رأى معلقون سياسيون ان احتمال توجيه تهم الى وزير الخارجية الاسرائيلي العنصري أفيغدور ليبرمان الحليف الاساسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يهدد في الوقت الراهن الحكومة الاسرائيلية بسبب طول مدة الاجراءات القضائية، لكن معلقين آخرين قالوا ان أحداً لا يستطيع أن يتكهن بمزاج «حليف نتنياهو». وبعد عشر سنوات من التحقيق أعلن المدعي العام الاسرائيلي في بيان أول من أمس انه ينوي ملاحقة ليبرمان رئيس حزب (اسرائيل بيتنا) الصهيوني المتطرف بتهم «غسل الأموال والتلاعب بالشهود والاحتيال»، وهي تهم يعاقب عليها القانون بالسجن لأكثر من عشر سنوات. لكن المدعي يهودا فاينشتين الذي يشغل منصب المستشار القانوني للحكومة، رفض اتباع توصيات الشرطة بتوجيه التهم الى ليبرمان بالفساد. وقال الخبراء القانونيون ان ليبرمان العنصري سيتمكن من تقديم دفاعه خلال جلسة قبل ان يبت المدعي في توجيه الاتهام اليه رسميا، وهذه الآلية برمتها يمكن ان تستغرق سنة. وفي هذا الوقت، أعلن ليبرمان عزمه البقاء في منصبه زاعماً أنه بريء وأنه ضحية «النظام». واكد وزير البنى التحتية عوزي لانداو عضو حزب (اسرائيل بيتنا) أمس «سنستمر على الطريق التي سلكناها في الحكومة وكأن أي قرار لم يصدر» عن المدعي العام. ومن جهته أكد ليبرمان للصحافيين انه «يجب الا ندفع للاعتقاد بانه يمكن اسقاط الحكومة ووضع أغلبية أخرى في مكانها. هذا الائتلاف مستقر ومسؤول». وبدون النواب ال15 (من أصل 120) الممثلين ل(اسرائيل بيتنا)، سيفقد نتنياهو الاغلبية. ويؤكد المعلقون أن الحكومة غير مهددة في الوقت الراهن. واعتبر سيمحا كادمون في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه «في غياب توجيه التهم بالفساد التي كانت أساس الملف، فان الامر برمته أشبه بقصة منها ليبرمان وكذلك الحكومة والمؤسسة السياسية». وقالت مايا بنغال في صحيفة «معاريف» ان نتنياهو «يمكنه الحفاظ على هدوئه في الوقت الراهن». الا ان ارنون ابراموفيتش المعلق السياسي في القناة التلفزيونية السياسية الثانية الخاصة بدا أكثر حذراً. وقال ان «بنيامين نتنياهو لم يكف عن التأكيد ان ليبرمان هو حليفه الطبيعي والمشكلة هي طبيعة هذا الحليف الذي لا يمكن التكهن بتصرفاته. في الواقع نتنياهو هو رهينة لدى ليبرمان». ويرى خصوم ليبرمان من اليسار بانه «فاشي» و»خطير».