قالت له " متى ترجع " ؟ لم يجبها .. أرسل إلى الأفق البعيد نظرة شاردة .. كأنه يحيل السؤال مع التحية ، إلى زمن عليها أن تنتظر مجيئه .! ومثل نبتة تطلب الحياة ، انبجست من خلال شتاء الطين عارية بلا وشاح ولا فلاح ، أعلنت ميلادها غريبة ، في عالم مختلف ، لا عهد لها به .! " هيفاءُ كالبانِ يلتفُّ النسيمُ بها ويُلفِتُ الطيرَ تحتَ الوشيِ عِطْفاها ألقت إلى الليل جيدًا نافرا ورمت إليه أذنًا وحارت فيه عيناها " .! **** وكما ينشر المركب أشرعته بين يدي رياحه العاتية ، لتحمله على هواها ، شقت قامته الفارعة عباب البحر مثل سارية مركب مهاجر .. بثت شكواها للبحر تستعطفه ، لكن البحر لا يرحم : أخذت قامته تصغر وتصغر حتى توارت عن عينيها .! " شبيه الريح أنا ما اقدر أكدر صفوك العاصف شبيه الريح أنا من لي سوى إحساسك الجارف ؟! **** من شدة اعجابي بلحن مقطع ( سنيني يم ) في أغنية محمد عبده الشهيرة ( شبيه الريح )، ولعدم خبرتي ، سألت العارفين بعلم الموسيقى فقيل لي إنه مكوّن من ست (مازورات) ، وهو مزج بين (رصدين) أحدهما على الصول والآخر على (الريه) . وللأمانة أقول لكم إنه ليس لي في هذا العلم إلا مجرّد الإعجاب بجمال التكوين ، المفعم بالحركة على الإيقاع البحري . **** آخر سطر : " سنيني يم وقلبي المركب المتعب وإنت الرّيح .. مجاديفي عذاب وهم وزادي الوجد والتبريح " .!