عقب تعيين يورام كوهين رئيساً لجهاز الامن العام سارعت وسائل الاعلام الى الاشادة بشخصيته وخبرته وقدراته. الا أن بعضاً من تلك الاشادات ليست دقيقة وتنطوي على مبالغات كبيرة، ومن هذه المبالغات الزعم بأنه خبير في الشأن الايراني. صحيح أن كوهين عمل لفترة معنية رئيساً لوحدة صغيرة مهمتها احباط عمليات التجسس العربية والايرانية، الا أن هذا لا يعني أنه يعتبر مرجعاً في كل ما يتعلق بايران. ومع كل ذلك فمن المهم التدقيق في آرائه في التحدي الرئيسي الذي يواجهه الشاباك خلال السنوات القادمة وهو حماس. ان كوهين يستخف بحماس ويعتقد بأنها منظمة ضعيفة عسكرياً، ويستدل على ذلك بفشلها الذريع خلال عملية الرصاص المسكوب. وجاء رأيه هذا في مقال كتبه قبل سنة ونصف مع رجل المخابرات الاميركي جيفري وايت من معهد واشنطن لدراسات الشرق الاوسط. وزعم الاثنان في هذا المقال أن «حماس فشلت»، وبدؤوا في سرد قائمة العمليات التي فشلت بها ومنها عدم نجاحها في ردع إسرائيل عن مهاجمتها ، وفشلها في التسبب في الحاق خسائر بالجيش والسكان المدنيين في إسرائيل في الوقت الذي تلقت هي الكثير من الخسائر ، وكانت عملياتها العسكرية ضعيفة وقليلة الفعالية وأقل من توقعاتها. غير أن استئناف عمليات إطلاق النار في الاسبوعين الماضيين بين إسرائيل وحماس والمنظمات الاخرى الناشطة في غزة يثبت أن تقديرات كوهين لم تخضع للاختبار على أرض الواقع ، والفشل الذي ينسبه لحماس يمكن وبسهولة تطبيقه على إسرائيل.