تطرقنا في الحلقة السابقة إلى ترتيبات الخطوبة وشروطها وجميع بروتكولاتها. وعن المهر وقيمته وأنواعه أما في هذه الحلقة فسوف نخصصها "لإدرامتيك" ليلة العرس وأحداثها في الزمن الذي وعيناه وعشنا أيامه الجميلة ، وذكرياته التي حفرت في ذاكرتنا ، على الأقل في مدينة بريدة ولن أتخطى حدود معرفتي إلى المناطق الأخرى في منطقة القصيم . ولأجل أن نقارن بين حاضرنا الذي نعيشه الآن وبين ذلك الزمن الوردي الذي رفض أن يغادر ذكرياتنا يمر أحياناً أمامنا كمرور السهم وكأنه خيال أو أحلام سريعة ، وتتركنا نحُن عليه كحنين الناقة إلى ولدها . طوانا زمن سريع غَيرنا كثيراً ، من بساطة الحياة إلى حياة معقدة ومتطلباتها تتزايد مع كل دقيقة نعيشها . صحيح أننا نعيش رخاءً عاماً وحياة مرفهة . ولكن طرقات بريدة الضيقة والمتعرجة ورائحة زهور البرسيم الفواحة التي تنتشر مع نسيم الصباح ، وقطعان الحمير التي تنقله مع شروق الشمس المخملية تجعل من الصعب نسيانه. قبل ليلة العرس بأيام تبدأ حركة محمومة لإنجاز كثير من المهام التي تحتاجها تلك الليلة قبل أن يبادرهم الموعد على حين غرة ، كل الأعمال تنجز مشياً على الأقدام وأحياناً ما تكون أقدام حافية قبل انتشار الأحذية بشكل واسع النطاق . لا سيارات مع الناس ، كل السيارات الموجودة خاصةً بالأعمال والنقل مع عددٍ قليلٍ من سيارات الأجرة التي تستأجر جميعها لنقل العريس ومرافقته إلى حفل الزواج. ويجند جميع أفراد العائلة لدعوة الناس . ويؤكد على بعض العوائل التي لا تتمكن من الحضور بأن وجبتهم سوف تأتي إليهم في بيوتهم ، ينقلها الصغار والفتيات حتى وإن كانت بأطراف المدينة ،والشعار الذي يقال لهم (( لا تسوون)) أي لا تطبخون طعامكم فإنه سوف يصل إليكم . ونحن نعرف أن وجبة العرس تقام بعد ليلة العرس بيوم واحد ، ووقتها بعد صلاة العصر . أما ليلة العرس لا يقدم فيها سوى الشاي والقهوة والبخور ثم يغادر الجميع بيت العروس إلى عصر يوم الغد حيث المناسبة الكبرى . الخطوة الثانية : وهي الاستعانة ما أمكن ببعض الوسائل المساعدة من الجيران والأقارب ، مثل الأباريق ، والدلال ، والفوانيس التي تضيء على الكيروسين ، وبعض السجاد والمباخر وكلها تستعار حتى تنتهي المناسبات. ثم تعاد إليهم فيما بعد ، كما تستعار بعض أواني الطبخ الكبيرة ، وعدد كافي من الصحون والأواني الصغيرة لنقل ما تبقى من أطعمة إلى البيوت المجاورة هذا إذا بقي شيئاً من الوليمة وعادةً لا يتبقى شيئاً أبداً . أما النسوة فينشغلن في خياطة ملابسهن يدوياً وملابس العروس وبقية الأولاد ، حيث كانت النساء هن من يقمن بخياطة ثيابهن لعدم وجود خياطات نسائية ولا حتى رجالية . كنت أتذكر خياطاً واحداً فقط من الأهالي وكان بارعاً جداً في خياطة الملابس الرجالية له محلاً يقع في "قبة رشيد" وكان هذا الخياط البارع يخيط ملابس كبار الموظفين والبزنس . وعلية القوم . أما الناس العاديون