أكد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، أن صندوق الاستدامة المالية سيطبق الضوابط على الجمعيات أو المؤسسات الخيرية المتعثرة التي لم تسترجع القرض الذي حصلت عليه من الصندوق. وقال ل «شمس» عقب تدشينه في قاعة المقصورة بالرياض أمس، صندوق الاستدامة المالية إحدى مبادرات مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي، إن طلب القرض سيتم التقدم به مباشرة من الجمعية إلى الصندوق «لدى المؤسسة عدد من الضوابط فإذا تم التأكد بأن القرض سيستثمر في مشروع معين محدد وواضح المعالم فهذه الأموال وضعت لأجل هذا القرض». وحول وجود تنسيق مع وزارة الداخلية لكيلا تصرف هذه المبالغ في العمليات الإرهابية، أوضح العثيمين، أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة تخضع لمراقبة حثيثة من جميع الجهات ذات الصلة، وهناك محاسبون قانونيون معتمدون لجميع الجمعيات في أنحاء المملكة «الحسابات معروفة ومنضبطة، ولم أسمع أو أتلق أي شيء بالنسبة للجمعيات أو المؤسسات الخيرية المرخص لها من الدولة، وهذا شيء نفتخر به». وأشار إلى أن جل المبالغ التي تأتي لموارد الجمعيات الخيرية عبارة عن زكوات «الزكاة معروفة شرعا أنها لا بد أن تصرف ولا يجوز للجمعيات أو المؤسسات الخيرية أن تستثمر الزكوات»، مهيبا بجميع الجمعيات والمؤسسات الخيرية الاتجاه نحو الوقف الإسلامي الخيري لأنه أفضل وعاء استثماري «في آخر ملتقى للجمعيات الخيرية في المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نحن أكدنا على الجمعيات والمؤسسات الخيرية جميعا أن الوقف أفضل وسيلة لتنمية الأموال فهو وعاء شرعي وتقليد إسلامي منذ مئات السنين وأثبت نجاحه، وكما هو معروف فإن أعرق الجامعات في العالم تعيش على الوقف، فنحن أولى بهذا في بلادنا». وحول الطموحات التي تنشدها الوزارة من الصندوق، قال العثيمين، إن الصندوق أنشئ برأسمال قدره 100 مليون ريال لتقديم القرض الحسن والميسر للجمعيات والمؤسسات الخيرية المرخص لها من الدولة «هذا النمط من أساليب ممارسة العمل الخيري في المملكة جديد، وليس قائما على المساعدات المباشرة، وإنما على ما يسمى الآن بالاستدامة، بمعنى أن تأخذ الجمعية أو المؤسسة الخيرية القرض وتعرف أنه مسترجع، فهذا سيرتب على الجمعيات أو المؤسسات الخيرية المرخص لها أن تهتم بحسن استثمار هذا المبلغ»، مشيرا إلى أن بعض الجمعيات أو المؤسسات الخيرية تحتاج إلى هذا الدعم، وكذلك الصغيرة والناشئة لكي تقف على قدميها. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية تحظى بإعانة الوزارة وبدعم المتصدقين والمزكين «لكنهم يحتاجون إلى مشاريع قد تتطلب مبالغ كبيرة مثل بعض المنشآت والمراكز والمشاريع الخيرية التي تتطلب الكاش السريع، وبالتالي فمؤسسة سليمان الراجحي تقدم تجربة رائدة في مجال العمل الخيري». من جهته، كشف رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية الدكتور عبدالرحمن الراجحي، أن الصندوق سيتم البدء فيه الشهر المقبل، مبينا أن الصندوق سيسهم في تنمية الموارد المالية للجهات الخيرية المصرح لها وفق مبدأ التنمية المستدامة ويدعم برامجها ومشروعاتها وذلك بتمويلها على شكل قروض حسنة لتدوير رأس المال، وتوسيع نطاق الاستفادة منه. وذكر أن المؤسسة ستمول الصندوق تمويلا كاملا ب100 مليون ريال على سبيل القرض الحسن المسترد بعد نهاية مدة عمل الصندوق التي تصل إلى خمسة أعوام قابلة للتجديد، وفق مذكرة التفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية