لم تكن تجربة الانتخابات للمجالس البلدية أحسن حالاً من بعض الخطط والمشاريع التي ينقصها الكثير لتحقق النجاح بشكل يخلو من شوائب التقصير فقد برهنت الفترة منذ أكثر من 5 أعوام صلاحية التجربة للمجالس البلدية وتكرارها مجدداً بما يجعلها أكثر مرونة وتقبلاً من جمهور المواطنين. فقياساً على التحديات والعوائق التي واجهت المجالس البلدية أرى أنها حققت نجاحات لا بأس بها فاجأت من توقع فشلها واستشهد بالكثير من المنجزات التي تحققت بفعل تلك المجالس ، والى ذلك أوجه شكري الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز على وقفاته مع المجالس ودعمه لها ولمنسوبيها وبخاصة بعد ماتعرضت له إبان الانتخابات الأولى من انتقادات من اشخاص راهنوا على فشلها بحجة عدم خبرة المواطن السعودي بثقافة الانتخابات غافلين عن أن الانتخابات موجودة في أكثر من جهة في بلادنا ومنذ سنوات طويلة من خلال ممارستها في بعض الطوائف المهنية ، فضلاً عن التأثير الكبير الذي أحدثه الاعلام الجديد في اثراء ثقافة المجتمع حيال الانتخابات واهدافها اضافة الى اتساع دوائر المثقفين و المتعلمين بشكل ملموس يقودنا للاقتناع التام في ضرورة إجراء الانتخابات البلدية اليوم وغدا ودون تأخير. اليوم ونحن على أبواب مرحلة انتخابات بلدية جديدة - نرجو أن تحمل بين ثناياها الكثير مما يحقق للمواطن المنتخب ما لم تحققه له الانتخابات الماضية والمجالس السابقة - ولعلنا نأخذ سبل العلاج لكثير من الحواجز و الصعوبات التي كانت بمثابة أحجار عثرة أمام المجالس البلدية فوقفت حائرة بين آمال وطموحات المواطن الذي سارع إلى صناديق الانتخابات يحدوه الأمل ، لكنها لم تجد ما يسر خاطر أعضائها بدرجة كافية ، ولعل من أهم ما يعتور في جوانح كل مواطن ، بل كل من سيرشح نفسه لعضوية المجالس البلدية أن تتصف باستقلالية القرار وحرية التفكير والمناقشة وسندا أقوى من قبل وزارة الشؤون البلدية والجهات الحكومية الأخرى لتتمكن من تلبية طموحات المواطن الذي ينتظر منها نجاحات أوسع مدى وأكثر تأثيرا على مسيرة التنمية والرخاء والأمن والأمان ، لأنه إذا لم تتميز المجالس المقبلة عن سابقتها فلن يجد المواطن في نفسه ما يدفع به نحو صناديق الانتخابات ، طالما أنها لن توفر له حياة مريحة مستقرة واخيراً اتأمل في المحافل الانتخابية القادمة لهذه المجالس اتضاح الرؤية التي تحقق الأهداف في جميع مناطق المملكة بعيداً عن البذخ والإسراف الذي يصاحب بعض الحملات الانتخابية من أجل الترشيح فتصبح الانتخابات مؤطرة بإطار لا يمثل توجهها الذي يدعو للتلاحم والتراحم وتقوية اللحمة الوطنية لا أن تكون سببا في الفرقة وتفريق الكلمة وشق الصف الوطني بأي حجة أو أي شعار. * أمين المجلس البلدي بالدرعية