مع انطلاقة النسخة الثانية من المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي كان لنا لقاء مع نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي العطية وجرى الحوار التالي : * هذه هي الدورة الثانية للمعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي .. هل يعني هذا أن المعرض أصبح فعالية سنوية ثابتة؟ -هذا صحيح.. فالنجاح الكبير الذي حققه المعرض في دورته الأولى التي عقدت في شهر صفر من العام الماضي وضعه في مكانة متميزة على خارطة المعارض الدولية المهتمة بالتعليم العالي، وهو أمر لم يكن ليتحقق لولا فضل الله عز وجل ثم الدعم الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان هذا المعرض إحدى الوسائل الفاعلة التي هدفت الوزارة من خلالها إلى تحقيق رؤيته حفظه الله لتطوير التعليم العالي في كل المجالات، وتعزيز النقلة التي تعيشها الجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العالي ودعم جهودها للاستفادة من التجارب الدولية وتحقيق التعاون المشترك مع الجامعات والمعاهد العالمية. هذا النجاح كان من ثماره أن صدر توجيه كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأن يصبح المعرض فعالية سنوية تعقد برعايته حفظه الله كل عام. * ما أبرز ملامح النجاح الذي حققه المعرض في دورته الأولى؟ - هذا النجاح الذي أشرت إليه يتجلى في جوانب عدة يأتي في مقدمتها نوعية المشاركين حيث شاركت أكثر من (300) جامعة دولية من (32) دولة؛ بينها 59 جامعة تصنف ضمن قائمة أفضل 100 جامعة في العالم مثل جامعة أكسفورد، كامبردج، يال، كورنيل، بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة ومن بينها البرنامج العلمي الذي اشتمل على حلقات علمية ومحاضرات في محاور متعددة في مجال التعليم العالي شارك فيها أكثر من خمسين متحدثاً ينتمون إلى جامعات عالمية عريقة ومنظمات دولية، ما أسهم في وجود مجموعة متنوعة من الخبرات والتجارب، وقد انعكس ذلك على عدد زوار المعرض الذي حظي بإقبال غير مسبوق في تاريخ المعارض السعودية حيث بلغ عدد الزوار خلال أربعة أيام فقط أكثر من ربع مليون زائر توافدوا من مختلف أرجاء المملكة ودول الخليج والدول المجاورة، وقد كشفت دراسة أجرتها الوزارة على العارضين والزوار أن مستوى الرضا عن تنظيم المعرض، ونوعية الجهات المشاركة وتنوعها كان عالياً جداً. أما على صعيد النجاح في دعم التعاون الدولي بين الجامعات السعودية ونظيراتها العالمية شهد المعرض توقيع أكثر من 45 مذكرة تعاون في المجال الأكاديمي بين الجامعات السعودية وعدد من الجامعات الدولية. «30» ورشة عمل مفتوحة للجمهور للاستفادة من الجامعات المشاركة في المعرض خلال فترة ثلاثة أيام * وماذا عن المشاركة الدولية في هذه الدورة .. هل ستكون على ذات المستوى العام الماضي؟ - بل ستكون المشاركة هذا العام أفضل بإذن الله كماً وكيفاً؛ فمن حيث الكم ارتفع عدد الجامعات المشاركة هذا العام ليصل إلى (371) جامعة عالمية منها (37) جامعة أمريكية و(55) جامعة بريطانية، و(36) جامعة كندية و(35) جامعة أسترالية و(14) جامعة يابانية و(32) جامعة صينية و (16) جامعة فرنسية وسبع جامعات ألمانية بالإضافة إلى جامعات عدة من إيطاليا وسويسرا وفنلندا ونيوزيلندا وإيرلندا وتركيا وجنوب إفريقيا وماليزيا وسنغافورة، وازداد عدد الدول المشاركة ليصل إلى(34) دولة. أما من حيث النوع ستشارك هذا العام (65) جامعة مصنفة ضمن أفضل مائة جامعة في العالم وفقاً لتصنيف شنغهاي. كما سيشهد المعرض هذا العام مشاركة عدد من المنظمات الدولية المختصة بالتعليم العالي بالإضافة إلى بعض الروابط والاتحادات الجامعية التي تضم تحت مظلتها عدداً كبيراً من الجامعات ومعاهد الأبحاث، من أبرزها الرابطة الفرنسية للجامعات (كامبوس اوف فرانس) ، والاتحاد الالماني للجامعات (داد) المختص بالتبادل الأكاديمي ، والمجلس الثقافي البريطاني، ومنظمة التعليم التجاري الكوري، بالإضافة إلى منظمات هندية وكندية مختصة بالتعليم العالي. *لاحظنا إضافة كلمة (المؤتمر) إلى اسم المعرض هذا العام حيث أصبح اسمه المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي .. ما دلالة هذا التغيير؟ -هذا التغيير في الاسم يكشف عن تغيير مهم في النشاط العلمي المصاحب حيث عملت الوزارة هذا العام على تطويره وتحويله إلى مؤتمر دولي بعنوان (منظومة الجامعات العالمية الرائدة) يشارك فيه (16) من خبراء وقيادات التعليم العالي العالميين من بينهم جميل سالمي مدير التعليم في البنك الدولي، وفيليب ألتباخ مدير مركز التعليم العالي الدولي، وخوزيه نارو روبلز مدير جامعة المكسيك الوطنية المستقلة، وجوزيف ريتزن وزير التعليم العالي السابق ومدير جامعة ماستريخت في هولندا، وديفيد سكورتون مدير جامعة كورنيل بالولايات المتحدةالأمريكية، وسيناقش المؤتمر الذي يعقد على مدى يومين عددا من المحاور من بينها «التعليم العالي في الاقتصاد المعرفي» والتنافس العالمي في التعليم العالي» والاستراتيجيات والهيكلة في مؤسسات التعليم العالي» بهدف الوصول إلى أفضل السبل لبناء منظومة الجامعات العالمية الرائدة والاطلاع على عدد من التجارب المرموقة على هذا الصعيد. * هذا المؤتمر يستهدف النخبة وأعضاء هيئة التدريس كما هو واضح من المحاور التي أشرت إليها .. ماذا بشأن زوار المعرض من الطلاب الجامعيين والدارسين في برامج الدراسات العليا والمهتمين من غير أعضاء هيئة التدريس .. ألن يكون لهم نصيب في المناشط العلمية ؟ - بلى .. حيث سيصاحب المعرض هذا العام مجموعة من ورش العمل التي يتجاوز عددها ثلاثين ورشة عمل موزعة على ثلاثة أيام يقدمها مشاركون من جامعات عالمية ومحلية وتدور مواضيعها حول قضايا هامة في التعليم العالي كالجودة والاعتماد الأكاديمي والإرشاد الطلابي والتعليم عن بعد وخدمة المجتمع وتجارب بعض الجامعات العالمية، وهذه الورش مفتوحة للجمهور العام ولا يتطلب حضورها التسجيل في الموقع الالكتروني، وستتوزع بين قاعتين تتسع كل منها ل 100 شخص وبكل قاعة مكان مخصص لحضور السيدات، وقد تم تزويد هاتين القاعتين بجميع الأجهزة التقنية والفنية وأنظمة الصوت والعرض المرئي.