يرى عدد من الخبراء الاقتصاديين أن الإعداد للمشروعات الاقتصادية يعد من أهم خطوات النجاح، ويتحقق ذلك من خلال التخطيط السليم الذي يضمن مدى نجاح وفاعلية هذه المشروعات، وتحقيق العوائد المادية الجيدة. وقال «د.إحسان بوحليقة» -المتخصص الاقتصادي- إن الاستثمار بغض النظر عن حجمه، لا يمكن أن يُباشر بدون خطة، وحتى دراسة الجدوى ليست هي الخطوة الأولى في إعداد الخطة الاستثمارية لمشروع صغير أو ناشيء، وعليه، فالخطوة الأولى هي خطوة ذهنية في المقام الأول، وتدور حول «فكرة المشروع»، مشيراً إلى أن الفكرة في البداية قد تكون مجرد عنوان أو حتى ملامح عنوان تراوح في عقل المستثمر، مثل: (مشغل، تصنيع شكولاته، تجهيز قاعات للأعراس، صالة تصفيف شعر، ترجمة، مقهى.. الخ)، ولا بد من إدراك أن الفكرة هي البصمة المتميزة، وذلك من خلال تخيل الفكرة ووضع الرتوش حولها فتبدأ في التبلور. إقبال كبير من السيدات في دعم المشروعات الصغيرة محاسن الاستشارة وأضاف أن خطوة الإحاطة بفكرة المشروع ضرورية، ويضاف لذلك أهمية أخذ رأي من تثق به وبتجربته، ففي كثير من الأحيان يكون «حديث النفس» محبذاً ومتعاطفاً مع الفكرة ويبرز محاسنها، في حين أن من هو على وشك الاستثمار بحاجة لمن يجادله في وجاهة الفكرة ليبين له مثالبها (في حال وجودها)، أما المحاسن فهي التي دفعت الشخص للاهتمام بها في المقام الأول، ومن باب الحرص على التميز فمن الضروري أن لا تكون الفكرة نتيجة مشاهدات مريحة، مثال: أنك أثناء زيارتك «خباز» الحي وجدت أن عليه إقبالاً فقررت بناء على ذلك أنك ستقلده لتحقق ربحاً وإقبالاً مثله. هنا، أنت ركزت الاهتمام على مخبز واحد وبعينه فقط؛ لأنه بالقرب من محل سكناك، وعليه فليس بالضرورة أن الازدحام دائم على المخبز، وليس بالضرورة أن كل المخابز تحظى بنفس الإقبال، كما أن هناك عناصر متعددة جعلته ناجحاً، قد يكون منها أن الحي الذي تعيش فيه مكتظاً بالسكان، أو أن المخبز متميز من حيث الجودة والمعامل لدرجة أن الزبائن يقصدونه من الأحياء الأخرى.، ومع كل ذلك يجب ألا تعتقد أن قصص النجاح قابلة للنسخ بمجرد أن لديك المال، فأصحاب المشروعات الناجحة يقدمون أموالهم وأعواماً من أعمارهم في مغامرة صعبة ليفوزوا بالنجاح. بو حليقة: الفكر أساس العمل الاستثماري خط الدفاع وأشار إلى أن مرحلة ما قبل دراسة الجدوى هي خط الدفاع الذي عادة ما يقفز عليها المستثمر، رغم أن الجهد والتكلفة هنا الأقل بين جميع المراحل القادمة، وإجمالاً، يمكن تقسيم هذه الخطوة إلى جزءين: الأول، تعريف الفكرة الاستثمارية- تحديداً، ما المنتج أو الخدمة التي سيقدمها مشروعك الناشيء؟، ولا يكفي أن تقول مثلاً: مخبز، بل يجب أن تضع محددات واضحة ليصبح التعريف كاملاً ومميزاً، كأن تقول «مخبز متخصص في منتجات النحافة والأخباز الطبية»، وسيساعد كثيراً إن حددت المنطقة الجغرافية «شمال الرياض» مثلاً، مبرراً ذلك بسبب مستوى الدخل أو لوجود المراكز الطبية الخ، وبعد ذلك، لابد أن تعزز مشاهداتك ببعض المعلومات، كأن تقرأ مقالة عامة عن أنواع هذه المخبوزات، والنقطة الأهم أن تعرف قليلاً عن تواجد المنافسة في السوق التي تستهدفها، موضحاً أن الجزء الثاني، تمحيص الفكرة الاستثمارية- من خلال عرض الفكرة الاستثمارية على شخص أو أكثر ممن تثق بخبرتهم وعلمهم في هذا المجال بما يمكنك من التراجع عن الفكرة ككل، أو تعديل الفكرة جوهرياً أو إدخال تعديلات طفيفة حسب مقتضى القناعات التي انتهيت إليها حتى الآن، وهي قناعات ليست نهائية على أية حال. سيدة أنجزت مشروعها بنجاح وتتهيأ لاستقبال الزبائن دراسة الجدوى وقال «بو حليقه» عندما تنجز مرحلة ما قبل دراسة الجدوى وأنت لا تزال مقتنعاً بوجاهة الفكرة، عندها عليك الاستعداد لإعداد دراسة الجدوى، ويجب ألا تظن أن استنجادك باستشاري سيجنبك التفكير والتمحيص، فأنت «صاحب الفكرة» وعليك أن تقنع بها الآخرين، فالمستشار المهني إن لم يكن يشاطرك وجاهة الفكرة فلن يجرؤ على اكمال المشوار معك، وليس بالضرورة أن تلجأ لمكتب متخصص لعمل دراسة الجدوى، خاصة إن كان مشروعك صغيراً وناشيئاً، إذ بوسعك إن كان لديك خلفية ولو محدودة أن تعد دراسة أولية، الأمر المهم أن تجمع معلومات دقيقة وحديثة وأن تنتهج خطاً موضوعياً فيه تحدٍ للفكرة، وليس مجاملاً محابياً، ولا يجب أن تقارن ما أنت على وشك القيام به بما تمر به المشروعات الكبيرة التي تقرأ عنها في الصحف؛ فعلى الرغم من أن دراسات الجدوى للمشروعات الكبيرة والعالية المخاطر تكون معقدة وتبنى على افتراضات متشعبة وتقوم على مصادر تسويق وتمويل متنوعة، فالمشروعات الصغيرة الناشئة لا تتطلب دراسة جدواها ذات القدر من التشعب والتعقيد. سوق الخدمة أو السلعة وأضاف: إجمالاً، الحاجة ضرورية لدراسة جدوى المشروع الناشيء لبيانات تتعلق بالسوق، أي بجانب الإيرادات، حيث إن الخدمة أو السلعة التي ستنتج ستباع في السوق، ولذلك لا بد من دراسة سوق الخدمة أو السلعة المعنية، كما أن هناك حاجة لمعلومات وبيانات تتعلق بالتجهيز لإنتاج الخدمة أو السلعة، أي بجانب المصروفات، حيث إن الخدمة أو السلعة التي ستنتج تتطلب مستلزمات لإنتاجها من عمالة ومكائن ومكاتب أو ورشة ومواد خام الخ. وهكذا تجد أنك بامتلاك هذه البيانات أصبح لديك ما يمكن أن يصاغ ليشكل تصوراً عن جدوى أولية للمشروع من ناحية السوق والانتاج والتشغيل والتمويل وصولاً إلى مؤشرات الربحية وبالتالي الديمومة والاستمرار، فالمشاريع التي لا تحقق ربحاً لا يمكن أن تستمر، وبالتأكيد، فالدراسة لابد أن تكون أكثر صرامة إن كنت تستهدف تقديمها لشركاء محتملين أو ممولين محتملين مثل بنك التسليف والإدخار أو البنوك التجارية في الداخل أو الخارج. «باب رزق جميل» ينظم ورشة عمل لمسابقة «أبواب الرزق بعدستك» (أرشيف الرياض)