قال عضو مجلس الشورى مدير جامعة الملك سعود سابقا الدكتور أحمد الضبيب: إن العلاقة بين اللغة والإبداع علاقة عضوية، وإلى أن الإبداع لا يمكن اكتماله إلا عندما تكون اللغة حاضرة، والتي تحولت إلى معرفة في كيان الإنسان، لتظل العلاقة وثيقة بأي إبداع ايا كان مجاله، من خلال لغة قادرة على التعبير عن مكوناته، ليتحقق الإبداع لتلك المكونات، التي يتشكل إبداعها فيما تشكله اللغة لها من خصوبة. ومضى د. الضبيب مستعرضا حضور الإبداع من خلال عدد من اللغات القومية، التي لا يمكن تحقق إبداعها إلا لأصحاب اللغة ذاتها عطفا على تمكنهم في لغاتهم القومية..مشيرا إلى أننا بحاجة إلى استثمار أدوات اللغة لخلق تفكير علمي خلاق، وإبداع منطقه اللغة. من جانب آخر تحدث الدكتور سليمان العايد، عن علاقة اللغة والإبداع، من منظور (المبدع بين الالتزام بقواعد اللغة والتمرد عليها) من خلال علاقة الشعراء بالنحويين، مشيرا إلى أن اللغة في هذه العلاقة تأتي أبعد مما اختطه النحاة من قواعد نحوية.. ومضى العايد قائلا: هناك تصور خاطئ شائع، يتمثل في تصورنا أن اللغة هي النحو، مما يمثل إجحافا في حق اللغة، لكون اللغة أشمل وأعم من النحو.. كما أن النص الإبداعي جزء من مبدعه، إذ يلزم أن يكون لدى المبدع ما يمكنه من التمرد الإبداعي على اللغة..وعلى النحويين ألا يضيقوا ذرعا بهذا التمرد.. مؤكدا أننا بحاجة ماسة إلى لغويين ينقلون اللغة من لغة الأعراب والبادية إلى لغة التقنية العصرية. أما الدكتور فواز اللعبون فقد استعرض هذه العلاقة من خلال عدد من النماذج الإبداعية، التي استظهر من خلالها قدرات المبدعين على تطويع اللغة من جانب، وقصورهم عن هذا التطويع من جانب آخر.. وقال اللعبون: المتنبي – مثلا- استطاع أن يطوع اللغة ويشكلها بمهارية إبداعية، لم تتجاوز عند غيره مستوى حدود تشكيل المعاني. جاء ذلك خلال الأمسية التي أقامتها الجمعية السعودية العلمية للغة العربية بنادي الرياض الأدبي الثقافي يوم أمس.