فليس لهم إلا أيدي زوجاتهم . كان يستغرق خياطة الثوب يدوياً من ثلاثة إلى أربعة أيام. أما ثوبي الجديد فإن والدتي هي من يخيطه لي وأفتخر به لأنه صناعة وطنية خالصة بلا شوائب "وطني العزيز وما أحب سواه". عادةً ما يستأجرون عدداً من السيارات لنقل العريس ومدعويه إلى الزفاف ويفضلون السيارات التي لها صناديق لحمل أكبر عدد ممكن من المدعوين. بعد صلاة العشاء يتهيئون مع العريس لركوب السيارات والذهاب إلى مقر الاحتفال وهو بيت العروس ، يحمل العريس معه الهدايا التي يقدمها للعروس ووالدتها. "الصباحة " وهي هدية العروس الصباحية عبارة عن تاج ذهبي يتدلى منه بشكل دائري عدد من الجنيهات الذهبية ، يشبه إلى حد ما تاج ملكة بريطانيا "اليزابث" والفارق البسيط بينهما أن "الهامة" وهو الاسم المتعارف عليه عند الناس يكون مبطوحاً يغطي الرأس جميعاً . انتهى هذا النوع ولم نعد نشاهده على النساء مع أنه من التيجان الراقية جداً والغالي الثمن وهو صناعة محلية الهدية الأخرى التي يحملها العريس هدية أم العروس وهي عبارة عن مجموعة من الأساور الذهبية . كما أنه يحمل أيضاً هديتين متميزتين جداً عبارة عن جنيهين من الذهب يسمونها "النيرة" واحدة للمرأة "البياعة" التي تبيع العروس إلى العريس . والبياعة امرأة تحترف هذه المهنة وتجيدها بمهارة تقوم بدور الطبيبة النفسية والتي تؤهل العروس للمواجهة مع عريسها تنتظر مع العروس قدوم العريس في غرفة "الروشن" ، وخلال فترة الانتظار تلقي على العروس محاضرات نفسية للمحافظة على الهدوء العام ، كما أنها تلقي عليها محاضرات جنسية تستمع إليها العروس بصمت وهي ترتجف من الموقف. بنات الأجيال الماضية يختلفن جذرياً عن الأجيال الحالية . التعليم – والإعلام والاتصالات والاحتكاك جعلت الفتاة تواجه الرجل وتتحدث معه بكل طلاقة بينما في السابق فالفتاة لا تتحدث أو تشاهد سوى أهلها فقط ، فوجود رجل أجنبي تشاهده لأول مرة تجعل الموقف أشد رعباً . لذلك وجدت المرأة البياعة التي تمارس هذه المهنة باحترافية كما أن للبياعة أدوار أخرى سوف نمر عليها. عند دخول العريس إلى الروشن تستعد البياعة للمغادرة وقد أكملت علاجها النفسي ثم تحصل على هديتها من العريس وهو الجنيه أو النيرة ، فتخرج وهي فرحة وسعيدة بهذه الهدية القيمة . قبل أن يتهيأ العريس لركوب السيارة التي سوف تنقله إلى عروسه يجب عليه أن يحتاط كثيراً لأمور تجري بالخفاء ، وكمائن تنصب وأفخاخ تنسج حوله يقودها أصدقاؤه المقربون منه وبعض الشبان الذي يريدون التشفي منه لمغادرته العزوبية وتركهم لوحدهم على أرصفة الشوارع والطرقات. إنه الوداع الأخير والهدية العنيفة التي يجازونه بها، وعلى العريس أن يحتاط جيداً لأنها ربما تكون عنيفة جداً . ويتمثل هذا الانتقام بالعبث بشخصيته ونهب الغترة والمشلح ، وربما تمزيق الثياب ، وأحياناً تصل الأمور إلى العبث بالمناطق المحرمة من جسده ، ولكن