إفشاء المكبوت ، وهذا جزء من الأدوار الأدبية لكنه ليس كل شيء ، موضحا بأن البعض منهم يحاول أن يعوض هذا الضعف البادي باللجوء إلى الجنس الفضائحي ، لأنه يريد أن يلتحق بركب السابقين ، ولا يريد أن يكون من المتأخرين ، ويريد أن يلفت الانتباه لمثل هذه الأمور التي يلجأ إليها ، مبينا بأنه لايمكن أن يلوم من يقرأ الرواية الغربية كثيرا أو حتى الرواية العربية المتقدمة في التجربة التاريخية والأدبية والاجتماعية ، لأن الأدب – بالنسبة للقارئ – هو بحث عن المتعة ، وبحث عن ذواتنا في الآخرين ، ولذلك نرغب في قراءة عمل كاملا، مشيرا إلى أن الروايات التي تترجم إلى اللغة العربية عادة مايترجمها مترجمون كبار مثل سامي الدروبي ، أو منير البعلبكي ، أو بدر الدين عروقي ، أو سهيل إدريس ، مجموعة من كبار المترجمين العارفين بأسرار اللغات الأجنبية وبالأسرار العربية ، موضحا بأن مثل هؤلاء لايقدمون على ترجمة أعمال هابطة في الغالب ، مشيرا إلى أن القارئ العربي لايمكن أن يقدم على قراءة رواية غربية إلا إذا كانت قد حازت قبولا في الرأي العام العالم العربي ، كأن تكون حازت جائزة عالمية أو ارتضاها النقاد ، أو تحولت إلى فلم سينمائي ، بالإضافة إلى الأعمال الكلاسيكية الخالدة فهناك كتّاب إذا ماقرأت لهم فإنك تعلم بأنك ستصبح إنسانا مختلفا على المطلق عما كان عليه قبل قراءته لتلك الروايات ، فهذه الروايات بناء غريب وعجيب وضخم من العوالم التي تصنع الرؤى والأفكار والأخلاق والقيم والمعاناة والتجارب ، مؤكدا بأن مثل هذه الروايات تغير حتى من طبائع الشعوب ! خاصة الروايات العالمية الكلاسيكية بالذات التي تحولت إلى رصيد ثقافي لهذه الأمم ، فحينما يفتخر الفرنسيون بفيكتور هوغو " فإنهم لايفتخرون من فراغ ، وكذلك الروس أو حتى بعض الروائيين العالميين كنجيب محفوظ أو رسول حمزة على آخر هذه الأعمال التي أصبحت أعمالا خالدة ، معتقدا بأننا كما نقرأ في الشعر للشعراء الكبار من ذوي التجارب العظيمة في تراثنا العربي ، كذلك نقرأ في الرواية للروائيين العظام الكبار بتراث العالم كله ، فنحن نتمنى ذلك اليوم الذي يكون لدينا أسماء روائية مهمة يسعى إليها القراء من كل حدب وصوب لكي يقرأ هذه الأعمال الروائية ، غير منكر أن يكون هناك روائيون في الساحة متميزون ، والساحة الروائية في السعودية أبرزت لنا مجموعة من الروائيين لكنها كشفت لنا كذلك ، أن ذلك السعار وذلك اللهاث حول الرواية ، بعد أن انتهى زمن الهرولة نحو الرواية بتلك الصورة التي نعرفها جميعا ، كم أبقى لنا من أعماا يمكن أن نراهن عليها ، أو أن نستكن عليها ، أو نزين للقراء أن يقرؤها ، ففي السنوات الأخيرة خرجت أكثر من 400 رواية .. فأين هذه الروايات ؟ لانكاد أن نخرج إلا بعدد من الروايات لاتتجاوز اليد الواحدة ، موضحا بأن ذلك أمرا طبعي فالإبداع مسألة شاقة ولايمكن لأحد أن يكون متميزا خاصة في معاناة العمل الأدبي ، ومعاناة اللغة ، ومعاناة التجربة الإبداعية ، ومعاناة أن تخرج بعما أدبي مختلف ، عمل يتناول هموم الناس وأفكارهم وفي ذات الوقت يسعى القارئ إليه ليجد المتعة والفائدة وكذلك ليجدوا أنفسهم .. مؤكدا بأننا سنبقى دوما نقرأ الأعمال الغربية المتميزة لأننا نبحث عن تجارب أدبية راقية ، ولأننا نريد أن نتعرف على ملامح فكرية مختلفة لانجدها في أعمالنا الروائية الساذجة والمضحكة والبائسة والتي عدد كبير منها لايستحق الوقت الذي ضيع في كتابتها والورق الذي طبعت فيه والمأساة الكبيرة التي يشعرها القارئ بعد أن يشتريها فيقرأها ويخرج منها خالياً لم يكتسب أدبا ولم يخرج بفائدة ، وإنما أفسدت عليه ذوقه الأدبي ونقاءه اللغوي . محمد الحرز : لقد تغلغلت شخوص الروايات العالمية في حياة الناس حتى أصبحت أكثر شهرة من أشخاصها الحقيقيين يقول الناقد محمد الحرز " لا أعلم عن مقدار دقة هذه الملاحظة, ومدى اقترابها من الواقع أو ابتعادها عنه. نحتاج في هذا الإطار إلى إحصاءات واستقراءات مكثفة تبين بدقة وموضوعية شكل ومحتوى الثقافة في المملكة,مع أبرز التوجهات والميول الإبداعية والعوامل التي تسببها ,سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو سياسية ودينية.