أرقام الخدمات المتعددة تعد إحدى أبرز مؤشرات المجتمع المدني الذي يوصل خطوطاً تفاعلية بين أفراده وجهات الاختصاص فيه، فيما يتعلق بكل ما يهدد أمن المواطن الاجتماعي أو الغذائي أو الصحي أو حتى على الطريق.. ويكاد لا يوجد بيت داخل المملكة لم يستفد قاطنوه من إحدى هذه الخدمات؛ لذا من المهم أن نقترب من هذه الخدمات لنلمس عملها اليومي، وطبيعة مشاكلها مع الجمهور، أو مشاكل الناس معها، وأيضاً نحاول أن نقيس درجة الوعي المجتمعي بأرقام الخدمات ونوعية الخدمة المقدمة فيها، والأهم أن نطرح اقتراحات التطوير وأفكار المستفيدين نحو خدمة أكثر تميزاً وأكثر نجاحاً.. لقد لمسنا في هذا «التحقيق الموحد» رغبة مجتمعية كبيرة في توحيد أرقام الخدمات؛ لتكون رقماً واحداً مميزاً؛ يتبعه توصيلات فرعية أخرى للجهات الخدمية تتحول آلياً، وهو اقتراح مطبق فعلياً في دول العالم المتقدم، وأثبت نجاحه، ونحن لا يزال لدينا درجة ارتباك كبيرة بين المواطنين في معرفة، وربما حفظ هذه الأرقام، فإذا ما وضعت كل الأرقام أو خمسة منها على الأقل أمام مواطن وطلبت منه أن يخصص مهام كل رقم فيها على حده فربما يخطىء في واحد أو اثنين منها، كما أن تبديل مواقع الارقام خطأ آخر شائع جداً، فهناك من يصر على أن رقم الدفاع المدني 899 وليس 998، وهناك من يتصل بالرقم 999 لكي يطلب رقم الاسعاف، بل وجدنا من يتصل بالرقم 905 ليطلب رقم خدمة متاحة يحتاجها مثل أمن الطرق أو الإسعاف.. كما أن تحفيز المزيد من الوعي لدى المبلغين أمر جوهري، حيث اشتكى معظم متلقوا البلاغات من نسبة لا تقل عن 20% من البلاغات الكاذبة العابثة؛ لرقم قد تساوي فيه حركة غير محسوبة حياة إنسان.