افتتح وزير النفط ووزير الإعلام في دولة الكويت الشقيقة الشيخ أحمد العبدالله الصباح ممثل سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي يوم أمس الدورة الثامنة للملتقى الاعلامي العربي بعنوان (الإعلام وقضايا المجتمع) ويستمر يومين. وقال الشيخ احمد العبدالله في كلمته الافتتاحية انه "لايمكن الحديث عن الاعلام ودوره في المجتمعات دون الاشارة الى ما يشهده عالمنا العربي من تطورات متلاحقة والذي يمر حاليا بمرحلة دقيقة جدا تتصاعد فيها الاحداث وتتواتر بصورة متسارعة وغير مسبوقة". واضاف ان الناظر والمتأمل فيما يجري يستطيع دون عناء ان يكتشف اهمية وخطورة الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام حيث أصبح للاعلام بما يتمتع به من أدوات ووسائل تأثير كبير جدا ولا يقارن هذا التأثير بأي تأثير آخر خصوصا مع التطور التكنولوجي الذي جعل مسألة الوصول الى المعلومة مسألة سهلة. واوضح انه يفترض بالمؤسسة الاعلامية العربية والعاملين فيها التعاطي مع الاحداث والمتغيرات وفق معايير اعلامية محددة تتفق في مجملها مع الشفافية والموضوعية ويجب ان يضع العمل المهني مصالح الشعوب والامم على رأس أولوياته حيث أثبت لنا تاريخ الشعوب أن الاعلام عندما يخرج عن مسار المصلحة العامة يكون تأثيره مدمرا على الجميع. العبدالله: استطاع الإعلام السعودي أن يضع قدمه على خارطة الإعلام العربي بخطى مدروسة ودقيقة وقال ان "هذا اللقاء في دولة الكويت اليوم وفي اطار فعاليات الملتقى الاعلامي بدورته الثامنة يكتسب أهمية كبرى خصوصا وسط هذه الاحداث المتزاحمة التي تحتاج الى تضافر الجهود والعمل بروح الفريق لدرء أي سوء يحيق بعالمنا العربي من الداخل او من الخارج". واعتبر من اهم المؤشرات على ذلك "ما يحمله الملتقى هذا العام من شعار يربط الاعلام بقضايا المجتمع فالاعلام لا ينفك ابدا عن المجتمع الذي يمارس فيه بأي حال من الاحوال فدائما ما ترتبط الممارسة الاعلامية بوعي المجتمع فاذا كان على درجة عالية من الوعي فسيمارس الاعلام باحترافية وفعالية واذا كان مستوى الوعي العام اقل من المطلوب كانت الممارسة الاعلامية لا ترقى الى المستوى المطلوب". الشيخ أحمد العبدالله يلقي كلمته خلال الحفل واشار الشيخ أحمد العبدالله الى أن محتوى الملتقى الاعلامي هذا العام حافل بالعديد من القضايا التي تمس واقعنا العربي في الصميم و"قد لمست حرصا شديدا على الاتصال بواقع الاحداث العربية حيث حاول الملتقى وما يطرحه من عناوين أن يفتح أبواب تأثير الاعلام على العلاقات العربية - العربية وما يتصل بهذه القضية المهمة من عناوين اساسية وفرعية". د. خوجة: الملتقى الإعلامي العربي سجل متميز للتحاور حول مسائل الإعلام فلسفة وصناعة ورحب باختيار المملكة العربية السعودية كضيف شرف للدورة الثامنة للملتقى "لما لها من مكانة رفيعة في قلوبنا جميعا حيث استطاع الاعلام السعودي ان يضع قدمه على خارطة الاعلام العربي بخطى مدروسة ودقيقة في حساباتها الامر الذي مكن المؤسسة الاعلامية السعودية من التواجد وسط هذا الزخم الاعلامي الذي يشهده العالم". من جهته نقل وزير الثقافة والاعلام السعودي عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه في كلمته تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة اختيار المملكة ضيف شرف في الملتقى. د. عبدالعزيز خوجة يلقي كلمة المملكة «ضيف الشرف» وقال الوزير خوجة ان الملتقى الاعلامي العربي أصبح سجلا متميزا للتحاور حول مسائل مهمة في الاعلام فلسفة وصناعة ومشكلات ومناهج ويزداد أهمية بهذه الرعاية الكريمة من قبل سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء. واشار الى ان الحضور الفعال في هذا الملتقى يؤكد الدور المهم الذي ينهض به الملتقى خصوصا انه يبحث في قضايا اعلامية وحضارية تتصل بحياة الناس. وقال انه "لا غرابة في ذلك فالاعلام اليوم اصبح رديفا للانسان العادي الذي بات مشاركا اساسيا في صناعة معالم الاعلام والاتصال فصناعة الاعلام لم تعد حكرا على الرسميين والنخبة لكنها