ها نحن الآن على بداية مرحلة أخرى من مراحل الوعود من قبل من يريد نيل الأصوات في الإنتخابات البلدية وقبل سنوات وعندما سارع الجميع لممارسة حقه الانتخابي في اختيار ممثليه في المجالس البلدية كان يتمنى أن تكون إحدى قنوات إيصال صوته للبلديات التي تتحمل كثيرا من المسئولية نحو المجتمع من خلال خططها ومشروعاتها التي تمس حياة الإنسان بتوفير بيئة آمنة ومريحة ونظيفة ، وكان المواطن يرجو من وراء انتخابه لأعضاء المجلس البلدي بمدينته أو محافظته أن يكونوا بالفعل صوته الذي يتحدث نيابة عنه ويبلغ المسئولين في البلدية احتياجاته الضرورية في كثير من الأحيان من رصف طرق وسفلتتها وتنظيف شوارع بلدته وقريته وأحيائها وتنظيمها حاضرا ومستقبلا ، كما أنه كان يرجو أن تكون البلدية خير معين للمجالس على أداء دورها المنتظر منها وتيسير واجباتها نحو المواطن الذي انتخب أعضاءها ، دون تعقيد أو تعنت ورفض أو إغفال أو إهمال ، ولكن يبدو أن معظم المجالس البلدية في مدن بلادنا لم تجد الأذن الصاغية والتجاوب الكافي من قبل البلديات ، بل يظهر أنها وجدت وفي معظم الأحيان بعض الصعوبات التي كانت بمثابة أحجار عثرة أمامها فوقفت حائرة بين آمال وطموحات المواطن الذي سارع إلى صناديق الانتخابات يحدوه الأمل ، لكنها لم تجد ما يسر خاطر أعضائها بدرجة كافية ، ولا ما يحقق آمال المنتخب المسكين ..!واليوم ونحن على أبواب مرحلة انتخابات بلدية جديدة ، نرجو أن تحمل بين ثناياها الكثير مما يحقق للمواطن المنتخب ما لم تحققه له الانتخابات الماضية والمجالس السابقة ، ولعل من أهم ما يعتور في جوانح كل مواطن ، بل كل من سيرشح نفسه لعضوية المجالس البلدية أن تتصف باستقلالية القرار وحرية التفكير والمناقشة وسندا أقوى من قبل وزارة الشئون البلدية والجهات الحكومية الأخرى لتتمكن من تلبية طموحات المواطن الذي ينتظر منها نجاحات أوسع مدى وأكثر تأثيرا على مسيرة التنمية والرخاء والأمن والأمان ، لأنه إذا لم تتميز المجالس المقبلة عن سابقتها فلن يجد المواطن في نفسه ما يدفع به نحو صناديق الانتخابات ، طالما أنها لن توفر له حياة مريحة مستقرة ، كما أنه من الضروري أن تكون الانتخابات البلدية وسيلة للتلاحم والتراحم وتقوية اللحمة الوطنية لا أن تكون سببا في الفرقة وتفريق الكلمة وشق الصف الوطني بأي حجة أو أي شعار .