ماهي المواعيد ؟ وماعلاقتها بالآخرين، ثم أليس هنالك علاقة بين الالتزام واللا مبالاة ..؟ والاهم ليلة العمر التي هي حلم كل شاب وفتاة يا ترى كيف سيكون حالها هل كما يقولون بالعامية (تبيض الوجه ولاتفشل) !! ولماذا قالوا وجع الضرس ولاهم العرس ..؟! ان تلك الاستفسارات تدول حول خلاصة مفادها ان المواقف العجيبة والغريبة المتكررة التي نسمع عنها في المناسبات لم تكن مجرد شائعات تتردد او حكايات تروى لكنها واقع مؤسف يعكس القصور في الوعي وعدم تحمل المسؤولية وحتى لا اتهم بالقسوة اوالمبالغة سوف ادخل في صلب موضوع (العريس السنافي) الذي بدأ سناريو قصته الواقعية منذ وصوله قاعة الافراح حيث تفاجأ بوجود حشود غفيرة من ضيوفه لايستوعبهم سوى استاد الملك فهد تقدم العريس ووالده وبعض اقاربه بخطوات ثقيلة اما ضيوفه فغالبيتهم بقوا على خط التماس خارج القاعة وكما يقول المثل الانجليزي (اذا اردت السيطرة على خصمك فما عليك سوى اسره بنظاراتك ) ذلك المثل ينطبق على موقفهم اثناء تقاذفهم النظرات المتجهمة تعبيرا عن الموقف العصيب الذي أوصلهم الى اقصى درجات الحرج والارتباك وصارت الدعوى لامحالة زنقة يعني زنقة وليس امامهم خيار وهم يرون الضيوف في مشهد غير لائق منتظرين وممتعضين ولايعلمون عن الامر شيئا وكأنهم طرشان في الزفة!! واهل العروس في قمة الحيرة والتردد وما زاد الطين بلة ان النفس شانت فبدأت ردود الافعال شيئاً فشيئاً الى ان تدرج الموقف فأخذت الاصوات تعلوا واحتدمت الانتقادات وكادت الامور تصل الى التشابك بالأيدي لولا تخلي بعض الضيوف الذين هدوا النفوس قليلا.. فانعكست تلك الاجواء المشحونة على الجميع بالنكد فغادر من غادر من المدعوين وصار الاحتفال (حوسه وفشيله ..!!) .اما السبب فيعود على ما يبدو الى سوء التنسيق والاجتهاد الخاطئ انطلاقا من مبدأ (لا يزعل احد) واعتمادا على مفهوم ( ندعوا700 ولا يأتي إلا نصفهم) اما البعض الآخر ترتيبهم في اعداد الوليمة قائم على مبدأ ( الزود ولا النقص ) والنتيجة في الغالب الحضور اقل بكثير من حجم الموائد العامرة..!!ولعل ابرز اسباب ذلك هي اللامبالاة وعدم الالتزام بالمواعيد.. ! فمن هنا اصبحت المناسبات لدى البعض هما وقلقا ووجع رأس !! أستميحكم العذر على الإطالة وأعاود كشف حكاية العريس وسبب تسميته بالسنافي السبب يعود باختصار لحسن تصرفه الذي اثبت من خلاله أن الحكمة في معالجة الموقف المفاجئ تبقى في الرأس أمضى من السيف والفأس إذا تم توظيفها بشكل سليم ، فعندما رأى العريس الأمور متوترة ومتأزمة وانها ستنعكس بالتأثير السلبي على علاقته الزوجية وقد تصل الى حد الانفصال من الليلة الأولى ..!! من هنا وجد الحل الأنسب للخروج من هذا المأزق هو أن يغادر وزوجته القاعة سريعا وبعيدا عن الانظار و بهدوء تام وتقديم موعد السفر الى الخارج لقضاء شهر العسل ليكون في نفس الليلة وبدلاً من أن يقضي أسبوعين مددها شهراً كاملاً بعيداً عن التوترات والخلافات والتأثيرات العائلية التي أجزم أنها سوف تنتهي بمرور الوقت وهدوء النفوس تلقائياً الى جانب ان بقاءه و تمسكه بزوجته سينعكس على العائلتين ايجابا وبالفعل تحقق للعريس مبتغاه واقام بعد عودته حفلا كبيرا وبهيجاً اعده بالكامل بنفسه وبمساعدة شريكة حياته قدم من خلاله اعتذاره للجميع وطلب منهم الدعاء لهما بالتوفيق و عاش ما شاء الله تبارك الله مع زوجته و عائلتهما بعلاقة حميمية و ازداد في نظرهم حباً ووداً و تقديراً و أصبحوا يطلقون عليه الى يومنا هذا "السنافي " وقفة: مفرطون في أفراحنا وفي أحزاننا وعاطفتنا وسخطنا بل وحتى في أكلنا وأنفاقنا..!! أين نحن من الوسطية والاعتدال ؟!