دشن وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين أمس، صندوق الاستدامة المالية الذي أنشأته مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بهدف دعم برامج الجمعيات والمؤسسات الخيرية ومشروعاتها وتمويلها قروضا حسنة لتدوير رأس المال وتوسيع نطاق الاستفادة منه على مستوى المملكة. والقروض الحسنة سوف تُمنح للجمعيات التي تتقدم بطلب إلى الصندوق لتمويل ما تتبناه من مشروعات وبرامج يعود نفعها للمستفيدين من الجمعيات ، وذلك بعد دراسة الطلبات من قبل الهيئة الإشرافية للصندوق وإقرارها على أن تسدد القروض وفق الآلية المعتمدة لدى الصندوق. وإلى جانب وزير الشؤون الاجتماعية، شارك عدد من رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات لبعض الجمعيات الخيرية في حفل تدشين الصندوق الذي عقد ظهر أمس في الرياض. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، أن صندوق الاستدامة المالية الذي دشن أمس في الرياض سيطبق الضوابط على الجمعيات او المؤسسات الخيرية المتعثرة والتي لم تسترجع القرض الذي حصلت عليه من الصندوق. وقال العثيمين عقب تدشينه أمس صندوق الاستدامة المالية إحدى مبادرات مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي في قاعة المقصورة بالرياض، ان طلب القرض سوف يتم التقدم به مباشرة من الجمعية إلى الصندوق ، داعياً الجمعيات والمؤسسات الخيرية ان تتجه نحو الوقف الاسلامي الخيري ، لأنه يعد أفضل وعاء استثماريا وتنمية الاموال، حيث أنه وعاء شرعي وتقليد اسلامي منذ مئات السنين واثبت نجاحه. وتابع :» الصندوق يهدف إلى تقديم القرض الحسن والميسر للجمعيات والمؤسسات الخيرية المرخص لها من الدولة ، وهذا النمط الجديد من اساليب ممارسة العمل الخيري في المملكة ليس قائم على المساعدات المباشرة وانما قائم على ما يسمى الان بالاستدامة ، حيث تحصل الجمعية او المؤسسة الخيرية على هذا القرض الحسن. وقال وزير الشؤون الاجتماعية ان الجمعيات والمؤسسات الخيرية تحظى باعانة الوزارة وبدعم من المتصدقين والمزكين ولكنهم يحتاجون الى مشاريع قد تتطلب مبالغ كبيرة مثل بعض المنشآت والمراكز والمشاريع الخيرية التي تتطلب الأموال ، لافتاً إلى أن مؤسسة سليمان الراجحي تقدم تجربة رائدة في مجال العمل الخيري. وحول وجود تنسيق مع وزارة الداخلية لكي لا تصرف الجمعيات أو المؤسسات الخيرية هذه المبالغ في بعض العمليات المشبوهة، قال العثيمين ان الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة تخضع لمراقبة حثيثة من جميع الجهات ذات الصلة، حيث أن هناك محاسبين قانونيين معتمدين في جميع انحاء المملكة على جميع الجمعيات والمؤسسات الخيرية والحسابات معروفة ، مضيفاً :» لم اسمع او اتلقى أي شيء بالنسبة للجمعيات او المؤسسات الخيرية داخل المملكة والمرخص لها من الدولة وهذا شيء نفتخر به». من جانبه كشف رئيس مجلس الامناء الدكتور عبدالرحمن الراجحي عن ان الصندوق سيتم البدء فيه الشهر المقبل ومدة التمويل اربع سنوات على استرجاع المشروع، مشيرا الى انه سوف يخدم عدة مشاريع تسترجع للمؤسسة والمبالغ التي تسترجع تمول بها مشاريع اخرى بمعنى انها عملية تدوير المال باكثر من مؤسسة وهذا يعتبر كمنظومة مالية وهي التجربة الاولى في المملكة. وحول المدد الزمنية لاسترجاع القروض الحسنة، قال الراجحي ، ان المدة تعتمد على كل منشأة ، حيث أن هناك منشأة مبتدئة في العمل وتحتاج الى فترة سماح وهناك منشأة تكون بدأت في العمل وتكون جاهزة لاسترجاع المال بسرعة وتدرس اللجنة التنفيذية الموكل لها العمل بدراسة كل مشروع. وحول وضع ضوابط لاعادة القروض وفق دفعات ميسرة حتى لا يحدث تعثر في القروض، قال الراجحي ان هناك ضوابط معينة بان المبلغ يرجع بالكامل وفي حالة تأخره سوف تهمش الجمعية او المؤسسة التي لم تتعاون في استرجاع المبلغ، موضحاً أن لا توجد هناك أي عقوبة ولكن في المراحل المقبلة لو طلبت قرضا سيكون ليس لها نصيب الاسد او ليس من الجمعيات التي تستحق. وخلال حفل التدشين، أكد رئيس الهيئة الإشرافية للصندوق محمد الخميس، أن الصندوق يعد خيريا بتمويل من مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية وبالشراكة الاستراتيجية مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ويدعم برامج ومشروعات الجهات الخيرية والاجتماعية