كتبتُ أمس نثاراً عن المشاريع المتعثرة ، وأسباب تعثرها ، وقلت إن البيروقراطية وعدم كفاءة المقاولين ، هما السبب في تعثر المشاريع ، وأحيانا عدم إنجازها ، على أن جميع الذين علقوا على المقال أجمعوا على أن الفساد هو السبب في تعثر المشاريع وسوء تنفيذها ، وإليكم نموذجان من هذه التعليقات : " نحن بحاجة إلى حب الوطن والإخلاص ، ولكن ميزانيات المشاريع يتم تجييرها للجيوب الخاصة والمقاولين ، ونحن في زمن نحتاج فيه للرقابة الصارمة ، وبعض المقاولين أمن العقاب ، فأصبحت مقولته " هي بلد أبويا " أضف إلى ذلك العمالة الرخيصة المستقدمة من قبل المقاولين ، والتي تفتقد الخبرة وحس التنفيذ ".. وهذا تعليق آخر : " هناك كراسة للمناقصة توضح الشروط والمقاييس ومواصفات المشروع ، ولكن عند التنفيذ يختلف الأمر ، ولا يتم التقيد بالمواصفات ، وكل المهندسين أجانب ، ويتعاونون مع الجهة المنفذة".. ولعل أهم مشروع تعرض للرشوة والفساد هو مشروع مجاري جدة ، وقد تم في إحدى المراحل محاكمة المسؤولين والمقاول وتم عقابهما ، وما زال المشروع يتعثر ، وهناك جزء منه كما قال وزير المياه والكهرباء بمليار ريال ومتعثر ، ومع ذلك لم يسحب من المقاول ، ومن المتوقع ألا يكتمل المشروع تماما إلا بعد خمس سنوات على الأقل. ونأمل أن يتغير الوضع بعد أن تتمكن هيئة مكافحة الفساد من مباشرة عملها