أكدت المعارضة اليمنية امس استعدادها للمشاركة في محادثات مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح برعاية خليجية في الرياض للبحث في "نقل السلطة"، حسبما افاد المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان. وقال قحطان ردا على سؤال حول الوساطة التي اطلقها مجلس التعاون الخليجي والدعوة لعقد محادثات في الرياض، "نحن مع التفاهمات لنقل السلطة، رحبنا وقلنا سنحضر، ولكن لبحث نقل السلطة فقط". واضاف "ان البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة، كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة". وشدد قحطان على ان المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه. وقال "نحن مع اي خيارات او تفاهمات لنقل السلطة من الرئيس صالح بشكل آمن وسريع، اما بالنسبة للحوار الوطني، فهو لا يمكن ان يتم الا في ظل الوضع الجديد، اي مع رئيس جديد". واضاف "يجب ان يرحل الرئيس ويسلم السلطة لنائب من غير عائلته ونحن سنجلس ونتحاور مع هذا النائب"، مشيرا بذلك الى مبادرة المعارضة التي نصت على اطلاق حوار حول مرحلة انتقالية بعد تسليم صالح السلطة الى نائبه. وقال قحطان إن أي نظام سيأتي بعد رحيل صالح سيكون شريكا جادا وفاعلا في مكافحة الإرهاب والقاعدة. ورحب قحطان بحرص دول مجلس التعاون الخليجي على أمن واستقرار اليمن وتأكيدها احترام خيارات الشعب اليمني، مشيدا في ذات الوقت بكل الجهود التي يبذلها السفير الأمريكي والاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنهم أبدوا حرصا على أمن وسلامة اليمن وحرصا على إيقاف المزيد من التدهور. وقال: نعتقد أن اهتمام أشقائنا في مجلس التعاون باليمن نابع من اعتبار حق الأخوة والجيرة والشراكة والواجب الإسلامي، مؤكدا أن الأشقاء في مجلس التعاون سيكونون منحازين لخيار الشعب. وشدد قحطان على أن التدهور الحاصل في اليمن يتطلب سرعة إجراء نقل السلطة لوقف مزيد من انفلات الوضع في البلاد. وأكد أن المعارضة لا تمانع من نقل السلطة إلى أي شخص يختاره الرئيس ما لم يكن من العائلة حتى لا يكون النظام في اليمن عائليا. ميدانيا قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون في اشتباكات بين مسلحين وجنود من الفرقة الأولى مدرع امس الثلاثاء. وقالت مصادر مطلعة ان وفدا قبليا من قبيلة سنحان التي ينتمي اليها الرئيس علي عبدالله صالح اتوا للالتقاء باللواء على محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى والذي أعلن انشقاقه على صالح وانضم للمحتجين المطالبين برحيلة وبينما كان الوفد يلتقي على محسن الأحمر هاجم مسلحون الفرقة بهدف اقتحامها مما ادى الى مقتل ثلاثة أشخاص من المهاجمين وإصابة اخرين. وحلقت طائرات عسكرية فوق مقر الفرقة في شارع الستين وسمع دوي مضادات الطائرات. وحاول مسلحون مهاجمة ساحة التغيير حيث يعتصم الآلاف منذ أسابيع وأطلقوا النار مما ادى الى مقتل شخص وإصابة عشرين اخرين حسب مصادر صحافية معارضة. وفي تعز اصيب المئات في هجوم لقوات الامن ومليشيات مسلحة تابعة للحزب الحاكم على مسيرات حاشدة حيث اطلقوا الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع. وحسب غازي السامعي ناشط سياسي فان عشرة اشخاص اصيبوا بأعيرة نارية فيما اصيب المئات جراء الغازات بما فيها نساء. وياتي الهجوم بعد يومين من الهجوم على المتظاهرين والذي ادى الى مقتل اكثر من 17 شخصا واصابة الالاف. وقال شهود عيان ان مروحية عسكرية حلقت على علو منخفض وقذفت بالغازات لتفريق المحتجين. وامتلأت ساحة الحرية بمئات الالاف من المتظاهرين كما شهد بعض الشوارع مسيرات. وشهدت تعز عصيانا مدنيا حيث أغلقت المحلات التجارية ودعت كاثرين آشتون الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية الرئيس صالح إلى البدء الآن بانتقال سياسي منتظم للسلطة ودون أي تأخير من أجل حل الأزمة الراهنة ولتمهيد الطريق للإصلاحات. وقالت إن أوروبا قلقة بشكل كبير للتقارير الواردة حول القمع العنيف بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين في بعض كبرى المدن اليمنية يومي 3 و 4 أبريل الأمر الذي أدى إلى وقوع الكثير من الوفيات والإصابات. وأكدت أنها تحدثت إلى الرئيس صالح الأسبوع الماضي وحثته على احترام هذه الالتزامات وتوجيه القوات المسئولة بوقف كافة أشكال العنف فوراً، وقالت إنه يجب القيام بذلك ودون أي تأخير وأنه يجب على الحكومة وقوات الأمن احترام وحماية جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وعبرت عن قلقها من تدهور الوضع الأمني والاقتصادي، وشددت على دعوتها إلى انتقال سياسي منتظم يبدأ دون أي تأخير من أجل حل الأزمة الراهنة و لتمهيد الطريق للإصلاحات، وقالت إن هذه هي الرسالة التي أبلغتها للرئيس صالح الأسبوع الماضي يجب أن يبدأ الانتقال الآن".