بحضور 150 شخصية من قيادات الرأي العام ومشاهير الإعلاميين والصحفيين وممثلي المجتمع المدني من العالم العربي والإسلامي وأوروبا وأمريكا الشمالية، عقد بالجامعة العربية امس أعمال المؤتمر الأول للحوار الإعلامي العربي - الغربي تحت عنوان ( عهد جديد في العلاقات العربية الغربية ) التحول الاجتماعي وحرية الإعلام وبناء الجسور، وذلك تحت رعاية الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير التنمية والتعاون الدولي بالسويد جونيلا كارلسون. وقال موسى في كلمته في افتتاح المؤتمر أن العالم العربي يمر بمرحلة دقيقة الآن ويشهد تحولات سياسية واجتماعية وعملية إعادة بناء للمؤسسات على أسس الحرية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان. وأضاف إنه على بعد أمتار من هذا المكان (مقر الأمانة العامة للجامعة العربية) قامت ثورة شعبية كبيرة من أجل القضاء على الفساد في المجتمع المصرى والعمل على بناء مجتمع حر وديموقراطي قائم على العدالة الاجتماعية من أجل الانطلاق نحو تقدم بلا حدود. وقال ان هذا العهد والتحولات التي تشهدها الكثير من البلدان العربية لابد ان يترجم الى عهد جديد في العلاقات العربية الأوربية، وأن يلعب الإعلام دور أساسي فيه لأن الإعلام هو أخطر مكونات التقدم. وأوضح ان الاعلام كان له بالغ الأثر ولعب دورا هاما وحيويا في و ماجرى في ميدان التحرير في مصر وتونس وعدد من البلدان العربية وأستطاع الإعلام من خلال الصورة أن يبني جسوراً من الفهم بين الأطراف في العالم. وأضاف موسى ان جامعة الدول العربية كانت سباقة فى الدعوة للحوار بين الثقافات وأنشأت إدارة فى الجامعة تحت مسمى حوار الحضارات لإنقاذ الحوار بعد أن شاهدنا فى الفترة السابقة معوقات أثرت عليه بالسلب. وذكر ان الإعلام يمكن ان بلعب دورا هاما وحيويا فى الحوار بين العرب والغرب ورأب الصدع والفرص الآن بعد هذه التغيرات التي يشهدها العالم العربى متاحة لمحو هذا الصراع في هذه لاجواء الإيجابية. من جهتها دعت وزيرة التنمية والتعاون الدولي بالسويد جونيلا كارلسون الى التغلب على المعوقات التي تحول بين العلاقات العربية - الغربية وتعزيز قيم التسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان. وقالت في افتتاح المؤتمر انه لا يمكن ان نمضي في مسيرة التنمية دون الديمقراطية ورفضت إبراز التناقض بين التنمية والديمقراطية. وقالت انه يجب ان يرتبط ذلك بحقوق الإنسان، داعية الى الاعتراف بأهمية حقوق الإنسان والتغلب على الفقر والظلم في استخدام الأدوات التي توحدنا في عالم متعولم وأوضحت ان الأحداث الأخيرة بالشرق الأوسط اثبتت أهمية دور تكنولوجيا المعلومات والانترنت والفيس بوك، وتم الاستفادة من هذه الأدوات في دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والكشف عن الفساد وربط المواطنين ببعض، وهي أدوات وتقنيات لتعزيز الحريات. وأكدت انه لايمكن الان العمل على الحيلولة دون انتشار المعلومات وانتقدت بعض الدول العربية بقطع الانترنت ووسائل الاتصالات، وذلك انتهاك لحرية التعبير التي نصت عليها المادة رقم 19 للحقوق المدنية والسياسية وطالبت دعم المنظمات الحقوقية واغتنام الفرص في العالم العربي. وقالت الآن العالم العربي والأوروبي لديهم تاريخ مشترك ومصير مشترك ونحن نعمل على صياغة قدراتنا وان الحكومة السويدية تدعم هذه الجهود وان أهم المبادرات التي اطلقها تحالف الحضارات هو حشد قوة الإعلام للحيلولة دون الالتفاف والترويج للمفاهيم الخاطئة واقرت بميزة العالم العربي بلغة واحدة. فيما قال رئيس مؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات اندريه ازولاي، اننا نقف على مقربة من ميدان التحرير والذي شهد اللحظة التاريخية وإننا نقول الآن ان الديمقراطية والحرية تكتب بالعربية. ورفض القول بأن هناك صدام حضارات وان التحديات التي تواجهنا هي صدام الجهل وليس صدام الحضارات وهذه الحالة لا تزال قائمة على نطاق واسع رغم محاولتنا الخروج من هذا الوضع. وأكد ان العالم ينظر الآن الى العالم العربي باعتباره جزء حيوي نابض من هذا العالم سواء منطقة او شعوب تلتزم وتعمل للحصول على الكرامة والحرية والعدالة وانها تشهد انطلاقة كبرى وكنا ندرك ذلك في مؤسستنا التي تضم أكثر من 3000 منظمة من منظمات العالم المدني. وأكد ان وسائل الانترنت كانت لها أهمية في العالم العربي اكثر من أوروبا.