اصبحت مشغلة الناس جميعا". تكريم الشيخة مي الخليفة وبين انه في الماضي القريب لم تكن من وسيلة لتتلقى الخبر الا عن طريق الاعلام الرسمي واعلام النخبة سواء كانت هذه النخبة محطة فضائية خاصة أم صحيفة تقليدية بينما اليوم فواقع الاتصال والاعلام مختلف جدا. وذكر ان الاختلاف يأتي من مفهوم الاعلام النخبوي والرسمي الذي تقوض فالصحف الالكترونية اليوم لم تعد حكرا على المؤسسات الصحافية العتيدة أو المستقلين عنها من صحافيين وصحافيات من ذوي التاريخ الصحافي الطويل فقد اصبح عدد كبير من الصحف الالكترونية ميدانا للشباب والشابات الذين اثبتوا مقدرة فذة في صناعة الصحافة الحديثة. الخميس: الملتقى عربي قيمة ومعنى وهي صفة كبيرة لا يمكن أن نعبث بها وبين الوزير خوجة ان الساحة الاعلامية في بلاده تشهد طفرة وتجديدا في صناعة الاعلام والاتصال من تعدد للقنوات الفضائية التي تسبح في الفضاء العربي وتعدد الاذاعات وموجاتها المختلفة وخصوصا اذاعات (اف. ام) الخمس الجديدة الى الحراك الاجتماعي والفكري والثقافي الذي تحياه الصحف السعودية. واوضح ان الصحف الالكترونية التي يصدرها مواطنون عاديون أغلبهم من الشباب بلغت حتى الان 160 صحيفة الكترونية اضافة الى المواقع والمنتديات المختلفة. من جانبه قال الامين العام للملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس ان الاجتماع في هذا الملتقى ينعقد وسط عالم عربي تعصف به المتغيرات من كل صوب وحدب وتعتريه التحديات الكثيرة والكبيرة وصار محط انظار العالم بما قام به من تغيرات وكان الاعلام صانعا لتلك الاحداث ومساهما فيها وفاعلا لها منذ انطلاقتها الاولى. واضاف الخميس ان ثماني سنوات مضت منذ تأسيس هذا الملتقى شهدت تطورا كبيرا في الاعلام مبينا ان شعار الملتقى منذ انطلاقته يتمثل في اننا "يجب ان نكون أحد صناع هذه المهنة لا مستهلكين لها فحسب" واستطاع الملتقى خلال تلك السنوات ان يحقق الكثير من الانجازات التي كانت في العام الاول مجرد حلم يراود الافكار. الأستاذ ماضي الخميس واشار الى ان الملتقى يحمل ثلاثة معان مهمة وتعني مسؤولية مضاعفة أولها ان الملتقى يضم الاعلاميين العرب ويهدف الى تنمية قدراتهم وتطوير مؤسساتهم وتقوية اواصر العلاقات الايجابية بينهم من خلال هذه اللقاءات. وذكر ان الامر الثاني الذي يهدف اليه الملتقى هو انه متخصص بالاعلام تلك الصناعة المتطورة ومتعددة الاوجه وذات التأثيرات المباشرة على شتى نواحي الحياة بما فيه من رسالة سامية لابد من التمسك بقيمها والمحافظة على اركانها. وبين ان الهدف الثالث هو ان الملتقى عربي قيمة ومعنى وهي صفة كبيرة لا يمكن ان نعبث بها أو نتهاون في استغلالها الا بما يؤكد تميزنا كعرب وقوتنا كأمة اصيلة ذات عراقة واحترام. واعتبر انه انطلاقا من ذلك كان الملتقى الاعلامي رسالة اعلامية قائمة على المعايير المهنية الثابتة والقناعات الراسخة بأن الاعلام قيما واخلاقا ومبادئ لا بد ان نعززها وننميها ونحافظ عليها. صورة جماعية للمكرمين واكد الخميس ان ملتقى هذا العام حرص على ان يختار المجتمع قضية له فكان شعاره الاعلام وقضايا المجتمع الذي سيتم تسليط الضوء عليه عبر العديد من الجلسات التي ستناقش القضايا المهمة في المجتمع وارتباطها المباشر بالاعلام ووسائله. وفي نهاية حفل الافتتاح قام وزير الاعلام الشيخ أحمد العبد الله ممثل راعي الحفل سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بتكريم صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الحائز على جائزة الابداع العربي الاعلامي للعام 2011 وصاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة شركة المملكة القابضة كشخصية العام ووزيرة الثقافة في مملكة البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لاختيارها في حقل التطوع الثقافي للاعلام ورئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية احمد الجار الله عن مسيرته الاعلامية الطويلة واذاعة (بي بي سي) العربية عن تطوير الكوادر المهنية والوسيلة الاعلامية في هذا الملتقى.