تبدأ المشروعات كأفكار، وحين تتحقق على أرض الواقع قصصا ناجحة، تصبح ملهمة للآخرين.. هكذا تحققت أحلام السيدة «بشرى العيدي» عندما أسست مشروعها منذ البداية بأسلوب مختلف عن الآخرين، حيث بدأت الفكرة عندما قررت أن تساهم بما مكّنها الله من علم وخبرة في مجال الإخراج السينمائي؛ لتعزيز فضاء إعلامي هادف، يحتضن القيم، ويتميز بالاحترافية والنظرة الشمولية، إلى جانب المساهمة في إعادة رسم معايير الإنتاج الفني، في ظل الخبرات المستقلة المبدعة. مواجهة المتاعب مشروع «بشرى» هو مؤسسة متخصصة في الإنتاج الفني الإعلامي، ابتداءً من الأفلام الوثائقية والبرامج الثقافية والتعليمية، مروراً بالحملات الإعلامية والخدمات الإعلانية، وانتهاءً بالأعمال السينمائية، وواجهت «بشرى» العديد من المتاعب، حيث تم البحث ودراسة الجدوى لمدة سنة قبل البدء بالمشروع، إلى جانب استشارة المختصين وذوي الخبرة فيمن تثق في آرائهم وبصيرتهم في المجال الجديد على مجتمعنا، لاسيما النسوي فيه، ثم بدأ المشوار خلف أبواب صندوق الأمير سلطان لدعم المشروعات الصغيرة للسيدات، حتى حظيت «بشرى» بالثقة والإيمان بمهاراتها من قبل الصندوق، إضافة إلى التمكين والتمويل والتوجيه وإيجاد الفرص لانجاز أعمالها، حيث ساعدها الصندوق مادياً ومعنوياً. خطى بطيئة وأكدت «بشرى العيدي» أنه بفضل من الله لم تواجهها صعوبات في البداية؛ لأن توجيه ومساندة الصندوق، إلى جانب أهلها كانت الأساس في تسهيل الطريق لها، مضيفةً أنها بدأت بمشروعات متواضعة وخطى بطيئة وحذرة، أسهمت في استمرارية المشروع، وحول ما تنصح به بشرى باقي السيدات قالت: أوصي الفتيات قبل الدخول في إي استثمار بأن يسعوا الى معرفة كيفية تحويل هوايتهم الى حرفة، مبينةً أنه من المهم وضع هدف شامل وهادف يعود بالمنفعة لفئة معينة في المجتمع، حتى تكون خدماتهم أو سلعتهم مطلوبة، ثم الاستعانة بالمراكز الداعمة لرائدات الأعمال، إلى جانب البحث ودراسة السوق، ثم البدء بخطوات صغيرة وتجهيز أنفسهم، بحيث إذا طرقت الفرصة الباب يكونون في أتم الاستعداد، مشيرةً إلى أنها مؤمنة بأن الإنسان إذا بدأ مشواره بنية حسنة وبجد ثم بادر وعزّم، كان الله في عونه. الكب كيك وبدأت السيدة «سارة العتيبي» مشروعها منذ عام 2007م في عالم «الكب كيك»، حيث حصلت على دعم مادي من صندوق الأمير سلطان يصل إلى (100) ألف ريال، وذلك في سبيل تطوير مشروعها الذي سبق أن بدأت فيه وتوقف بسبب بعض الصعوبات، منها نقص المعدات الخاصة وبعض الأجهزة. «سارة» هي قدوة لسيدة طموحة عانت كثيرا عند تخليص الأوراق الخاصة بمشروعها، وكذلك في جلب العمالة وفي المراجعات الخاصة بالدوائر الحكومية، وتروي لنا بداية مشروعها قائلةً: كان لدينا محل واحد فقط، حتى أصبح لدينا الآن عشرة فروع في كافة مناطق المملكة، مضيفةً أن المنطقة الشرقية تحظى بفرعين من المحلات التي تعمل «الكب كيك» بأشكال وأنواع ونكهات مختلفة، حيث يتم شرائه مباشرةً، أو عن طريق اختيار تصميم معين لمناسبة معينة قد يستغرق تجهيزه يومين أو ثلاث تقريباً. سيدتان تتناقشان في مشروعهما الذي سيقدمان عليه لمعرفة جدوى إقامته الصبر سر النجاح وأكدت أن نجاحها هو بفضل الله ثم بفضل صبرها في تحمل الصعاب التي واجهتها، وبفضل من ساندها ووقف معها طوال هذه السنوات، ناصحةً كافة السيدات بالصبر عند الإقدام على أي مشروع وعدم التردد أو الكسل، فلا نجاح بلا تعب، وبالتفكير الجيد لاختيار المشروع المرغوب فإن ذلك سيساعد على نجاحه، وعن أكثر الفئات التي تأتي لشراء «الكب كيك» من المشروع، أوضحت أنهم من الأطفال والرجال، وأحياناً يأتي السائق الخاص للأُسر ويشتري من المحل، والقليل تأتي من السيدات. استبدال النشاط «إيمان» افتتحت مشروعها «الكوفي شوب» مؤخراً بدعم من صندوق الأمير سلطان يتجاوز (150) ألف ريال، في البداية كان المشروع مصغرا في إحدى المشاغل النسائية ولم ينل النجاح الكافي والمتوقع لدى «إيمان» وزميلاتها الثلاث اللاتي فكرن بتطوير المشروع بشكل أكبر وأوسع عن طريق التقدم للصندوق. تقول «إيمان»: كان مشروعنا الصغير في أحد المشاغل، وبعدها فكرنا أن نلجأ للصندوق ونعرض عليه فكرة استبدال النشاط، مضيفةً أنه تم تقديم دراسة جدوى ومقابلات عديدة، حتى تم افتتاح «الكوفي»، مبينةً أنها لمست الفرق بين النشاطين، بل واكتشفت أن المشروع العائلي أفضل من المشروع المقتصر على النساء فقط. عزم وصبر واجهت «إيمان» مصاعب كحال زميلاتها في نفس المجال من الدوائر الحكومية والإجراءات الخاصة بالبلدية، لاسيما أنها سيدة وتخليص هذه الأمور يحتاج إلى عزم وصبر في كافة الإجراءات المطلوبة، حيث تعمل هي وزميلاتها بعض الأكلات البسيطة التي يتم إعدادها بمنازلهن ومن ثم جلبها للكوفي، إلى جانب بعض الأكلات التي يتم إعدادها في المحل نفسه، وعن ما يقدمه الكوفي شوب قالت: نعد العديد من الوجباب الخفيفة مثل «الكيك» و»المقليات» و»المعجنات»، وبعض أنواع الحلوى، موضحةً أن هناك طلبات خارجية نستقبلها منذ افتتاح الكوفي يومياً، وعن الأسعار أكدت على أنها نفس أسعار المحلات الأخرى في المجمعات التجاريه، متمنيةً أن يكون لمشروعها فروعاً أخرى في دول الخليج والعالم العربي، وأن تحقق النجاح هي وزميلاتها اللاتي رافقنها طوال سنوات خطوات المشروع.