ربما يجد العريس من يدافع عنه ويحميه حتى ركوب السيارة ، وأحياناً تدور رحا معركة بين الطرفين المعارضة والموالاة ولكن دائماً ما تسفر الأحداث عن خسائر طفيفة جداً . كبار السن من المدعوين لا يعجبهم هذا النوع من المزاح ودائماً ما يعبرون عن غضبهم ببعض العبارات الغاضبة . كانت هذه العادة سائرة في ذلك الوقت وكثير من الشباب من يمارسها مع صديقه العريس ولكن ليس بهذا العنف الشديد الذي يحدث أحياناً . تجربة حظ..!! حاولت مرة أن أجرب حظي مع أحد أصدقائي وأودعه بعنف وانتقام خفيف وبموجب أنه من أقربائي ولي حق الدخول إلى البيت لم أنتظر مع بقية الأصدقاء حتى يخرج فسارعت لاقتحام البيت ومهاجمته في الداخل، ولكنني فوجئت بشخصٍ آخر يهاجمني من الخلف ويسدد لي لكمات وركلات عنيفة ، فضلت على أثرها الانسحاب والهروب لقوة الضربات وعندما حاولت النظر إلى ذلك الشخص الذي هاجمني على حين غرة وإذا هي أخته الشابة فصرت أضحوكة بين أولئك الأصدقاء بعدها أخذت درساً لن أنساه ولم أعد أهاجم العرسان بعد ذلك . لقد جاء الدور علي بعد ذلك في ليلة عرسي فأصبحت ككرة تتقاذفها الأقدام الكل يضرب والكل يمزق حتى وهب الله لي صديقاً عزيزاً قوي البنية تصدى للجميع وحماني حتى صعود السيارة وكانت الخسائر طفيفة ماعدا أنني فقدت الساعة "والطاقية" وكل الأزارير ، وأوجاعاً هنا وهناك منتشرة بين أعضائي ، وداع بعنف بريء ونية صادقة ، ولكنها حارة جداً . تطليق العزوبية بثمن لابد أن يدفعه العريس لأصدقائه العزاب. حفلة العرس بالنسبة للرجال تقتصر على شرب القهوة والشاي والبخور مع كلمات التهليل والتبريك ثم يغادرون. أما بالنسبة للنساء فإن هناك حفل راقص ويقتصر الأمر على قريبات العروس وجيرانهم ومعارفهم دون قريبات العريس. في الزمن الذي وعيناه وأدركناه كانت النساء تأتي إلى الحفلة وهن يلبسن "الخلاخيل" بأرجلهن أما الصبيات الصغيرات فهن يلبسن البرابيش والخلخال هو عبارة عن حلقة معدنية تلبس بالساق يتدلى منا أقراص حديدية أو أجراس عندما تسير المرأة تكون لها جلجلة موسيقية كذلك البرابيش. يأتن النساء وهن يلبسن هذا النوع من الحلي . ويستخدمنه في الرقص بحيث تعطي مجموعتها نوعاً من الصوت الموسيقي المتناغم مع بعض وتتقن بعض النساء رقصة "الحنده" والصغيرات يتقن رقصة "البحة" وكل واحدة من هذه الرقصات لها طقوس معينة وحركات جسدية متوافقة ولا يمكن للشابات أن يتقن هذا النوع من الرقصة الصعبة بالتمام فالكبيرات بالسن هن من يتقنها جيداً . لأن حركات الأقدام وهي تدك الأرض دكاً لا بد أن تتوافق مع ميلان الجسد بقوة وهذه حركة صعبة جداً . الحندة تشبه الحنده هذه رقصات النسوة الأفريقيات بالتمام . لأنها تحتاج إلى جسم رياضي ومرن بحيث تتجاوب كل الأعضاء مع الصوت. تلاشت هذه الرقصة العنيفة ولم نعد نسمع بها منذ دخول التسعينات من القرن المنصرم . وأعتقد أن "للخلاخيل" وظيفة أخرى مهمة غير