بالمملكة كقرض حسن يسترد وفق آلية تحدد من قبل الهيئة الإشرافية للصندوق. وأضاف أن رسالة الصندوق تتمثل في تقديم القروض الحسنة والحلول المالية المستدامة للجهات الأهلية ، والجمعيات الخيرية ، ولجان التنمية في مختلف مناطق المملكة لتطويرها ، وتحسين أدائها والإسهام في تنمية المجتمع. من جانبه، شدد رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية الدكتور عبدالرحمن الراجحي، أنه انطلاقاً من رؤية المؤسسة وهي الريادة في العمل الخيري ، إيماناً منها بمسؤولياتها تجاه المجتمع، فقد أنفقت المؤسسة على مختلف المشروعات خلال السنوات الماضية في مجالات متعددة كالمجال التعليمي، والصحي، والاجتماعي، والإعلامي، والدعوي، وبناء المساجد، وحفر الآبار ما يقارب ثلاثة مليارات ونصف المليار. وأضاف :» أن المؤسسة تبنت عدة مبادرات منها صندوق الاستدامة المالية ، الذي يمثل نقله نوعية في فكر وثقافة العمل الخيري في المملكة ، وتسعى إلى زيادة الكفاءة وفاعلية الموارد المالية للجهات الخيرية ، وتحويل المستفيدين من مستنزفين من الموارد المالية إلى مصدر من مصادر التمويل. وبين الأمين العام لمؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية، أن الصندوق سوف يسهم في تنمية الموارد المالية للجهات الخيرية المصرح لها وفق مبدأ التنمية المستدامة, مبيناً أن الصندوق سيدعم برامج الجمعيات والمؤسسات الخيرية ومشروعاتها ويمولها قرضاً حسناً لتدوير رأس المال وتوسيع نطاق الاستفادة منه على مستوى المملكة. وحول رأسمال الصندوق وتمويله قال الراجحي، إن مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية ستلتزم بتمويل الصندوق تمويلاً كاملاً بمبلغ قدره مائة مليون ريال على سبيل القرض الحسن المسترد بعد نهاية مدة عمل الصندوق التي تصل إلى خمس سنوات قابلة للتجديد وذلك بميزانية تصرف مقسطة على أربع سنوات يصرف منها 15 مليوناً في السنة الأولى و 25 مليوناً في السنة الثانية و 30 مليوناً في كل من السنتين الثالثة والرابعة. أمام ذلك ، عدّ وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين في كلمة له خلال الحفل ، صندوق الاستدامة المالية بالنقلة النوعية في مسيرة العمل الخيري ، مبيناً أن الصندوق ستكون له آثار إيجابية منها ضمان استمرار خدمات الجمعيات الخيرية والنهوض بها ، وزيادة فاعلية الموارد المالية لها ، وبناء جيل يعتمد على ذاته في التطوير والإنتاج ، والإسهام في توفير فرص وظيفية من خلال إعادة تدوير راس المال. وبينّ أن أهمية الصندوق تعود بالنفع على المواطنين بالخير والفائدة ، وينعكس أثره على المجتمع ككل ، بالإضافة إلى كونه مشروعاً نموذجيا في الشراكة بين مؤسساته الخيرية والاجتماعية يتحول فيه أصحاب الحاجات إلى شرائح بناءة منتجة. وفي استطلاع ل»الرياض» عقب تدشين صندوق الاستدامة المالية، أشاد الأمين العام لمؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية برعاية الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية لحفل تدشين الصندوق ، مشيراً إلى ان هذه الرعاية تأتي تأكيداً وتجسيداً للدعم اللا محدود الذي تقدمة وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات والمؤسسات الخيرية. وأضاف إن صندوق الاستدامة المالية يعتبر نقلة نوعية في مفهوم دعم العمل الخيري، حيث حرصت مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي على تقديمه للجمعيات الخيرية لتضمن الاستدامة المالية للمشاريع الخيرية والنهوض بها. من جانبه، بارك الشيخ محمد الخميس مدير إدارة العمل الخيري في مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية ، خطوة تدشين صندوق الاستدامة المالية ، واصفا إياها بأنها نافذة رائدة في مجال العمل الخيري. وأكد أن المؤسسة قد حرصت بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية على تقديم رؤية شاملة ومتكاملة لتقديم الدعم المادي الدائم للجمعيات والمؤسسات الخيرية وفق رؤيا واضحة الأهداف. إلى ذلك ، قال الدكتور عبد الرحمن العشماوي، ان هذا الصندوق يؤكد لنا أننا نسير بخطوات واثقة في طريق دعم العمل الخيري دعما ذاتيا حتى لا يظل معتمدا على الموارد التي تزيد وتنقص حسب الظروف، معتبراً أن فكرة إنشاء صندوق الاستدامة تعدّ فكرة رائدة لدعم برامج الجمعيات والمؤسسات الخيرية.