أكد وزير الخارجية السوري أن المطالب الشعبية في بلاده مشروعة وقال خلال لقائه مع سفراء الدول المعتمدين في دمشق أن سورية ستعمل على الاستجابة لهذه المطالب وفق برنامج إصلاحي يشمل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية وإصلاح القضاء ومحاربة الفساد. كما شدد الوزير المعلم على أن سورية تحترم حق التظاهر السلمي احتراماً تاماً إلا أن عناصر مخربة استطاعت فيما ظهر من الأحداث الاندساس بين صفوف المتظاهرين وقامت بإطلاق النار على المتظاهرين ورجال الأمن معاً وذلك بهدف الجر للعنف وإحداث الفوضى الأمر الذي أدى إلى خسائر مادية وبشرية مؤسفة لنا جميعاً. وأوضح المعلم أن مثل هذه الحوادث تؤدي للأضرار الكبير باقتصاد البلاد وسلامة المواطنين وأمنهم كما أنها محاولة للإساءة إلى سمعة سورية الدولية وهذا ما يهدف إليه المخربون الأمر الذي لم يعد يمكن السكوت عنه ويتطلب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ الأمن والاستقرار وسلامة الوطن ومواطنيه. فيما شن احد ابرز شيوخ القبائل في سوريا السبت هجوما لاذعا على النظام السورري داعيا إياه الى اطلاق حوار وطني مع المحتجين المطالبين بإطلاق الحريات بدلا من "الايغال في اراقة دماء الشعب السوري". وقال نواف البشير، شيخ قبيلة البكارة، وأحد ابرز وجوه "اعلان دمشق" المعارض "ارى ان ما زال هناك امل اللحظة الاخيرة قبل ان يوغل النظام في اراقة دماء الشعب السوري". واضاف البشير متحدثا عبر الهاتف لفرانس برس من مدينة دير الزور مسقط رأسه في شرق سوريا "على النظام السوري ان يطلق حوارا وطنيا بين السلطة والشعب وعلى رأسه شباب الثورة، ضمن جدول أعمال وزمن محدد". واضاف البشير "نؤمن بالتغيير الديمقراطي السلمي" وشدد على ان الحوار الوطني الذي اقترحه يجب ان يفضي الى "قانون احزاب وصحافة والى الغاء المادة الثانية من الدستور" التي تكرس هيمنة حزب البعث على السلطة. وسخر البشير من اتهام السلطات ل "عصابات مسلحة" بإطلاق النار على المتظاهرين وقوى الامن خلال الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف الشهر الماضي والتي اوقعت عشرات القتلى. الى ذلك اعلن مدير منظمة حقوقية ان 37 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سوريا خلال تظاهرات احتجاجية جرت في درعا وحمص وريف دمشق. واعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من القاهرة ان "37 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سوريا خلال تظاهرات احتجاجية في درعا (جنوب) وحمص (وسط) ودوما وحرستا (ريف دمشق)". من جانب آخر أدان الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة ما وصفه ب"العنف البغيض" الذي استخدمته قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين المطالبين بإصلاحات في البلاد. وأصدر أوباما بياناً ليل الجمعة أعرب فيه عن إدانته الشديدة "للعنف البغيض الممارس ضد المتظاهرين السلميين من قبل الحكومة السورية" امس الاول وخلال الأسابيع الماضية، كما أدان استخدام المتظاهرين للعنف. وحثّ السلطات السورية على الامتناع عن استخدام المزيد من العنف ضد المتظاهرين، والوقف الفوري عن عمليات الاعتقال العشوائي والاحتجاز وتعذيب المساجين التي أفيد عنها، وضمان تدفق حرّ للمعلومات للتمكين من التدقيق بالمعلومات بشكل مستقل على الأرض.