دعا الأسير مروان البرغوثي قيادة السلطة الفلسطينية، إلى عملية تغيير في النهج والسياسة، وطالبها بالتوقف عن الرهان على الرعاية الأميركية للعملية السلمية التي رأى أنها ميتة منذ تسع سنوات. وقال البرغوثي، في مقابلة من سجنه مع جريدة «القدس» المحلية نشرت أمس «التغيير في العالم العربي يجب أن يقابله تغيير في النهج والسياسة للقيادة الفلسطينية والتوقف عن الرهان على ما يسمى بالرعاية الاميركية لما يسمى بعملية السلام التي هي بالفعل ميتة منذ تسع سنوات وكذلك التوقف عن اللهاث خلف مفاوضات أثبتت التجربة فشلها». وأكد البرغوثي، الذي تصادف هذه الأيام مرور 10 أعوام على اعتقاله، ضرورة عدم التراجع عن التوجه إلى مجلس الأممالمتحدة للحصول على الدعم الدولي لقيام دولة فلسطين على حدود 67. وقال إن «الذهاب للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) قرار تم اتخاذه ولا يجوز التراجع عنه، ومن ينتظر الدولة على طاولة المفاوضات لن ينالها، لأن الدولة يجب أن تنتزع، وهناك إجماع دولي على قيام دولة فلسطين على حدود 1967 ولا يجوز تفويت هذه الفرصة». واعتبر أن المساومة على ذلك «جريمة»، مطالباً الشعب الفلسطيني أن «يستعد لهذه المعركة السياسية والدبلوماسية التاريخية على كافة المستويات على أن يتوافق ذلك العمل على عزل اسرائيل دوليًا ومقاطعتها عن طريق فرض عقوبات دولية عليها». ودعا البرغوثي الشعب الفلسطيني إلى «اطلاق أوسع وأشمل مسيرات شعبية سلمية في الخامس من حزيران/يونيو المقبل الذكرى الرابعة والاربعين لأسوأ احتلال في التاريخ وان يكون شعار هذه المسيرات الشعب يريد انهاء الاحتلال». وشدد على أن ذلك سيكون بمثابة «رسالة قوية للعالم ولقرار الأممالمتحدة في أيلول المقبل». ورأى البرغوثي أنه يتوجب العودة لتفعيل الخيار العربي المساند والمشارك للنضال الفلسطيني في ظل المتغيرات التي فرضتها وستفرضها الثورات العربية. ودعا إلى تفعيل خيار المقاومة الشعبية على نطاق واسع ورعاية ودعم وإسناد هذا الخيار إلى نحو فعلي وحقيقي واتباع سياسة رسمية تدعو العالم إلى مقاطعة (اسرائيل) وفرض العقوبات عليها. كما دعا إلى ضرورة التسريع في انجاز المصالحة الوطنية والعودة لتنفيذ وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، وقال «أي مبادرة لإنهاء الانقسام وانجاز المصالحة والوحدة نرحب بها وندعمها». ورأى البرغوثي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الفلسطينيين، أن (اسرائيل) هي أكبر الخاسرين «من سقوط أنظمة الاستبداد والدكتاتوريات في العالم العربي، هذه الأنظمة التي قدمت حماية لها خلال العقود الماضية ومنعت الشعوب العربية من مساندة النضال الفلسطيني».