هذا النوع من المقاربة هو ما يجعل الظواهر الثقافية والإبداعية قابلة للمساءلة وبالتالي إثراء المشهد الثقافي بالحوار والنقاش,لأن الأرضية المشتركة أصبحت موجودة , وكل الأطراف المتحاورة لديها المرجعيات ذاتها.فالمعلومة وتوفرها في أيدي الباحثين نتيجة تلك الاستقراءات هي التي تسمح بإعطاء نتائج تساعد كثيرا في استجلاء واقع المشهد الثقافي المحلي.انطلاقا من هذه الزاوية أرى من متابعاتي أن قراء الرواية المحلية لا يقل عن كتابها, وهو في تصوري أمر طبيعي ,لا يقبل الجدل أو النقاش . لكن السؤال الذي يطرح هنا لماذا هذه العلاقة الافتراضية التي تجعل من اتجاه القراء للرواية الغربية هو في ذات الوقت انحسارا وابتعادا عن الرواية المحلية؟ هذه العلاقة الافتراضية لا تستقيم عندي. نحن في ساحتنا لا نملك نماذج جاهزة عن رغبات القراء وتوجهاتهم فيما يخص المسألة الإبداعية. ومن يقول خلاف ذلك أظن أن ذهنيته تقع ضحية الاختزال والتفكير الثنائي الذي يرى ظواهر الحياة على غرار جملة " إما أن تكون معي أو ضدي". وهنا تحتجب عنا الظواهر التي نريد مساءلتها بالقدر الذي نرغب في فهمها من العمق. لذلك لا يمكن القول بضرورة الربط بين الاثنين: بين الإقبال على الرواية الغربية من جهة ,وبين الإدبار عن الرواية المحلية. ما أراه هو التالي : الرواية المحلية على الرغم من التضخم في الإنتاج , كل سنة تعج دور النشر بالروايات السعودية , غير أن المتأمل فيما يخص الموضوعات التي تتطرق لها هذه الرواية يفاجأ بندرة الموضوعات وقلة تنوعها , ينبغي أن أقول هنا أن هذه الملاحظة التي أسوقها هي ملاحظات شخصية لا ترقى إلى مستوى التعميم من خلال البحث والتقصي- حتى تكاد الروايات تقترب من بعضها البعض : في أجوائها أو شخصياتها أو أزماتها الوجودية والحياتية, أو حتى أمكنتها المختلفة. ربما هنا القارئ تشبع من هذه الأجواء, وأقول ربما لأننا كما قلت لا نملك إجابات حقيقية حول هذه المسألة. لكن يبدو هو نوع الاحتمال المقبول انطلاقا من هذه الملاحظة. وهذا بالتالي ما يقودنا إلى الرواية الغربية باعتبارها جنسا أدبيا بواسطته استطاع المجتمع الغربي الحديث أن يعيد صياغة نفسه, ويكسر مراياه القديمة, خصوصا مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية.لقد تغلغلت شخوص الروايات في حياة الناس حتى أصبحت أكثر شهرة من أشخاص حقيقيين. أنا كارنينا كأحد الأمثلة.أو مدام بوفاري وغيرها أخرى لا أريد هنا سردها. هذه حقيقة تعكس أهمية الرواية وأثرها في تغيير المجتمع , وهذا ما لم تحققه الرواية المحلية بالقياس إلى هذه المقارنة.إذ بهذه المقارنة فقط يمكننا أن نكتشف عيوب الرواية المحلية وقصورها عن إدراك الحياة بأدق تفاصيلها المؤثرة. حسين بافقيه: أعمالنا الروائية ساذجة ومضحكة وبائسة وعدد كبير منها لايستحق الوقت الذي يضيع في قراءتها ويرى الدكتور عالي القرشي بأنه ليس من الضروري أن يكون هناك إطلاع على الرواية الغربية حتى نرتقي بالذائقة الأدبية مستشهدا بذلك عن أسماء لروائين سعوديين تميزوا دون أن يلتصقوا بالإطلاع على الروايات الغربية كرجاء عالم التي عرف عنها عدم تعلقها بالرواية الغربية وكذلك الحال بالنسبة لعبده خال ، مشيرا إلى أن الرواية المحلية تتضح فيها الثقافة العربية ، موضحا بأن من يذهب إلى تأثير الرواية الغربية قد يكون اعتمد في ذلك على تجاربه في فترات سابقه ، لكننا حينما نتأمل الطفرة الماضية التي أنتجت روايات محلية نجد بأنها لم تكن ركاما بعد في تشجيع هذا الركام ليعيش بداية جديدة وإن كان من خلال طرح الروايات كروايات رجاء عالم استطاعت أن توجد لها نموذجاً مختلفاً وتوجد لها قارئاً مختلفاً يتفاعل مع هذه الرواية ، مدللا على ذلك بخروج نوع من القصص القصيرة لبعض الكتاب التي تحاكي النمط التي تشتغل عليه رجاء عالم في إذابة عوالم الزمان والمكان والتداخل بين عوالم الثقافة وهي ثقافة غائرة في البعد وثقافة أخرى محلية تكوّن منها نسيج محدد لروايتها ، مؤكدا بأنه يكفينا بعض الأسماء الروائية المحلية المتميزة المتواجدة في الساحة فلابد أن لانكون حذرين على التجريب الإبداعي ، فلابد من ترك مساحة للتجريب حتى نستفيد من هذا الزخم لأنه يولد عالم رمزي ، وتحويله إلى عالم مكتوب ونقرأ تحولات بعضنا من خلال شخصيات الرواية على اختلافها .