يشارك عدد من خطاطات المصحف الشريف في أعمال (ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم) الذي ينظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حالياً بالمدينة المنورة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -. حيث اشادت فاطمة حسين من مصر بدور مجمع الملك فهد الفعال في تنمية وتشييد وحفظ التراث الإسلامي مما يجعل التواصل محققا لأجل حفظ لغتنا العربية ولأجل أيضا تخطي مشكلات تعترض كتابة المصحف الشريف، مؤكدة على الرسالة الإعلامية التي يجب أن تقوم بها وسائل الإعلام تجاه إبراز الأعمال والرسالة الإسلامية لخطاطي المصحف الشريف وحفظ حقوقهم. أما معلمة الرياضيات بوزارة التربية والتعليم في مصر أمل حافظ أحمد حافظ، فنوهت بالدور الكبير الذي يقوم به المجمع لخدمة كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، وقالت: إن هذا الملتقى يعد تشجيعا لخطاطي المصحف الشريف وفرصة رائعة للتواصل بين خطاطي المصحف الشريف وكذلك المهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي وأبانت أمل حافظ الحاصلة على بكالوريوس تربية قسم رياضيات من جامعة عين شمس بمصر أن أول آية خطتها، قوله تعالى: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" بخط الكوفي الفاطمي في عام 2006م، متمنية أن تستطيع في المستقبل كتابة المصحف الشريف كاملاً. ومن المشاركات في الملتقى أيضاً مدرسة اللغة العربية اللبنانية الجنسية رانية محمود بعيون والحاصلة على الماجستير في الآداب (تخصص لغة عربية)، وتتابع حالياً دراسة الدكتوراه في الدراسات المعجمية، حيث ذكرت أنها بدأت بدراسة الخط العربي بتوعية الرقعي، النسخي الخط الديواني، ثم انتقلت لدراسة الديواني الجلي، مؤكدة أن الخط العربي فن وعلم؛ فهو فن كسائر الفنون، يحتاج قبل كل شيء إلى الموهبة والاستعداد الفطري، ومن ثم إلى المهارة والدقة، وهو في الوقت نفسه علم كسائر العلوم، له قواعد وقوانين ثابتة على الخطاط الالتزام بها وإتقانها، مبينة أن أول من اكتشف موهبتي في الخط العربي والدي الخطاط محمود بعيون. وأشارت رانية محمود إلى أن أول عمل قامت بتنفيذه كان في عام 2009م، وإنها تتلمذت في الخط العربي على يد والدها، وهو الأستاذ الوحيد الذي تلقيت عنه الخط العربي. وأكدت الخطاطة رانية محمود أن تنظيم المجمع إن لمثل هذه الندوات العلمية المتخصصة له دور كبير في إثراء الدراسات حول القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ومن جهتها أفادت الخطاطة سامية أكسان من تركيا إحدى خطاطات المصحف الشريف أن المدة الزمنية التي استغرقتها في كتابة المصحف الشريف بلغت عشرة أشهر بصفة مستمرة.. حيث انتهت من الكتابة في شهر رمضان من العام الماضي 1431ه، مشيرة إلى أنها أثناء الكتابة عاشت صفاء في القلب والفكر، وأبانت الخطاطة التركية أكسان أن كتابتها للمصحف الشريف استغرق عشرة أشهر بصفة مستمرة انتهت منها في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك 1431ه، مؤكدة أن كتابة القرآن الكريم لها طعم خاص. من جهتها، قالت الخطاطة التركية الدكتورة هلال قازان من خلال التحصيل الدراسي في جامعة مرمرا ونظرا لجمالية الكتابة والخط باللغة العثمانية توجهت إلى الخط. وبدأت في الخط عام 1994م حيث حصلت على إجازتين في هذا الفن، وشاركت في العديد من المعارض المحلية العالمية. وعن مشاركتها في ملتقى الخطاطين، قالت الخطاطة قازان: آمل في أن يجمع هذا الملتقى الاجتماعي ولأول مرة في العالم خطاطي القرآن أو المفكرين بهذا المجال. واقترحت الخطاطة التركية دعوة المتخصصين والاستشارة فيما بينهم لترتيب مسابقة ما للتعرف على المواهب الجديدة حيث سيشوق المتتلمذين في المثابرة أكثر للفوز بهذا المنصب الروحاني، شارحاً مراحل كتابة ونسخ القرآن الكريم بعد عهد سيدنا عثمان (رضي الله عنه وأرضاه) حتى اتسع وأخذ بالاتساع تناسبا. ومع التطور تم تلافي كافة الأخطاء المحتملة. أما الخطاطة المصرية نبيهة الألفي الرفاعي، فتقول في بداية حديثها عن مشاركتها في الملتقى ورحلتها مع الخط: حضرت معرضا للخط العربي فأثار إعجابي ودهشتي. وقررت الالتحاق بمدرسة تحسين الخطوط، ولكن نسيت هذا الأمر بعد تخرجي من الجامعة وبقيت سنة بالبيت بدون دراسة إلى أن كنت أسير في الشارع الموجود به مدرسة الخط، ودخلت أسأل عن متطلبات التقديم، فوجدتها سهلة جدا، ثم جمعت ما طلبوه وذهبت للتقديم أنا واختي واخي والحمد لله اجتزنا امتحان القبول بنجاح وبدأنا مشوار دراسة الخط العربي على مدار ست سنوات، ولم أتوقف عن تدريس الخط العربي سواء لطالبات المدرسة من المصريات أو الماليزيات. وتؤكد الخطاطة نبيهة الألفي على أهمية ملتقى الخطاطين في اكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين والدارسين عن طريق إقامة الملتقيات والمعارض والورش الفنية، وأرى أن تقوم المملكة بتنظيم دورات منظمة لهؤلاء الخطاطين لصبغ هذه الندوات والملتقيات بالصبغة الحرفية، واكدت أن ما يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تجاه خدمة كتاب الله والسنة النبوية المطهرة، عمل عظيم ويفوق كل الإعمال الدنيوية ولكنه في الوقت نفسه ليس بجديد أو غريب على دولة قدر الله لها أن تضطلع بخدمة الإسلام والقرآن والسنة، علماً بأن الخطاطة نبيهة الألفي ولدت في الجزائر ودرست الاقتصاد في كلية التجارة بجامعة المنصورة، وفى السنة النهائية حضرت معرضا للخط العربي فأثار إعجابها ودهشتها. وقررت الالتحاق بمدرسة تحسين الخطوط، وفعلاً التحقت ومن ذلك الحين بدأ مشوارها مع الخط.