كشفت دراسة أمريكية جديدة أن أدمغة البشر تبدو مبرمجة منذ الولادة على ملاحظة شروق الشمس وغروبها والتفاعل مع ذلك. وذكرت جامعة /شيكاغو/ الأمريكية التي أجرت الدراسة، في بيان أن النتائج تسلط الضوء على التطور الدماغي ، وقد تفسّر بعض السلوكيات الأساسية للبشر. ووجد الباحثون الذين أجروا دراستهم على الفئران، أن تلك التي أغلقوا إحدى عينيها منذ الولادة استطاعت بعد إزالة الغطاء بعد فترة من الزمن أن تحدد دورتي الظلام والضوء ولم تتأثر عدستها. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة أوغاست كامبف لاسين "اكتشفنا لأول مرة أن قدرة تنسيق الساعة البيولوجية مع التغييرات اليومية لدى التعرض للضوء ليست معرضة أبداً لكثير من المرونة، فهي لا تتأثر بالتغييرات في كميات الضوء التي يتلقاها الدماغ خلال فترة نموه". وأضاف أنه من الممتع جداً رؤية كيف أن تطوّر بعض الأوجه السلوكية إلى أنماط تتعلق بالراشدين، صعبة حتى في ظل غياب البيئة الطبيعية لهذا التطوّر. من جهة أخرى، أظهرت دراسة أمريكية أخرى أن الوضع الاجتماعي للأشخاص يؤثر على كيفية تفاعل أدمغتهم مع الآخرين ، وأن أدمغة من يتشاركون الوضع الاجتماعي نفسه تنشط لدى تعاملهم مع بعضهم. وفي هذا السياق ، ذكر موقع "هلث داي نيوز" الأمريكي أن الباحثين في المعهد الأمريكي للصحة العقلية وجدوا في دراستهم أن أدمغة من هم في وضع اجتماعي واقتصادي أرفع تنشط لدى مشاهدتهم معلومات عن آخرين في الوضع الاجتماعي نفسه، والعكس كذلك .. ويبرز هذا النشاط في منطقة دماغية تدعى "المخطِّط البطني"، وهي الجزء الأساسي من نظام /القيَم/ الدماغي. وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة كارولين زين إن "الطريقة التي نتفاعل ونعامل فيها مع من حولنا غالباً ما تحددها أوضاعنا الاجتماعية ، وبالتالي المعلومات المتعلقة بالوضع الاجتماعي قيّمة جداً بالنسبة لنا". وأضافت "يبدو أن القيمة التي نعطيها للمعلومات بشأن وضع شخص معيّن تعتمد على وضعنا أنفسنا". وأشارت إلى أن هذه النتائج التي توصلت لها الدراسة لها آثار مهمة على السلوك والحياة الاجتماعية، منوهة إلى أن الوضع الاجتماعي الاقتصادي للشخص يمكن ان يتغيّر، لكن من غير الواضح بعد كيفية رد الدماغ على تغييرات من هذا النوع.