مع التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والتسارع لتحقيق نمو في الأرباح وازدياد نسبة المتنافسين في السوق، أدى ذلك كله إلى ظهور مهام إضافية في سوق العمل للمساعدة في توجيه القطاعات الربحية إلى مسارها الصحيح تقنيا، حيث أن كل ذلك يكون من خلال أدوات تقنية مستحدثة لتقوم في النهاية بدعم المزايا التنافسية (Competitive Advantages) ولكن تساؤلنا سيكون عن من سيقوم بإدارة تلك التقنيات المعقدة وترويضها لتصب في النهاية في مصلحة مستخدميها؟ الجواب، هما شخصان بصلاحيات مختلفة مكملان لبعضهما البعض وهما المدير التنفيذي للمعلومات (Chief Information Officer) وكذلك مدير تقنية المعلومات (Chief Technology Offices). قد لا ترى فرقا كبيرا بين المصطلحين ولكن بلا شك أن هناك اختلافا كبيرا بينهما يترتب على ذلك الاختلاف الكثير من المهام والمسؤوليات الغير متشابهه. بداية بالمدير التنفيذي للمعلومات (Chief Information Officer) والمعروف إداريا بالاختصار (CIO)، حيث أن هذا المصطلح بدأ صيته يبرز مابين نهايات الثمانينيات وبدايات التسعينيات الميلادية عندما بدأت صناعة التكنولوجيا في الازدهار وبعد احتياج المنظمات والشركات لأشخاص يستطيعون إدارة دفة أنظمة المعلومات في ذلك الوقت. برزت مهام (CIO) على أنها مساعدة المنظمات أو الشركات عبر أدوات وأنظمة تقنية يسهل فيها تحليل وجمع ومرور البيانات ومعالجتها لتخرج في نهاية الامر بمعلومات ذات قيمة عالية تساعد الشركات على تحقيق ريادتها وتطبيق سياستها التجارية والوصول إلى أهدافها وغاياتها. ما يميز هذا النوع من المدراء هو ما لديهم من مكامن قوة في الإدارة وكذلك في الخلفية التقنية التي تمتزج مع بعضها البعض وتسهم في النهاية في تحليل ومن ثم إدراج الأعمال إلى قنوات تكنولوجية ليتدرج التغيير من القوى اليدوية البشرية الاعتيادية إلى القوى التكنولوجية العاملة بنظم المعلومات. من أهم المهام التي يرسمها الرئيس التنفيذي للمعلومات، وضع الخطوط الأساسية لتصميم البنى التحتية للتقنية ووضع إستراتيجية موحدة لأنظمة المعلومات يتم من خلالها معالجة الاحتياجات التجارية للمنظمات أو الشركات ويقوم أيضا على العمل على حشد التوافق في الآراء بين الأقسام المختلفة لتحديد آلية عمل الأنظمة وانسيابية تدفق المعلومات من قسم لآخر. إضافة إلى ما سبق، فانه كذلك من يقوم بوضع وتنفيذ السياسات والإجراءات والمعايير المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية وتناول امن المعلومات ورسم الصلاحيات والرقابة وآلية النسخ الاحتياطي ووضع الخطط والأهداف والاستراتيجيات التي تكفل الوصول إلى التنافسية الكاملة من خلال التقنيات المستخدمة. غالبا ما يعتبر المدير التنفيذي للمعلومات (CIO) على انه من ضمن الأشخاص المتخذين القرارات ويصنف أيضا على انه ضمن مستويات الرؤساء التنفيذيين لما له من قدرة على المساعدة في رسم السياسات الإدارية المستقبلية. جميع مدراء التقنية الآخرين كمدراء الشبكات والمعلومات وكبار المحللين وأيضا فريق الدعم التقني هم تحت إمرة وإدارة المدير التنفيذي للمعلومات اما تقاريره فدائماً تكتب لأعلى هرم في التنظيم الوظيفي أي الرئيس التنفيذي (CEO). أما مدير تقنية المعلومات (Chief Technology Offices) والمعروف إداريا بالاختصار (CTO) فمسؤوليته تتركز على مواكبة التقنيات الجديدة التي قد تساعد المنظمة أو الشركة على تطوير أدائها. فعند الحاجة لتغيير أنظمة حالية بأنظمة جديدة فان المدير التنفيذي للمعلومات (CIO) سيتجه مباشرة إلى مدير تقنية المعلومات (CTO) للحصول على أفضل التوصيات والتقارير بالتقنيات الجديدة التي يمكن استخدامها للارتقاء بالتنافسية إلى أعلى مراحلها وبالتالي فان اختيارات مدير تقنية المعلومات سيكون لها الدور البارز في نجاح قرارات المدير التنفيذي للمعلومات. بالإضافة إلى ما سبق، فان المهام الإضافية لمدير تقنية المعلومات تكمن في الدور التشغيلي القصير المدى وليس الاستراتيجي الطويل المدى كما يفعل المدير التنفيذي للمعلومات، حيث يتمركز عمله على مراقبة العمليات اليومية وأداء الأنظمة والإشراف المباشر على فريق الدعم الفني لتفعيل الدور التقني بشكل كامل والمساعدة على تسريع دورة العمليات بين الأقسام المختلفة. في ظل تواجد المدراء التنفيذيين للمعلومات (CIO's) جنبا إلى جنب مع مدراء تقنية المعلومات (CTO's) فان ذلك سيشكل بيئة تعاونية صحية تساعد وبنسبة كبيره على نجاح التخطيط والتنفيذ لأن كل منهما يقوم بأعمال مكملة للآخر ولهذا نجد أن اغلب الشركات الكبرى تحرص على تواجد هاذين النوعين من المدراء في كنفها مما يحقق الريادة بشكل سريع ومتجانس. أما بالنسبة للمنظمات الحكومية او غير الربحية فنجدها غالبا ما تعتمد على نوع واحد من المدراء وهو مدير تقنية المعلومات (CTO) على الرغم من انه في بعض الأحيان يقوم بالدورين معا مما يشكل تضاربا وتداخلا في المسؤوليات المناطة وكذلك ربما التأثير سلبا على الاستراتيجيات في حال كانت الخلفية الإدارية ضعيفة. من هذا المنطلق وكانعكاس لما يحصل حاليا، نرى ضعفا كبيراً في تواجد الخدمات الالكترونية والتقنية في الجهات الحكومية لأن النطاق الخاص بهكذا مدراء لا يرقى للتنافس خارج إطار المنظمة بل يركز على العمليات اليومية الداخلية ولذلك وجود مدراء تنفيذيين للمعلومات يرسمون الاستراتيجيات ضروري جدا لمواكبة التطور في الخدمات الالكترونية والتقنية الحكومية على حد سواء.