الرقص وهي تنبيه المارة وخاصة بالليل أن هناك امرأة بالطريق. لأن الطرقات قبل الكهرباء مظلمة جداً وضيقة . وتعتبر إنذار مبكر للرجال بعدم الاصطدام بالنساء. يدخل العريس على عروسه "بالروشن" وهي غرفة منعزلة بأحد سطوح البيت والعروسة تنتظر قدومه مع بياعتها أو طبيبتها النفسية . تغادر البياعة الروشن بسرعة تاركة العروس لوحدها بمواجهة العريس تغادر بعدما تستلم هديتها من العريس وهو الجنيه الذهبي الآخر "النيرة" داعية للجميع بالتوفيق ولا تنتهي بعد مهمة البياعة بل ترافقها ليلة الرحيل إلى بيت العريس مدة ثلاثة أيام تواصل معها التأهيل والترويض النفسي لتقبل الحياة الجديدة والانسجام مع العائلة الكبيرة التي تسكن معهم. في الروشن تبدأ الحكاية . تكون العروس في هذه اللحظة في حالة نفسية متوترة ، وذلك لأنها سوف تبقى لوحدها مع رجل تشاهده لأول مرة . ثقافة الاقتحام هي أول الدروس التي يتلقاها العريس من المحيطين به "اقتحم مباشرة وأثبت رجولتك" لا مجال للرومانسية ، ولا مجال لتبادل الورود ولا حتى لتبادل القبلات ولا حتى لتبادل العبارات المهدئة ، كلا الطرفين متحفزاً لنفسه حتى العروس لبست كل ما لديها من سروايل ضيقة لإعاقة الهجوم ، حتى الأظافر تعتبر وسائل دفاعية مشروعة لصد الهجوم الشرس، تبدأ المعركة ، ويبدأ معها الكر والفر وتشتغل جميع الأسلحة ، وأحياناً ما يرتفع صوت العروس لطلب النجدة ، ويوجد على الدرج حراسة مشددة من والدتها وأخواتها حتى لا تندس أحد الفضوليات لتسترق السمع ورصد الأحداث من خلف الأبواب . أحياناً ما تصل الأمور إلى استعمال صورايخ "جراد" وهي الأظافر يتكبد العريس بعض الجراح في وجهه من شدة المعركة . بعض العرسان يختفي عن الأنظار حتى تشفى جراحه . في نهاية المعركة وتدمير البنية التحتية للخصم تغادر العروس الروشن إلى والدتها التي تنتظرها خارجاً . لتنظيم الترتيبات من جديد وترميم ما أفسده الدهر. في هذه الأثناء يستأذن أحد أقرباء العروس للدخول لتقديم القهوة والشاي للعريس ، حيث يحصل على الجنيه الثاني من العريس غالباً يحتدم الصراع بين أقارب العروس على من له الحق في تقديم القهوة للعريس ، في النهاية يحسم الصراع لصالح أحدهم حيث يفوز بالجنيه . لم تنتهي ليلة العرس بعد . حيث يأتي دور شبان الحارة الذين ينتظرون هذه اللحظة يجتمعون حول الناقة التي سوف تذبح مع أذان الفجر الأول ، لتقديم لحمها على مائدة الدعوة التي سوف تقام بعد صلاة العصر من غدٍ . يسهرون الليل كله بانتظار ذبح الناقة حتى يحصلون على قطعة صغيرة من الكبد . لا نستغرب من هذا الكلام الآن مع فترة الرخاء التي نعيشها . فغالبية المجتمع في السبعينات الهجرية وبداية الثمانينات من القرن المنصرم لا يحصلون على اللحمة إلا من العيد إلى العيد المقبل حيث الأضاحي. فقطعة من الكبدة تعتبر وجبة مليئة بالبروتينات التي يحتاجها الناس في ذلك الوقت . ولا يمكن لأي شخص