امتدت آثار «فاجعة جدة» لتنال من أفراح الأهالي وتغيّر في مكانها وزمانها، بعد أن حطمت الكثير من قاعات الاحتفالات، فيما لم يجد العرسان سوى خط الموقع والموعد الجديدين لإقامة ليلة العمر على ما تبقى من جدران الصالات المتهالكة، في محاولة لتدارك الوضع، وتخفيف آثار السيول على عملية الدخول إلى القفص الذهبي. فعلى ما تبقى من جدران قاعة «درة الأفراح» التي دهمتها سيول جدة خط العرسان مواعيد حفلات زفافهم وأماكنها، إذ لم يتبق في القاعة التي حجزت فيها خلال عيد الأضحى خمس حفلات زفاف سوى جدار حوله العرسان إلى سبورة يسطرون عليها المواعيد والمواقع لليلة العمر التي تأخرت بفعل الطوفان، وحملت تلك العبارات « تم نقل زواجي إلى قاعة ......» وتحولت القاعة من مكان للفرح إلى موقع خيم عليه الاكتئاب، لاسيما من قبل المالك والعاملين الذين فقدوا مصدر دخل لهم. وتكبد العرسان خسائر فادحة بسبب نقل مواقع أفراحهم، وعدم تمكن البعض من الحضور، فضلاً عن اندلاع عدد من المشكلات بين العريس والحضور الذين لايعلمون عن الموعد والمكان الجديدين، فالشاب ملحق مطر السلمي أكد أن كارثة السيول تسببت في الكثير من المشكلات له، خصوصاً وأنه وجه الدعوة لأكثر من ألف شخص، مشيراً إلى أن تغيير القاعة التي حجز فيها ليلة زفافه أدى إلى اعتذار البعض عن الحضور، فيما ذهب البعض الآخر إلى القاعة نفسها التي دمرتها السيول. وذكر أنه وبمجرد سماعه خبر تعرض القاعة إلى الدمار ذهب إلى قاعة أخرى لحجز موعد لزواجه الذي حدده في ال14 من الشهر الجاري. وقال: «إن عدداً من الحضور وصلوا إلى جدة من الرياض وينبع والمدينة لحضور حفلة زفافه لكنهم فوجئوا بما حدث من سيول أدت إلى تدمير القاعة تماماً». مشيراً إلى أنه حاول الاتصال بصاحب القاعة التي تعرضت إلى الدمار لمعرفة رأيه حول المبلغ الذي تم دفعه كعربون لليلة الزواج، ولكنه لم يرد عليه، موضحاً أنه ذهب لاستئجار قاعة أخرى بمبلغ يصل إلى أكثر من 17 ألف ريال. بدوره، أكد أحد العرسان (رفض ذكر اسمه) أنه لم يكن متوقعاً أن تكون ليلة عمره التي حدد يوم 14 من الشهر الجاري موعداً لها ستقام في مكان آخر غير حي «قويزة»، مشيراً إلى أن ظروف الأمطار والسيول التي اجتاحت المنطقة أجبرته على تنظيمها في إحدى القاعات بشمال جدة. وأفاد أن عدد الحضور لم يصل إلى ما كان يتوقعه، خصوصاً في ظل توزيع المئات من دعوة الحضور لحفلة الزفاف، مشيراً إلى أن السيول التي حدثت أدت إلى منع الكثير من الحضور، إضافة إلى تغيير مكان القاعة. «إذ غالبيتهم لم يعلموا بمكان وزمان زفافي سوى من العناوين التي كتبتها على الجدران المتبقية من القاعة». من جانبه، أوضح مسؤول القاعة شاكر ذياب أن السيول تسببت في إلغاء جميع حجوزات الأفراح في القاعة، مشيراً إلى أن الأضرار التي لحقت بالقاعة جراء الأمطار كبيرة ولا يمكن إقامة أي فرح فيها الآن. وكانت القاعة شهدت دماراً كبيراً، إذ غطت المياه كل أنحائها، إضافة إلى وجود عدد من السيارات التي نقلتها السيول إلى داخل القاعة.