أكد رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية أن محاولات إعادة الانفلات إلى قطاع غزة باءت بالفشل الذريع، وأن الأجهزة الأمنية التي تمكنت من إعادة الاعتبار للأمن الشخصي والجماعي لأبناء قطاع غزة لا يمكن أن تسمح بفقدانه مرة أخرى تحت أي مسمى كان. وأوضح هنية في تصريحات صحافية أن قطاع غزة يعيش منذ عدة سنوات حالة من الاستهداف المركّز والمتنوع والمعقد والمركب، أمنياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً وفكرياً. وقال "إن هذه المحاولات تتحطم أمام صمود ووعي الشعب والحكومة والقوى الحيّة؛ السياسية والمجتمعية". وشدد هنية على حرص حكومته على إتمام مصالحة فلسطينية شاملة وواضحة وتحقق الشراكة الحقيقية بعيداً عن سياسات الإقصاء والتهميش، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى حالة من الإجماع الوطني على استراتيجية جديدة تضمن له الحقوق وتحافظ على ثوابته. وتابع: "نحن نسعى إلى مصالحة جدية وحقيقية لضمان نجاح كامل، حتى لا يُصدم الشعب الفلسطيني والأمة بالشكليات والمظاهر والشعارات، ثم تكون الانتكاسة كما حدث في اتفاقيات سابقة"، مشدداً على أن المصالحة تتحقق حين يتحرر القرار الفتحاوي من الضغوط الدولية والأمريكية، وعندما تؤمن السلطة بأن منهج المفاوضات العقيم فشل. وتحدث هنية عن استراتيجية العلاقة مع مصر خلال المرحلة المقبلة، مضيفا "مصر بالنسبة لنا وبالنسبة للأمة هي التاريخ والجغرافيا والقوة البشرية، والثقافية، والفكرية، والسياسية، والإعلامية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية". الى ذلك، نفى المستشار السياسي لهنية الدكتور يوسف رزقة صحة تقارير إعلامية مصرية تحدثت عن وجود مشاورات بين حركة "حماس"، ومصر لزيارة قريبة لاسماعيل هنية إلى القاهرة. وقال رزقة في تصريحات صحافية "لا توجد ترتيبات حقيقية لزيارة هنية للقاهرة، ولا نؤكد أن الزيارة قريبة، أو يتم الإعداد لها في الفترة الحالية"، معتبراً في الوقت نفسه أن الظروف مهيأة للقيام بهذه الزيارة. من جانب آخر، هاجمت حركة "حماس" أمس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي نسبت إليه تصريحات حذر فيها واشنطن من عواقب سقوط الرئيس المصري حسني مبارك وأن الفوضى ستسود مصر أو قد يتولى الإخوان المسلمون السلطة أو الاثنان معاً، والآن لديهم الاثنان معاً. وقال المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، في تصريح صحافي إن هذه التصريحات تمثل "تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي لإحدى الدول العربية المؤازرة لقضيتنا". وجدد دعم "حماس" للثورة المصرية ورفضها لتصريحات عباس واعتبارها "لا تمثل إلا شخصه ولا تعبر عن موقف الشعب الفلسطيني".