يتجه المسؤولون في شركة أرامكو السعودية وهي الذراع الاستثماري للمملكة لتطوير الثروات الاحفورية إلى رفع الإنتاج في ثلاثة حقول نفطية وهي منيفة على الساحل الشرقي وشيبة في صحراء الربع الخالي وخريص وسط المملكة بهدف رفع الطاقة الإنتاجية للمملكة لتتخطى 12.5 مليون برميل ويوميا تلبية للطلب العالمي المتنامي على النفط. وتشير المعلومات إلى أن هناك خططا تطويرية طموحة أعدت من قبل خبراء بعد دراسة متأنية لحجم الطلب العالمي ومدى استمرار هذا الطلب خلال الأعوام القادمة ما يجعل المملكة تستفيد من طاقتها الفائضة من النفط والتي تكلفها مليارات الدولارات في حالة إبقائها في وضع الاحتياط، ورأت أن الطلب في ازدياد مستمر وخاصة من الدول الآسيوية التي ظلت اقتصادياتها في حالة مستقرة حتى أثناء الأزمة المالية العالمية وساند تصاعد الطلب تعزز انتعاش الاقتصاد العالمي والتفاؤل الذي يسود الأوساط المالية بأن هذا التحسن سيستمر ليفضي إلى تعاف كامل بحلول العامين القادمين. ويأتي هذا التوجه بعد أقل من عام منذ أن أكملت المملكة أكبر توسعة في الطاقة الإنتاجية أوصلتها إلى 12.5 مليون برميل يوميا حيث تستهدف التوسعة الثانية التي ستنفذها أرامكو السعودية حقل منيفة البحري بعد أن علقت العمل في تطويره قبل سنتين بسبب وجود غموض في اتجاهات الطلب في الأسواق العالمية ، حيث تنوي حاليا رفع طاقته الإنتاجية إلى حوالي 1.2 مليون برميل يوميا من النفط العربي الثقيل وسيكون حقل منيفة ثاني أكبر مشروع لإنتاج النفط بالعالم عند استكمال مرافق الإنتاج، كما تعمل أرامكو على تطوير حقل شيبة في صحراء الربع الخالي لتصل طاقته الإنتاجية إلى ما يقارب مليون برميل يوميا ، كذلك تتجه إلى رفع الطاقة الإنتاجية لحقل خريص بمقدار 300 الف برميل يوميا، وينتج الحقل حاليا 1.2 مليون برميل من الخام العربي الخفيف. وقد تعزز توجه المملكة لرفع طاقتها الإنتاجية لتتعدى 12.5 مليون برميل يوميا بعد أن أظهرت تقارير اقتصادية ونتائج دراسات أجرتها الجهات النفطية المختصة وجود حاجة لمزيد من النفط لمواجهة الطلب المتزايد في عدد من دول العالم وهو ما بدد الوجل بشأن بقاء الطاقة الفائضة دون استخدام كما أن ذلك يفتح منافذ جديدة لتسويق النفط السعودي، حيث تشكل المملكة عنصر استقرار في أسواق النفط العالمية، وتضيف عامل أمان لتفادي أي شح في الإمدادات يعيق من التنمية الاقتصادية على المستوى العالمي. ومن المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة أن ترفع المملكة من إنتاجها إلى ما فوق 9 ملايين برميل يوميا، بيد أن ذلك سيخضع لحجم الطلب على النفط، وحتى في حالة ارتفاع الإنتاج إلى هذا المستوى فأنه ستبقى طاقة إنتاجية فائضة تفوق 3 ملايين برميل يوميا. وقد صعد خام برنت القياسي في التعاملات الصباحية ليوم أمس الجمعة إلى 123.99 دولارا للبرميل كما ارتفع خام ناميكس إلى 112.29 دولارا للبرميل في ظل هبوط لسعر صرف الدولار أمام العملات العالمية الأخرى، كما ساهمت عوامل ازدياد الطلب في تعزيز المسار الصاعد للنفط. وفي شأن ذي صلة واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية حيث وصل إلى 1510 دولارات للأوقية متأثرا بعوامل منها أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو والتوترات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وارتفاع التضخم العالمي والمخاوف التي ثارت مؤخرا بشأن الاستقرار المالي للولايات المتحدة والضعف الكبير للدولار ما دفع المستثمرين إلى ملاذات آمنة ومنها المعدن الأصفر.