في كل يوم وعلى مدى 5 مرات تتلذذ مسامعنا بسماع الأذان في كل مكان على بقاع الأرض.. صوت الأذان يأتي بطريقة أدائه من المؤذن ومدى إجادته بلحن, هو (مقام موسيقي ) يختلف من صوت مؤذن لآخر وفقاً لطريقته وطبقاته الصوتية واللحنية. لكن أن يؤدى الأذان مع موسيقى ونغم ولحن خاص وسط صفقات ورقصات الحاضرين هو ما يدعونا للدهشة والاستغراب على هذا العمل الذي اقترفه (المشارك السوري محمد دقدوق) في برنامج ستار اكاديمي 8 بعدما قدم أغنية على مسرح البرنامج وسط كلمات الآذان كاملة( بأنغام موسيقية ) بالمشاركة مع (المشتركة المصرية نسمة) والتي قدمت ترانيم مسيحية تعبر عن الكنيسة وعرض صور للهلال والصليب على خلفية المسرح. الهدف جميل من هذه الأغنية حينما نعلم أنها توضح مدى التقارب والتسامح بين الأديان، ولكن لم توظف بالشكل المطلوب فكان الأجدى أن تقدم لوحة فنية تعبر عن الترابط الإسلامي المسيحي دون أن يستغل الأذان ويوضع في أغنية موسيقية كاملة وان يرفع الأذان من على خشبة المسرح مع رقصات وتصفيق الجمهور بشكل مهين وسافر لجميع مشاعر المسلمين قاطبة وإساءة للدين الإسلامي، وكان الأجدى والأقرب مثالاً أن تستغل الصورة الجميلة التي قدمها المصريون خلال ثورتهم وتلاحم المسيحي والمسلم يد واحدة وحمايتهم لبعضهم البعض في أداء صلواتهم في الجمعة والأحد إبان الثورة. ولكن يبدو أن تلك الخطوة التي أقدمت عليها القناة والبرنامج تحديداً كان الهدف منها تماماً إثارة الرأي العام العربي وجذب الأنظار إلى البرنامج بعدما فقد بريقه الماضي، كما يبدو أن إدارة قناة LBC تصر على تكريس فشلها الإعلامي والتسويقي بكافة برامجها وتحديداً في برنامجها الأكثر من ممل ستار أكاديمي ووصوله للعام الثامن على التوالي يعتبر ليس نجاحاً فنياً بل إصرار وتكبر على إعلان الفشل بالبحث عن ما هو جديد ومفيد ومثير في نفس الوقت, بعدما نعلم أن هدف ستار أكاديمي خرج من إطار تخريج كوادر فنية موهوبة في عالم الغناء وتحول إلى موارد اقتصادية وجوانب تسويقية ومادية بحتة. بائع (الخضار المخادع) يسعى لوضع بضاعته بشكل مقبول ونظيف أمام زبائنه ومغري شهي يسلط الضوء الساطع على عربته لكي يسوق بضاعته ويتخلص منها في أسرع وقت، وهو ما ينطبق تماماً على (مسؤولة الأكاديمية) والتي نجحت في خداع مشاهديها بالأضواء الساطعة والإخراج الفني والتغنج والتفسخ في كثير من الأحيان والتخلي عن أذواق المشاهدين العرب بما يتفق مع مبادئهم وخصوصياتهم سعياً لسحب المراهقين والمراهقات في متابعة البرنامج السطحي المعتمد على القشور الفنية لتخرج كوادر فنية عفنة تضعها على أرفف "بضاعة فنية منتهية الصلاحية" من فنانين درجة ثانية وثالثة في سوق الفن ولا يبدو لهم أية تأثير أو نجاح في تطوير الساحة الغنائية التي لم تشهد مطرباً أو مطربة سعى لتقديم نفسه بشكل يليق.