من بين تعليقات القراء الأعزاء على الأخبار التي تنشرها "الرياض" عن أوبريت الجنادرية "فرحة وطن", نجد في بعضها مطالبةً بإدراج خالد عبدالرحمن وغيره ضمن قائمة الفنانين الذين سيغنون في الأوبريت, في عادة سنوية درج عليها هؤلاء من أجل التأثير على أصحاب القرار في الجنادرية, دون أن ينتبهوا إلى أمر مهم, وهو أن هناك شروطاً خاصة لابد من توفرها في الفنان الذي يستحق الغناء أمام المليك في ليلة افتتاح الجنادرية. الأوبريت لا يغني فيه إلا من يستحق فعلاً, ومن خلال التأمل في السنوات الماضية نجد أن من يتم اختيارهم للغناء في الأوبريت هم نجوم المرحلة والناجحون والمستمرون في عطائهم وإبداعهم, وهذا يصدق على الأسماء التي ستغني أوبريت "فرحة وطن": محمد عبده, عبدالمجيد عبدالله, راشد الماجد, رابح صقر وعباس إبراهيم, فهؤلاء هم نجوم المرحلة الحالية بجماهيريتهم واستمرار طرحهم لعدد من الأغاني المتميزة التي ساعدت في ارتفاع أسهمهم عند اللجنة المنظمة للمهرجان الكبير. أوبريت الجنادرية يعتبر تتويجاً سنوياً للناجحين, وهذا ما يفتقده خالد عبدالرحمن وغيره من الفنانين الذين تلاشت أهميتهم. ولا يجب أن ننظر للجنادرية على أنها مهرجان غنائي عادي يمكن أن يغني فيه أي فنان.. لا.. إنه مناسبة وطنية يتم فيها تكريم أبناء الوطن المبدعين حقاً, لذا فإن عملية الاختيار تتم بطريقة دقيقة بحيث لا ينال شرف غناء الأوبريت إلا من يستحق ذلك. خالد عبدالرحمن ولو تأملنا مشوار خالد عبدالرحمن سنجد أن السنوات الثلاث الأخيرة كانت خاوية من الأعمال الجيدة ولم يقدم خلالها أغنية ناجحة تشفع له بالتواجد مع نجوم الأغنية السعودية في ليلة افتتاح الجنادرية وهو مانشهده منه منذ زمن ليس بالقريب , خاصة إذا تذكرنا أن أغلب المهرجانات الفنية على المستوى الخليجي والعربي لم تقدم له أي دعوة لنفس السبب, باستثناء مهرجان "الربيع" الذي وجه له الدعوة معتقداً أنه سيأتي بالجمهور لينكشف الحال سريعاً بانسحاب الحضور من الحفلة بعد وصلة الفنان عزازي. لذلك يجب أن يعي الداعون لتواجد خالد عبدالرحمن في الجنادرية أن المعيار الوحيد لدخوله القائمة هو أن يكون ناجحاً ومتميزاً أما إذا لم يستطع أن يحقق ذلك فإن لن يكون جديراً بهذا الشرف. الجنادرية لا مكان فيها لضعف القدرات ولا لتواضع الصوت, وهي لا تدعو إلا النجوم, وفي بعض الأحيان القليلة جداً يتم اختيار فنان قدير بغرض تكريمه مثل ما حصل مع الفنان الكبير الراحل سلامة العبدالله أو علي عبدالكريم أو عبادي الجوهر.