مدخل للشاعر الأمير خالد الفيصل: من بنات الريح لي صفراً جفول كنها ظبي الفلا بجفالها منوة الخيال عساف الخيول زينها في دقها وجلالها زينها ما شفت وصفه بالمثول ألله اللي بالجمال اصخى لها الخيل.. لها محبة كبيرة ومكانة عظيمة عند العرب، وقد أعجب بها النبي «صلى الله عليه وسلم» وقال: (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)، ولاشك أنها تُعد رمزاً للقوة والشجاعة والأصالة والجمال فهي: إحدى مفاخر العرب.. ويكفي عندما يمدح الرجل الذي يستحق المدح أن يوصف بوصف الحصان كما قال في ذلك الشاعر دحيم النومسي: الخيل عز الناس من ماض الأزمان الخيل قيمتها دليل الرجوله الخيل رمزاً للعروبة وبرهان لا فعالهم والخيل رمز البطوله فوق المهار اللي لهن باللقا شان من فوقهن كم فارس صفقوا له توصيفها يصعب على فكر الإنسان مهما عرف عنها كلام يقوله يكفي يوصف طيب الصيت بحصان رجل ليا كبرت على الكل جو له ورجال الجزيرة العربية مستمر حبهم للخيل واقتنائهم لها، حيث إن رياضة الفروسية تعتبر من أفضل وأجمل الرياضات والهوايات المحببة لديهم.. ومن أجمل ما قرأت عن محبة الخيل وعشقها واقتنائها عندما أطلعت على ديوان (فرسان وصهيل) للمؤلف الزميل فرحان المطرفي، فقد جاء في هذا الكتاب ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو من الرجال الذين عُرف عنهم محبته للخيل يقول - حفظه الله: (الفروسية هي ميراث تاريخي لشعب المملكة العربية السعودية، يتوارثه الأبناء عن الآباء، وما قامت به هذه الدولة إلا على فرس وفارس، ولأننا من ورثة هذا التراث وصانعيه في التاريخ ظللنا نتعهده خوفاً عليه من الاندثار في هذا العصر الذي طغت مخترعاته ووسائل الحياة فيه على كثير من المواريث الأصلية. وذاكرتي منذ وعيت الحياة وهي مع الحصان ومع تاريخه، أحبه كأعز شيء امتلكه). ويصف لنا الشعر الشعبي في قصائد الشعراء مدى حب العرب لتلك الخيول الأصيلة وتدريبها والتغنّي بها وفي هذا الشأن يقول الشاعر قاسي بن عضيب القحطاني: يا سابقي حبك مقيمن على ساس متولعٍ في حبك القلب توليع والله لو جتني مراسيل عباس إني فلا أهدي ولا عطي ولا بيع وللخيل ارتباط وثيق مع التاريخ والتراث وكثير ما نجد أن الخيل تستثير مشاعر الشعراء وتفيض قرائهم بأجمل الأشعار ومنها قصيدة الشاعر صالح الشادي الرائعة في وصف الخيل: للخيل ذكرى في جميع المثايل والريح وعلوم العرب والبطولات تاريخها عز ما هوب زايل هيهات ينسى مجدها المجد هيهات تركض بمضمار السباق الأصايل تزرع حوافرها الفخر بالمسافات يسوقها اللي سوى الهوايل سليل فرسان الوغى والمهمات الحاضره والباديه والقبايل كلٍّ تغنّى بوصفها بأجمل أبيات خيلٍ كحيله ضمّرن نحايل في شوفها كل السعد والمسرات ولقد صارت الخيل مضربا للمثل في المعرفة والتمييز، فالخيل الأصيلة تستطيع أن تعرف الفارس وتميزه عن غيره، ونظراً لكون هذا المخلوق الجميل يتميز بهذه الصفات الذكية فقد أحبه الشعراء وذكروه في أشعارهم كما يقول الشاعر الشيخ شالح بن هدلان الخنفري: يا سابقي كثرة علوم العرب فيك علوم الملوك من أولٍ ثم تالي لا نيب لا بايع ولاني بمهديك وأنا اللي استاهل هدو كل غالي وأنتي من الثلث المحرّم ولا أعطيك وأنتي بهالدنيا شريدة حلالي يا ما حلا خطوى القلاعه تباريك أفرح بها قلب الصديق الموالي ويا حلو شمشولٍ من البدو يتليك بقفراً به الجازي تربي الغزالي الخير كلّه نابتٍ في نواصيك وأدله ليا راعيت زولك قبالي حقك عليّ إني من البر ابدّيك وعلى بدنك الخوج أحطه جلالي