داري اللي سعدها تو ماجاها عقب ما هي ذليله جالها هيبه جو هل الدين والتوحيد وحماها واذهب الله هل الباطل واصاحيبه قام عبدالعزيز وشاد مبناها شيخنا اللي بحكم الشرع يمشي به يوم حنّت وونّت سمع شكواها وصلها قبل تاصلها مناديبه عقب ما هي عجوز جدد صباها زينها للعرب قامت تماري به عشقة للسعود من الله انشاها حرمت غيرهم تقول مالي به جا الحباري عقاب نثَّر دماها يوم شرَّف على عالي مراقيبه صيدته يوم صف الريش ما خطاها في الثنادي وفي الهامه مخاليبه تمهيد: كنت قد تطرقت في مقال نشر قبل عام وبالتحديد في1مايو 2010م العدد رقم15286، وقد أشرت فيه إلى أن لنا تراثا ثقافيا إسلاميا وعربيا مشتركا مع عشرات الدول إلا أن هناك ما يختص بنا وحدنا والذي نحن فقط معنيون به ، ولذا يجب أن يصان عن العبث وان يحترمه الآخرون ، وان المراكز الثقافية بشكل عام ينتظر منها أن تمارس الدور المنوط بها في تأصيل الثقافة الوطنية وصيانتها عن العبث والاستغلال ، ولا يجب أن تقف موقف المتفرج وننتظر منها المبادرة والتنسيق مع الجهات الرسمية والمراكز الثقافية في الدول الأخرى وان يتم التنسيق بينها فيما يدعم ويرسخ قيم الاحترام والتعاون وعدم الاعتداء على الموروث الثقافي الوطني لكل دولة"ومع ذلك مضت سنة ولم أجد أي مبادرة في هذا الشأن من الجهات ذات الاختصاص. و في الشهر الفائت مارس 2011م لفت نظري خبر عن عقد ورشة عمل في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ، وتختص بإعداد ملف تسجيل العيالة والتغرودة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمةاليونسكو. وقد تضمن هذا الخبر كلمة د.ناصر الحميري مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة جاء فيها أن هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث تعمل على تبني استراتيجيات فاعلة للتعاون مع أشقائنا في الدول الخليجية والعربية، وبقية دول العالم ، في إبراز مكانة التراث وغيره من المكونات الثقافية المشتركة التي تشكل جسوراً للتواصل والتفاهم بين الشعوب.." المشكلة: أقول:جميل أن نجد هذا التوجه من مركز ثقافي يهتم بالتراث غير المادي وبالتالي يفترض أن ما يقدم من أوراق عمل تتميز بدرجة عالية من المصداقية والدقة والتقصي للمعلومة خاصة وأنها ستسجل في قائمة اليونسكو، إلا أن ما جعلني اكتب هذا المقال هو أن احدى أوراق العمل في هذه الورشة والتي قدمها الأستاذ ناصر الجنيبي مدير فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، قد ناقش في ورقة عمله فنون الأداء في العيالة وخصوصيتها الثقافية وكان مما جاء فيها" أنها تسجيل للمعارك والغزوات فمثال عليها هذه القصيدة: دارن ياللي سعد في الجومة جاها طير عجلان شاقتني مظاريبه عقب ماهي عيوز اتجدد صباها زينها يا عرب قامت تماريبه".انتهى التعليق: أقول: لقد أخطأ الجنيبي وخلط بين العرضة السعودية و العيالة بل انه استدل بالقصيدة الأشهر في العرضة السعودية ونسبها لفن العيالة وحرف الأبيات بشكل عجيب ف"طير حوران" أصبح بقدرة قادر "طير عجلان" والقصيدة أشهر من أن تحرف أو تنسب إلى غير فنها أو شاعرها الأصلي الذي هو عبدالرحمن بن ناصر بن عثمان بن رشيد آل مرشد التميمي نسباً الحوطي لقباً نسبة إلى حوطة بني تميم وقد قال هذه القصيدة في الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) صبيحة استرداد الرياض في الخامس من شوال عام 1319ه وتتخلص قصة استرداد الرياض في أن عبد العزيز خرج من الكويت في أربعين رجلاً وفي الطريق التحق بهم آخرون حتى وصل عددهم ثلاثة وستين رجلاً، فورد على ماء يبرين ومنه اختفى في الربع الخالي لمدة خمسين يوماً وبعدها انطلق من الربع الخالي قاصداً الرياض فوصل إلى مورد (أبو جفان) يوم عيد الفطر، وفي مساء الرابع من شوال وصل إلى (ضلع الشقيب) بالقرب من الرياض فتحرك بأربعين رجلاً فيهم أخوه محمد وترك الآخرين لحراسة الركاب ودخل البساتين شرق الرياض وفيها ترك أخاه محمد في ثلاثة وثلاثين رجلاً. وتسلل إلى منزل عجلان ومعه سبعة رجال ولكنه لم يجده حيث كان ينام في حصن المصمك فاستلحق عبدالعزيز أخاه محمدا ومن معه ومكثوا ليلتهم في البيت مقابل الحصن وعند الصباح فتحت أبواب المصمك وعندما خرج عجلان ومن معه هاجمهم عبد العزيز برجاله واسترد الرياض ، وصادف وجود الحوطي في الرياض لحضور مناسبة زواج وعندما سمع خبر الانتصار جاء مسرعاً إلى ساحة المصمك وتجمع أهل الرياض في ساحة المصمك يقيمون الاحتفال فرفع عقيرته بهذه العرضة وقد أعجبت الملك عبدالعزيز فنزع صديريته وأعطاها الحوطي وكان في أحد جيوبها خمسة فرانسي نبهه لذلك عبد العزيز وهو يرتديها ويعتبر المبلغ كبيراً في ذلك الوقت،وقد كتبت مقالاً عن ذلك نشر هنا في الرياض بتاريخ 31 مايو 2008م العدد14586، يمكن الرجوع إليه والقصيدة الصحيحة كما نشرناها أعلاه. وفي النهاية أقول: إذا كان هذا الخطأ جاء في القصيدة المشهورة والمعروفة لكل مهتم بالأدب الشعبي فماذا سيكون مصير غيرها من النصوص الأبعد زمناً والأقل شهرة فعلى الجهات الثقافية في وطننا الحبيب أن تهتم بهذا الجانب وتتحمل مسؤوليتها اتجاه تراثنا الثقافي، وكما قلت سابقاً ينتظر منها أن تمارس الدور المنوط بها في تأصيل الثقافة الوطنية وصيانتها عن العبث والاستغلال، ويجب ألا تقف موقف المتفرج وننتظر منها المبادرة والتنسيق مع الجهات الرسمية والمراكز الثقافية في الدول الأخرى، وان يتم التنسيق بينها فيما يدعم ويرسخ قيم الاحترام والتعاون وعدم الاعتداء على الموروث الثقافي الوطني لكل دولة، وما تطرقت له اليوم يعتبر جزءا بسيطا من جوانب أخرى من تراثنا الثقافي يتم الاعتداء عليها وتشويهها من بعض الدول البعيدة عن فهم واستيعاب ثقافتنا الشعبية ورغم ذلك تمارس هذا التعدي من خلال دور النشر وغيرها من القنوات الإعلامية.