الآن أن يدرك معنى ما أقوله إلا أولئك الأشخاص الذين عاشوا تلك الدهور الغابرة . دهور الجوع ، و المرض والعازة . في فترة السبعينات وما قبلها نعتبر أفقر مجتمع بالعالم ، ولكننا شهدنا قفزات الرخاء المتتالية التي غيرت المجتمع تغييراً واضحاً. نعم قطعة من الكبد ينتظرها شباب الحارة ويسهرون لأجلها ، وأحياناً ما تحدث اشتباكات مع أفراد متسللين من حارة أخرى . في ساعات الصباح الأولى تدب الحركة في بيت العروس . وتبدأ الاستعدادات على قدم وساق لطبخ الوليمة ، فتنصب القدور الكبيرة ، قدور اللحوم ، وقدور الجريش ، وقدور الأرز . ويشعل تحتها الحطب ، وكل هذا العمل تتولاه النساء دون الرجال . أما الشابات فيعملن كمساعدات. أحياناً ما يكون بيت العروس ضيقاً ، فتطبخ الوليمة بأقرب ساحة من البيت أو في حوش الجيران . تستمر عملية الطبخ حتى بداية العصر. في الموعد المحدد وبعد ساعة من دخول وقت العصر يكون جميع المدعوين قد حضروا يختمها العريس ومدعويه . تقوم النساء بتجهيز الوليمة التي تتكون من الجريش الذي يشكل ثلاثة أرباع المائدة ويغطى بطبقة رقيقة من الأرز كمادة تجميلية فقط لأن الأرز في ذلك الوقت لا يعتبر مادة أساسية مثل المرقوق أو المطازير أو الجريش . وإنما يقدم كمادة تكميلية فقط. يأتي اللحم وأقراص البر فوق الطعام . عندها يتقدم كبار الضيوف والذين هم بمعية العريس ، والشخصيات المهمة . وتعتبر هذه "القلطة" الأولى بعدها تبدأ القلطة الثانية لمن بقي من الرجال. ثم القلطة الثالثة لأطفال الحي ، والمرتزقة ، والضعفاء والذين انقطعت بهم السبل والمنسيين ، والمتروكين ، والمقذوفين ، و المتخلفين عقلياً وما أكثرهم في ذلك الزمان ، وهؤلاء لا ينتهون فقط بالاكتفاء من الأكل وإنما يملئون جيوبهم وحجورهم وكل مكان فارغ في الجسد أحياناً ما يكون الطعام غير كافي لهؤلاء فتغلق الأبواب بوجوههم ولا يتمكنون من الدخول . فيقدمون على رد اعتبارهم ويصرخون أمام البيت بالأناشيد الهجائية لصاحب الدعوة حتى يتعلم درساً في المستقبل . ومن أناشيدهم .. (( هذا عرس ما نذوقه ... ... ... زغل الشيطان فوقه)) أما بالنسبة للنساء فإن الحضور النسائي يكتفي بأهل البيت وأقاربهم وجيرانهم فقط دون حضور أهل العريس وقريباته . تستمر العروس في بيت أهلها لمدة أسبوع أو أسبوعين . يستمر العريس يتردد عليها مرتين في اليوم واحدة في فترة القيلولة والأخرى ليلاً حتى يأتي موعد ليلة الرحيل والذي سوف نخصص لها حلقة أخرى قادمة إن شاء الله . هذه ذكرياتنا الجميلة التي نعيش معها الآن في أحلامنا الليلية وكأنها البارحة كل حدث ماض يمر نتذكره جيداً بيوت الطين ، الطرقات الضيقة والمظلمة ، الأتربة التي تغطي الشوارع . اللغة والمصطلحات الجميلة التي راحت ولم نعد نسمعها الآن ، بريدة كانت تغط في نوم عميق ليلاً وتنهض مع بوادر الفجر لتعمل .... كلها ذكريات غادرت ولم تعد. موسى النقيدان ... بريدة